الاثنين، 29 سبتمبر 2008

الدال علي الخير كفاعلة

سعوودي دفع تكاليف 60 عملية كلى في مستشفى سعوودي وحتى الان لم يستلم المستشفى إلآ 4 حالات فإن كنت تعرف أي مصاب بالفشل الكلوي غير قادر على تكاليف العملية

فدعه يتصل على الرقم التالي : مستشفى سعد التخصصي _ الدمام هاتف :009663826666 تحويلة 4143

من فضلك انشر الرسالة فقد تنقذ حياة مريض وتذكر دائما ان الدال على الخير كفاعله। إذا ما عندك أحد محتاج إرسلها لغيرك


الأحد، 28 سبتمبر 2008

كتاب خالد بن الوليد للجنرال أ.أكرم ...........الكتاب نادر ورائع

كتاب خالد بن الوليد للجنرال أ.أكرم ...........الكتاب نادر ورائع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن من أروع الكتب التى تكلمت عن حياة خالد بن الوليد هوا هذا الكتاب للجنرال الباكستانى أ.أكرم والكتاب مترجم الى العربية من نسخته الإنجليزية الأصل


ففى هذا الكتاب ترى خطط خالد بن الوليد العسكرية وروائع غزواته ومعاركه

الكتاب ياإخوتى نادر جدا جدا فى المكتبات وفى النت , وقد وقع هذا الكتاب تحت يدى بقدر الله فى أحد المنتديات

وأحببت أن ارفعه إليكم من جديد على رابط سريع إن شاء الله

والآن أترككم مع الكتاب



لتحميل الكتاب , إضغط على الرابط أدناه

إظغط هنا




الاسماء

احرص علي تسمية ابنك او ابنتك اسم جميل طيب



لان الاسم له تاثير في سلوك الفرد



نلاحظ تسمية


السيدة مريم



في سورة العمران



"يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع "



الراكعين


ومعني مريم العابدة والقانطة



وكذلك زكريا : معناه بالعبرية دائم الذكر والتسبيح



الخميس، 25 سبتمبر 2008

علبة بن زيد



ووقف علبة بن زيد رضي الله عنه ينظر إلى جموع المسلمين ، وهي تتسابق على الإنفاق والصدقة في غزوة تبوك ، والحسرة تملأ فؤاده حيث لم يجد ما يتصدّق به ، فلما جاء الليل وقف يصلّي ويبكي ، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: " اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ، ورغّبت فيه ، ثم لم تجعل عندي ما أتقوّى به مع رسولك ، وإني أتصدّق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عرض " ، وفي الصباح سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( أين المتصدق هذه الليلة ؟ ) ، فلم يقم أحد ، فأعاد النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّة أخرى فلم يقم إليه أحد ، فشعر علبة رضي الله عنه أنه المقصود بذلك ، فقام وأخبره الخبر ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أبشر ، فوالذي نفس محمد بيده لقد كُتبت في الزكاة المتقبلة ) .


الخميس، 18 سبتمبر 2008

يوم القدس

ساهم في يوم القدس العالمي علي الانترنت

موقع يوم القدس العالمي على الانترنت http://www.qudsday.org

لا يفوتك ساهم في نشرة
من المشاركين
الشيخ رائد صلاح
د. همام سعيد
الشيخ عكرمة صبري.. مفتى القدس الشريف"
الشيخ عكرمة صبري
د عصام البشير
الشيخ أحمد القطان
الشاعر أيمن العتوم
أ. أبو جرة سلطاني
د اسحق الفرحان
الشيخ أبو زيد المقرئ الإدريسي
أ. نصّار الخالدي
أ. حسام الغالي
د محمد أكرم العدلوني
الشاعر فؤاد الحميري
أ. عبدالعزيز السيد
د ناجح بكيرات
الشيخ محمد جمعة سليمان
د أحمد أبو حلبية
م.نجية حلمي
الشاعر محمد أبو دية
أ. وجدي غنيم
المنشد ابراهيم الدردساوي
أ. عبدالله معروف
د علي بن عمر بادحدح
د. محمود حسين

الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

ضرار بن الخطاب"" ضرار بن الازور" " ضرار بن مقرن

 "ضرار بن الخطاب"" ضرار بن الازور" " ضرار بن مقرن" 3 قادة من قادة فتح الحيرة والرابع المثني

 

ضرار بن الخطاب الفهري  

 

نسبه ونشأته

هو ضرار بن الخطاب بن فهر القرشي الفهري، وكان أبوه رئيس بني فهر في زمانه[1].

لقد نشأ ضرار بن الخطاب في قريش في وقت كان أبوه رئيسًا لبني فهر، مما انعكس على حياة ضرار، فأهلته ليكون فارسًا من فرسان قريش ومن شعرائها، فكما ذكر ابن عبد البر في استيعابه أنه كان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين المجودين، حتى قالوا: ضرار بن الخطاب فارس قريش وشاعرهم، وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق. وقال الزبير بن بكار: لم يكن في قريش أشعر منه، ومن ابن الزبعرى. ويقدمونه على ابن الزبعرى؛ لأنه أقل منه سقطًا، وأحسن صنعة[2].

شجاعته في الجاهلية

 

ذكرنا أن ضرار بن الخطاب كان من فرسان قريش، ولما اختلفت الأوس والخزرج فيمن أشجع في يوم أُحُد، فمر بهم ضرار بن الخطاب، فقالوا: هذا شهدها، وهو عالم بها. فبعثوا إليه فتى منهم، فسأله عن ذلك، فقال: لا أدري ما أوسكم من خزرجكم، ولكني زوجت يوم أحد منكم أحد عشر رجلاً من الحور العين[3].

وهو الذي أسر سيدنا سعد بن عبادة بعد بيعة العقبة، لما علمت قريش بإسلامه.

فكره العسكري

 

كان لضرار بن الخطاب نظرٌ ثاقب في الحروب، باحثٌ عن ثغرات خصمه؛ لكي يتمكن من إيقاعه، وفعل ذلك يوم أحد، فهو الذي نظر يوم أحد إلى خلاء الجبل من الرماة، فأعلم خالد بن الوليد، فكرَّا جميعًا بمن معهما، حتى قتلوا من بقي من الرماة على الجبل، ثم دخلوا عسكر المسلمين من ورائهم[4].

أهم المعارك ودوره فيها

لقد شارك سيدنا ضرار بن الخطاب رضي الله عنه في معارك كثيرة ضد الفرس، منها القادسية والمدائن وغيرها، وقد أرسله عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ماسبذان قائدًا.

وفي القادسية أخذ ضرار بن الخطاب راية الفرس العظيمة وهي درفش كابيان، فعوض منها ثلاثين ألفًا، وكانت قيمتها ألف ألف ومائة ألف ألف[5].

كان سيدنا ضرار بن الخطاب رجلاً قياديًّا، وفي إحدى معارك المسلمين مع الفرس أمر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقود ضرار بن الخطاب الجيش المتجه إلى ماسبذان، فقاده وحقق نصرًا على الفرس.

ويذكر الطبري في تاريخه تفصيل تلك المعركة، فيقول: لما رجع هاشم بن عتبة من جلولاء إلى المدائن، بلغ سعدًا أن آذين بن الهرمزان قد جمع جمعًا، فخرج بهم إلى السهل، فكتب بذلك إلى عمر. فكتب إليه عمر: ابعث إليهم ضرار بن الخطاب في جند، واجعل على مقدمته ابن الهذيل الأسدي، وعلى مجنبتيه عبد الله بن وهب الراسبي حليف بجيلة، والمضارب بن فلان العجلي. فخرج ضرار بن الخطاب وهو أحد بني محارب بن فهر في الجند، وقدم ابن الهذيل حتى انتهى إلى سهل ماسبذان، فالتقوا بمكان يدعى بهندف، فاقتتلوا بها، فأسرع المسلمون في المشركين، وأخذ ضرار آذين سلمًا، فأسره فانهزم عنه جيشه، فقدمه فضرب عنقه، ثم خرج في الطلب حتى انتهى إلى السيروان، فأخذ ماسبذان عنوة فتطاير أهلها في الجبال، فدعاهم فاستجابوا له، وأقام بها حتى تحول سعد من المدائن، فأرسل إليه فنزل الكوفة واستخلف ابن الهذيل على ماسبذان، فكانت إحدى فروج الكوفة[6].

من كلماته

قال ضرار بن الخطاب يومًا لأبي بكر الصديق: نحن كنا لقريش خيرًا منكم، أدخلناهم الجنة، وأوردتموهم النار[7].

وقال يوم الفتح:

يا نبي الهدى إليك لجاحـ ... ـي قريش ولات حين لجـاء

حين ضاقت عليهم سعة الأر ... ض وعاداهم إله السمـاء[8].

الوفاة

لم يذكر أحد من المؤرخين وفاته، إلا أن ابن عبد البر قال: لقد خرج إلى الشام مجاهدًا، فمات هناك[9].


[1] ابن عبد البر: الاستيعاب 1/225.

[2] السابق نفسه، الصفحة نفسها.

[3] ابن عبد البر: الاستيعاب 1/225.

[4] الصفدي: الوافي في الوفيات 1/2260.

[5] تاريخ ابن خلدون 2/524.

[6] تاريخ الطبري 2/475.

[7] ابن عبد البر: الاستيعاب 1/225.

[8] الصفدي: الوافي في الوفيات 1/2260.

[9] ابن سعد: الطبقات الكبرى 7/407.

 

ضرار بن الأزور 

 

 

ضرار بن الأزور واسم الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك.(1)

قال البغوي سكن الكوفة.

ويقال أنه كان له ألف بعير برعاتها فترك جميع ذلك (لله ). (2)

من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له ألف بعير برعاتها فأخبره بما خلف وقال: يا رسول الله قد قلت شعر. فقال: هيه فقال:

خلعت القداح وعزف القي... ن والخمر أشربها والثمالا

وكري المحبر في غمرة... وجهدي على المسلمين القتالا

وقالت جميلة: شتتن... وطرحت أهلك شتى شمالا

فيا رب لا أغبنن صفقتي... فقد بعت أهلي ومالي بدالا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما غبنت صفقتك يا ضرار.(3) فهكذا كان يصنع صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم بأموالهم كانوا ينفقونها في سبيل الله، يبيعون الدنيا ويشترون الآخرة، يبيعون الفاني ويشترون الباقي.

وقال ضرار أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقحة فأمرني أن أحلبها فجهدت حلبها فقال دع داعي اللبن.

بعض المواقف مع الصحابة رضي الله عنهم:

وأبلي في موقعة اليرموك أحسن البلاء لأنه يدرك قيمة الشهداء عند الله عز وجل فعن عكرمة بن أبي جهل أنه نادي يوم اليرموك: قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل موطن وأفر منكم اليوم. ثم نادى: من يبايعني على الموت فبايعه عمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعا جراحة وقتلوا إلا ضرار بن الأزور.(4)

وبعث خالد ضرارا في سرية فأغاروا على حي من بني أسد فأخذوا امرأة جميلة فسأل ضرار أصحابه أن يهبوها له ففعلوا فوطئها ثم ندم فذكر ذلك لخالد فقال قد طيبتها لك فقال لا حتى تكتب إلى عمر فكتب أرضخه بالحجارة فجاء الكتاب وقد مات فقال خالد ما كان الله ليخزي ضرارا ويقال إنه الذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد ويقال إنه ممن شرب الخمر مع أبي جندب فكتب فيهم أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر فكتب إليه ادعهم فسائلهم فإن قالوا إنها حلال فاقتلهم وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ففعل.(5)

وفاته:

اختلف في وفاة ضرار بن الأزور  رضي الله عنه، فقال ابن عبد البر: قُتل ضرار بن الأزور يوم أجنادين في خلافة أبي بكر وقال غيره: توفي ضرار بن الأزور في خلافة عمر بالكوفة.

وذكر الواقدي قال: قاتل ضرار بن الأزور يوم اليمامة قتالا شديدا حتى قطعت ساقاه جميعا فجعل يحبو على ركبتيه ويقاتل وتطؤه الخيل حتى غلبه الموت.

وقد قيل: مكث ضرار باليمامة مجروحا ثم مات قبل أن يرتحل خالد بيوم. قال: وهذا أثبت عندي من غيره.(6)

وذكر ابن الأثير أنه شهد موقعة اليرموك سنة ثلاث عشرة من الهجرة.

المصادر:

1 - الاستيعاب [ج1 ص224 ]

2 - الإصابة [ ج3 ص482 ]

3 - أسد الغابة [ج1 ص531 ]

4 - أسد الغابة [ج1 ص782]

5 - الإصابة [ج3 ص482]

6 - الاستيعاب [ج1 ص 225 ]

 

 

ضرار بن الازور

 

"ان للايمان بيوتا و للنفاق بيوتا000وان بيت بني مقرن من بيوت الايمان" حديث "شريف

 

 

ضرار بن مقرن فذكره الحافظ أبو بكر محمد بن خلف بن سليمان ابن خلف بن فتحون فى ذيله على الاستيعاب وإن خالد بن الوليد لما دخل الحيرة فى أيام أبى بكر أمر ضرارا هذا على جماعة من المسلمين وقال ذكره الطبرى 

 

 اخوة ضرار

مثال السبعة النعمان بن مقرن وإخوته معقل وعقيل وسويد وسنان وعبد الرحمن وسابع لم يسم لنا بنو مقرن المزينون سبعة إخوة هاجروا وصحبوا رسول الله

 

صلى الله عليه و سلم ولم يشاركهم فيما ذكره ابن عبد البر وجماعة فى هذه المكرمة سواهم انتهى وفيه أمران أحدهما أنه قد سمى لنا سابع وثامن وتاسع وهم نعيم بن مقرن وضرار بن مقرن وعبد الله بن مقرن 
فأما نعيم فذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب فقال نعيم بن مقرن أخو النعمان ابن مقرن خلف أخاه حين قتل بنهاوند وكانت على يديه فتوح كثيرة وهو واخوته من جلة الصحابة وأما ضرار بن مقرن فذكره الحافظ أبو بكر محمد بن خلف بن سليمان ابن خلف بن فتحون فى ذيله على الاستيعاب وإن خالد بن الوليد لما دخل الحيرة فى أيام أبى بكر أمر ضرارا هذا على جماعة من المسلمين وقال ذكره الطبرى وسيف 
وأما عبد الله بن مقرن فذكره بن فتحون أيضا فى ذيله على الاستيعاب وقال إنه كان على ميسرة أبى بكر رضى الله عنه فى خروجه لقتال أهل الردة إثر وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال ذكره الطبرى وسيف وذكره ابن منده وأبو نعيم أيضا فى معرفة الصحابة وهذا يدل على انهم أكثر من سبعة وقد قال الطبرى انهم كانوا عشرة إخوة انتهى 
وإنما اشتهر كونهم سبعة لما روى مسلم فى صحيحه من حديث سويد بن مقرن قال لقد رأيتنى سابع سبعة من بنى مقرن ما لنا خادم إلا واحدة فلطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نعتقها 
ويحتمل أن من أطلق كونهم سبعة أراد من هاجر منهم قال مصعب بن الزبير هاجر النعمان ومعه سبعة اخوة وسمى ابن عبد البر فى الاستيعاب منهم ستة وهم سنان وسويد وعقيل ومعقل والنعمان ونعيم وسمى ابن فتحون فى ذيله الباقين وهم ضرار وعبد الله وعبد الرحمن وقال إن عبد الرحمن ذكره فى الصحابة الطبرى وابن السكن والله أعلم 
الأمر الثانى أن ما حكاه المصنف عن ابن عبد البر وجماعة من انقراد بنى مقرن

المنتظم في التاريخ

م الله الرحمن الرحيم


كتاب :
المنتظم في التاريخ

المؤلف:
إبن الجوزي

نبذة عن الكتاب:
يُعَدُّ هذا الكتابُ موسوعةً تاريخيةً، وتأتي أهميته؛ لأنه ليس كتاب تاريخ وسيرة فقط، وإنما هو كتاب ترجمة، مصحوبة بتعديل وتجريح. ويقع الكتابُ في أربعة أجزاء، يبدأ جزؤه الأول بترجمة لأحمد بن محمد بن هارون أبي عبد الله الجسري، وينتهي جزؤه الأخير بترجمة لأحمد بن عيسى بن أبي غالب أبي العباس الأبروزي.

لتصفح الكتاب:
أضغط هنا

لتحميل الكتاب:
أضغط هنا

الكامل في التاريخ لابن الاثير

الكامل في التاريخ لابن الاثير

كتاب الكامل يعد العمدة في كتب التاريخ حيث إنه كما يقول مؤلفه: (قد جمعت في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحد ومن تأمّله علم صحّة ذلك)‏. فجمع التاريخ من بطون الكتب ووفق في الروايات وضبط أبوابها وفصولها وجمع الأحداث تحت عناوينها، حتى خرج الكتاب كما هو الآن يعتمد عليه العالم ولا يمل منه طالب علم حتى ذاع صيته وعلى نجمه وظهرت فوائده.


للتحمييل


من هنــــــــــــــــــــا
______________
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alkamel_altareekh.zip

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

عياض بن غنم

عياض بن غنم



الأشعري


فاتح العراق عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة القرشي الفهري.ويقال الأشعري


وهو ابن عم أبي عبيدة بن الجراح...


وكان من أشراف قريش وهو معروف بالفتوح بالشام


عمره عندما أسلم:


أسلم عياض رضي الله عنه قبل صلح الحديبية- والذي كان سنة 6 من الهجرة - وشهدها...


ومات - رضي الله عنه - سنة 60 وهو ابن ستين سنة، فيكون عمره عندما أسلم على فرض أنه أسلم سنة 5 من الهجرة ؛ يكون عمره عندها خمس وأربعون سنة.


أهم ملامح شخصيته:


الزهد والورع معًا:


لما ولي عياض بن غنم قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه فلقيهم بالبشر فأنزلهم وأكرمهم فأقاموا أياما ثم سألوه في الصلة وأخبروه بما تكلفوا من السفر إليه رجاء معروفه فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير وكانوا خمسة فردوها واستخطوا ونالوا منه فقال أي بني عم والله ما أنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بعد شقتكم ولكن والله ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وبيع ما لا غنى لي عنه فاعذروني قالوا الله ما عذرك الله إنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما جهده أن يبلغه إلى أهله فقال فتأمروني إن أسرق مال الله فوالله لأن أشق بالمنشار أو وأبرى كما يبرى السفن أحب إلي من أن أخون فلسا أو أتعدى وأحمل على مسلم ظلما أو على معاهد قالوا قد عذرناك في ذات يدك ومقدرتك فولنا أعمالا من أعمالك نؤدي ما يؤدي الناس إليك ونصيب ما يصيبون من المنفعة فأنت تعرف حالنا وأنا ليس نعدو ما جعلت لنا قال والله إني لأعرفكم بالفضل والخير ولكن يبلغ عمر بن الخطاب أني قد وليت نفرا من قومي فيلومني في ذلك ولست أحمل أن يلومني في قليل ولا كثير قالوا قد ولاك أبو عبيدة بن الجراح وأنت منه في القرابة بحيث أنت فأنفذ ذلك عمر ولو وليتنا فبلغ عمر فأنفذه فقال عياض إني لست عند عمر بن الخطاب كأبي عبيدة بن الجراح وإنما أنفذ عمر عهدي على عمل لقول أبي عبيدة في وقد كنت مستورا عند أبي عبيدة فقال في واعلم مني ما أعلم من نفسي ما ذكر ذلك عني فانصرف القوم لائمين لعياض بن غنم.


وكان عياض بن غنم رجلا سمحا وكان يعطي ما يملك لا يعدوه إلى غيره لربما جاءه غلامه فيقول ليس عندنا ما تتغدون به فيقول خذهذا الثوب فبعه الساعة فاشتر به دقيقا فيقول له سبحان الله أفلا تقترض خمسة دراهم من هذا المال الذي في ناحية بيتك إلى غد ولا تبيع ثوبك فيقول والله لأن أدخل يدي في جحر أفعى فتنال مني ما نالت أحب إلي من أن أطمع نفسي في هذا الذي تقول فلا يزال يدفع الشئ بالشئ حتى يأتي وقت رزقه فيأخذه فيوسع فيه فمن أدركه حين يأخذ رزقه غنم ومن تركه أياما لم يجد عنده درهما واحدا...


ومات عياض يوم مات وما له مال ولا عليه دين لأحد...


الجانب القيادي:


حيث أنه قاد عدة فتوحات وتولى عدة ولايات


قال ابن سعد فقال: شهد الحديبية وما بعدها وكان أحد الأمراء الخمسة يوم اليرموك.


وفي تاج العروس: رُوِىَ في بعض الآثار: أَنّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: " رُفِعَتْ لَيْلَةَ أَسْرِيَ بي مدينةٌ فأَعْجَبَتْنِي فقلتُ لجِبْرِيلَ: ما هذهِ المَدِينَةُ؟ فقال: نَصِيبِين. فقلتُ: اللّهم عَجِّلْ فَتْحَها واجْعَلْ فيها بَركةً للمسلمينَ "........ فتحها عياضُ بْنُ غنم الأَشعري.


ومن البلاد التي فتحها أيضًا الرهاء بضم أوله ممدود مدينة من أرض الجزيرة ودخل أهل سائر الجزيرة فيما دخل فيه أهل الرهاء من الصلح


لما فرغ عياض بن غنم من الجزيرة دخل الدرب فبلغ بدليس فجازها إلى خلاط وصالح بطريقها وانتهى إلى العين الحامضة فلم يتجاوزها وعاد فضمن صاحب بدليس خراج خلاط وجماجمها ثم انصرف إلى الرقة ومضى إلى حمص....


وجاء في معجم البلدان: اجتمع الروم فحاصروا أبا عبيدة بن الجراح والمسلمين بحمص فكتب عمر رضي الله عنه إلى سعد بإمداد أبي عبيدة بالمسلمين من أهل العراق فأرسل إليه الجيوش مع القواد وكان فيهم عياض بن غنم وبلغ الروم الذين بحمص مسير أهل العراق إليهم فخرجوا عن حمص ورجعوا إلى بلادهم فكتب سعد إلى عياض بغزو الجزيرة فغزاها سنة 71 وافتتحها فكانت الجزيرة أسهل البلاد افتتاحا لأن أهلها رأوا أنهم بين العراق والشام وكلاهما بيد المسلمين فأذعنوا بالطاعة فصالحهم على الجزية والخراج فكانت تلك السهول ممتحنة عليهم وعلى من أقام بها من المسلمين.


شدة الكرم والسخاء والجود:


فقيل عنه: كان صالحا فاضلا جواد. وكان يسمى (زاد الركاب) يطعم الناس زاده فإذا نفد الزاد نحر لهم بعيره.


بعض المواقف من حياته مع الصحابة:


عن شريح بن عبيد الحضرمي وغيره قال جلد عياض بن غنم صاحب داريا حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس فقال عياض بن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت أولم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه له وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى.


بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:


عن عياض بن غنم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات فإلى النار وإن تاب قبل الله منه. وإن شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات فإلى النار وإن تاب قبل الله منه. وإن شربها الثالثة أو الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال ". فقيل: يا رسول الله وما ردغة الخبال قال: " عصارة أهل النار ".


وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تأكلوا الحمر الإنسية


وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من أراد ان ينصح السلطان فلا يبدأه علانية ولكن يأخذ بثوبه وليخل به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الحق الذي عليه


وأخرج ابن مردويه عن عياض بن غنم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله: ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كل سوف تلمون يقول: " لو دخلتم القبور " ثم كل سوف تعلمون " وقد خرجتم من قبوركم " كلا لو تعلمون علم اليقين في يوم محشركم إلى ربكم لترون الجحيم أي في الآخرة حق اليقين كرأي العين ثم لترونها عين اليقين يوم القيامة ثم لتسألن يومئذ عن النعيم بين يدي ربكم عن بارد الشراب وظلال المساكن وشبع البطون واعتدال الخلق ولذاذة النوم حتى خطبة أحدكم المرأة مع خطاب سواه فزوجها ومنعها غيره "


بعض كلماته:


قال عياض بن غنم:


من مـبـلـغ الأقـــوام أن جـمـوعـــنا حوت الجزيرة غير ذات رجام


جمعوا الجزيرة والغياب فــنفســــوا عمن بحمــص غيابة القدام


إن الأعـــــزة والأكارم مـــعشــر فضوا الجزيرة عن فراج الهـام


غلبوا الملوك على الجزيرة فانتـهوا عن غزو من يأوي بلاد الشــام


الوفاة:


توفي بالشام سنة 20هـ، وهو ابن 60 سنة





موقف في حصار دومة الجندل



حاصرها اكثر من 4 اشهر ومع ذلك لم تفتح فنقص الزاد حتي لم يجدوا ما يأكلون


فبعث سرية تستطلع الاراضي وتحاول ان تاتي بالزاد



فوجدوا قافلة من الابل محملة بالزاد وليس معها احد


رجعوا واخبروا عياض فقال لهم اجلسوا بجانبها حتي ياتي اصحابها فنشتري منهم ونعطي لهم بعد فتح دومة الجندل ان شاء الله


بقوا ثلاثة ولم يجدوا احد فقال لهم ائتيا بجملين ثم اخرج 3 من الصحابة حتي يقيموا ثمن النوق حتي يظهر اصحابها فعندما لم يظهروا جاء بالنوق وارسل سرية كل يوم تتحس اصحابها وذلك لمدة اكثر من شهر



بوعدها خرج صحابي بن فهر الي عياض وقال والله انك لتشق علينا فوالله ما اراها الا نوق قد ساقها الله الينا بسماحتك وبركتك لما كان يفعلها من الاكرام وذبح النوق للركب الذي معه




الاثنين، 15 سبتمبر 2008

معارك نحر قادة الفرس " الابلة -مذار "

معركة ذات السلاسـل
القتال حتى الموت

الزمان / 18 محرم – 12 هجرية .
المكان / مدينة 'كاظمة' – العراق .




الموضوع / الجيوش الإسلامية بقيادة ' خالد بن الوليد ' تفتح أول بلد في العراق




مقدمة :


أمة الإسلام أمة جهادية، جعل الله عز وجل رزقها تحت ظل رمحها، وجعل الصغار على من خالفها، وهى أيضاً أمة خاتم الرسل، وهى مكلفة بنشر الإسلام في ربوع المعمورة، وإزالة كل قوى الكفر والشر التي تحول دون سماع دعوة الحق، تلك القوى التي تحارب الدعاة لدين الله عز وجل، وتضع العوائق والحواجز ليبقى الناس في ظلمات الشرك والجهل، وقد أدرك الصحابة رضوان الله عليهم ذلك الأمر تماماً، فانطلقوا في ربوع ما علموه من المعمورة يدعون لدين الله، ويحاربون كل قوى الكفر والشر، ليرفعوا راية 'لا إله إلا الله' لا يعبد على الأرض سواه، وهذه واحدة من سلسلة طويلة من الفتوحات الإسلامية التي تجلت فيها عظمة المنهج الإسلامي، ومنزلة الصحابة رضوان الله عليهم ودورهم في نشر الدين .


الخليفة أبو بكر وأرض العراق :


بعد أن انتهى الخليفة 'أبو بكر' من القضاء على حركة الردة الشريرة التي نجمت بأرض العرب، قرر أن يتفرغ للمهمة الأكبر وهى نشر دين الله بعد أن مهد الجبهة الداخلية، وقضى على هذه الفتنة، وكان 'أبو بكر' يفكر في الجبهة المقترحة لبداية الحملات الجهادية عملاً بقوله عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) ( سورة التوبة - الآية 123 ) وكانت الدولة الإسلامية تقع بين فكي أقوى دولتين في العالم وقتها، دولة 'الفرس' المجوسية من ناحية الشرق بأرض العراق وإيران، ودولة'الروم' الصليبية من ناحية الشمال بأرض الشام والجزيرة، وكان 'أبو بكر' يفضل الجبهة الشامية على الجبهة العراقية، ولكنه فضل البدء بدولة 'الفرس' لقوتها وشدة بأسها، وأيضاً لكفرها الأصلي، فهي أشد كفراً من دولة 'الروم' الذين هم أهل كتاب، وأخيراً استقر رأى الخليفة على البدء بالجبهة العراقية .

بعد أن انتهى القائد الكبير 'خالد بن الوليد' والمسلمين معه من حربه على المرتدين من 'بني حنيفة' أتباع 'مسيلمة الكذاب' جاءته الأوامر من الخليفة أبى بكر بالتوجه إلى الأراضي العراقية، مع عدم إكراه أحد من المسلمين على مواصلة السير معه إلى العراق، ومن أحب الرجوع بعد قتال المرتدين فليرجع،فانفض كثير من الجند، وعادوا إلى ديارهم، ليس خوفاً ولا فراراً من لقاء 'الفرس' ولكن تعباً وإرهاقاً من حرب الردة، فلم يبقى مع 'خالد' سوى ألفين من المسلمين .

وما قام به 'أبو بكر' هو عين الصواب والبصيرة الثاقبة فإنه لن ينصر دين الله إلا من كان عنده الدافع الذاتي، والرغبة التامة في ذلك، مع الاستعداد البدني والنفسي لذلك، فمن تعلق بشواغل الدنيا، أو كان خاطره وقلبه مع بيته وأهله لا يصمد أبداً في القتال، كما أن هذا الجهاد جهاد طلب، وهو فرض كفاية كما قال أهل العلم .

العبقرية العسكرية :

وضع الخليفة 'أبو بكر' خطة عسكرية هجومية، تجلت فيها عبقرية 'الصديق' الفذة، حيث أمر قائده 'خالد بن الوليد' أن يهجم على العراق من ناحية الجنوب، وفي نفس الوقت أمر قائداً آخر لا يقل خبرة عن 'خالد بن الوليد' وهو 'عياض بن غنم الفهرى' أن يهجم من ناحية الشمال، في شبه كماشة على العدو، ثم قال لهما : ( من وصل منكما أولاً إلى 'الحيرة' واحتلها فهو الأمير على كل الجيوش بالعراق، فأوجد بذلك نوعاً من التنافس الشريف والمشروع بين القائدين، يكون الرابح فيه هو الإسلام ) .

كانت أول مدينة قصدها 'خالد بن الوليد' هي مدينة 'الأبلة'، وكانت ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث أنها ميناء 'الفرس' الوحيد على الخليج العربي، ومنها تأتى كل الإمدادات للحاميات الفارسية المنتشرة بالعراق، وكانت هذه المدينة تحت قيادة أمير فارسي كبير الرتبة اسمه 'هرمز'، وقد اشتق من اسمه اسم المضيق القائم حالياً عند الخليج العربي، وكان رجلاً شريراً متكبراً، شديد البغض للإسلام والمسلمين، ولل*** العربي بأسره، وكان العرب بالعراق يكرهونه بشدة، ويضربون به الأمثال فيقولون : ( أكفر من هرمز ، اخبث من هرمز ) ، فلما وصل 'خالد' بالجيوش الإسلامية هناك، وكان تعداد هذه الجيوش قد بلغ ثمانية عشر ألفاً بعد أن طلب الإمدادات من الخليفة، أرسل برسالة للقائد 'هرمز' تبين حقيقة الجهاد الإسلامي، وفيها أصدق وصف لجند الإسلام، حيث جاء في الرسالة :

( أما بعد فأسلم تسلم، أو اعتقد لنفسك ولقومك الذمة، وأقرر بالجزية، وإلا فلا تلومن إلا نفسك، فلقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ) . ( قلت : كما هو حال الأمة المسلمة في هذا اليوم !!! )

وهذا أصدق وصف لجند الإسلام، وهو الوصف الذي جعل أعداء الإسلام يهابون المسلمين، وهو النفحة الغالية التي خرجت من قلوب المسلمين، وحل محلها 'الوهن' الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سبب تكالب الأمم علينا، وهو كما عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم : ( حب الدنيا وكراهية الموت ) ( .

حرب الاستنزاف :

'هرمز' يرفض الرسالة الإسلامية التي تدعوه إلى الإسلام أو الجزية، ويختار بيده مصيره المحتوم، ويرسل إلى كسرى يطلب الإمدادات، وبالفعل يرسل كسرى إمدادات كبيرة جداً، ويجتمع عند 'هرمز' جيش جرار عظيم التسليح، ويبنى 'هرمز' خطته على الهجوم على مدينة 'كاظمة' ظناً منه أن المسلمين سوف يعسكرون هناك، ولكنه يصطدم أمام العقلية العسكرية الفذة للقائد 'خالد بن الوليد' .

قام 'خالد بن الوليد' بما يعرف في العلوم العسكرية الحديثة بحرب استنزاف، ومناورات مرهقة للجيش الفارسي، فقام 'خالد' وجيشه بالتوجه إلى منطقة 'الحفير'، وأقبل 'هرمز' إلى 'كاظمة' فوجدها خالية وأخبره الجواسيس أن المسلمين قد توجهوا إلى 'الحفير'، فتوجه 'هرمز' بسرعة كبيرة جداً لى 'الحفير' حتى يسبق المسلمين، وبالفعل وصل هناك قبل المسلمين، وقام بالاستعداد للقتال، وحفر خنادق، وعبأ جيشه، ولكن البطل 'خالد' يقرر تغير مسار جيشه ويكر راجعاً إلى مدينة 'الكاظمة'، ويعسكر هناك ويستريح الجند قبل القتال .

تصل الأخبار إلى 'هرمز' فيستشيط غضباً، وتتوتر أعصابه جداً، ويتحرك بجيوشه المرهقة المتعبة إلى مدينة 'الكاظمة' ليستعد للصدام مع المسلمين، وكان 'الفرس'أدرى بطبيعة الأرض وجغرافية المكان من المسلمين، فاستطاع 'هرمز' أن يسيطر على منابع الماء بأن جعل نهر الفرات وراء ظهره، حتى يمنع المسلمين منه، وصدق الحق عندما قال { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } [216] سورة البقرة فقد كان سبباً لاشتعال حمية المسلمين وحماستهم ضد الكفار، وقال 'خالد بن الوليد' كلمته الشهيرة تحفيزاً بها الجند : 'ألا انزلوا وحطوا رحالكم، فلعمر الله ليصيرن الماء لأصبر الفريقين، وأكرم الجندين' .

وقبل أن يصطدم 'هرمز' قائد الجيوش الفارسية مع جيوش المسلمين أرسل بصورة الوضع إلى كسرى، الذي قام بدوره بإرسال إمدادات كبيرة يقودها 'قارن بن قرباس' يكون دورها الحفاظ على مدينة 'الأبلة' في حالة هزيمة 'هرمز' أمام المسلمين، لأهمية هذه المدينة كما أسلفنا .


سلاسل الموت :


كان 'هرمز' رجلاً متكبراً أهوجاً، لا يستمع إلا لصوت نفسه فقط، حيث رفض الاستماع لنصائح ****ه، وأصر على أن يربط الجنود 'الفرس' أنفسهم بالسلاسل، حتى لا يفروا من أرض المعركة، كناية عن القتال حتى الموت، لذلك فقد سميت المعركة بذات السلاسل .

والمسلمون أولى بهذا الصبر والثبات لأنهم على الحق والدين، وعدوهم على الباطل والكفر، وشتان بين الفريقين .

كان أول وقود المعركة وكما هو معتاد وقتها أيام الحروب أن يخرج ال**** للمبارزة، كان أول الوقود عندما خرج القائد الفارسي 'هرمز' لمبارزة القائد المسلم 'خالد بن الوليد'، وكان 'هرمز' كما أسلفنا شديد الكفر والخيانة، فاتفق مع مجموعة من فرسانه على أن يهجموا على 'خالد' ويفتكوا به أثناء المبارزة ، وبالفعل خرج المسلم للقاء الكافر، وبدأت المبارزة، ولم يعهد أو يعلم عن 'خالد بن الوليد' أنه هزم قط في مبارزة طوال حياته قبل الإسلام وبعده ، وقبل أن تقوم مجموعة الغدر بجريمتهم الشريرة فطن أحد أبطال المسلمين الكبار لذلك، وهو البطل المغوار 'القعقاع بن عمرو'، صنو 'خالد' في البطولة والشجاعة، فخرج من بين الصفوف مسرعاً، وانقض كالأسد الضاري على مجموعة الغدر فقتلهم جميعاً، وفي نفس الوقت أجهز 'خالد بن الوليد' على الخائن 'هرمز' وذبحه كالنعاج، وكان لذلك الأمر وقعاً شديداً في نفوس 'الفرس'، حيث انفرط عقدهم، وانحل نظامهم لمقتل قائدهم، وولوا الأدبار، وركب المسلمون أكتافهم، وأخذوا بأقفيتهم، وقتلوا منهم أكثر من ثلاثين ألفاً، وغرق الكثير في نهر الفرات، وقتل المربطون بالسلاسل عن بكرة أبيهم، وكانت هزيمة مدوية على قوى الكفر وعباد النار، وفر باقي الجيش لا يلوى على شيء .

الفزع الكبير :

لم تنته فصول المعركة عند هذا الحد، فمدينة 'الأبلة' لم تفتح بعد، وهناك جيوش قوية ترابط بها للدفاع عنها حال هزيمة جيوش 'هرمز' وقد كانت، ووصلت فلول المنهزمين من جيش 'هرمز' وهى في حالة يرثى لها من هول الهزيمة، والقلوب فزعة ووجلة، وانضمت هذه الفلول إلى جيش 'قارن بن قرباس' المكلف بحماية مدينة 'الأبلة'، وأخبروه بصورة الأمر فامتلأ قلبه هو الآخر فزعاً ورعباً من لقاء المسلمين، وأصر على الخروج من المدينة للقاء المسلمين خارجها، وذلك عند منطقة 'المذار'، وإنما اختار تلك المنطقة تحديداً لأنها كانت على ضفاف نهر الفرات، وكان قد أعد أسطولاً من السفن استعداداً للهرب لو كانت الدائرة عليه، وكانت فلول المنهزمين من جيش 'هرمز' ترى أفضلية البقاء داخل المدينة والتحصن بها، وذلك من شدة فزعهم من لقاء المسلمين في الميدان المفتوح .

كان القائد المحنك 'خالد بن الوليد' يعتمد في حروبه دائماً على سلاح الاستطلاع الذي ينقل أخبار العدو أولاً بأول، وقد نقلت له استخباراته أن 'الفرس' معسكرون 'بالمذار'، فأرسل 'خالد' للخليفة 'أبو بكر' يعلمه بأنه سوف يتحرك للمذار لضرب المعسكرات الفارسية هناك ليفتح الطريق إلى الأبلة، ثم انطلق 'خالد' بأقصى سرعة للصدام مع 'الفرس'، وأرسل بين يديه طليعة من خيرة 'الفرسان'، يقودهم أسد العراق 'المثنى بن حارثة'، وبالفعل وصل المسلمون بسرعة لا يتوقعها أحد من أعدائهم .


الفطنة العسكرية :


عندما وصل المسلمون إلى منطقة المذار أخذ القائد 'خالد بن الوليد' يتفحص المعسكر، وأدرك بخبرته العسكرية، وفطنته الفذة أن الفزع يملأ قلوب 'الفرس'، وذلك عندما رأى السفن راسية على ضفاف النهر، وعندها أمر 'خالد' المسلمين بالصبر والثبات في القتال، والإقدام بلا رجوع، وكان جيش 'الفرس' يقدر بثمانين ألفاً، وجيش المسلمين بثمانية عشر ألفاً، وميزان القوى المادي لصالح 'الفرس' .

خرج قائد 'الفرس' 'قارن' وكان شجاعاً بطلاً، وطلب المبارزة من المسلمين فخرج له رجلان 'خالد بن الوليد' وأعرابي من البادية، لا يعلمه أحد، اسمه 'معقل بن الأعشى' الملقب 'بأبيض الركبان' لمبارزته، وسبق الأعرابي 'خالداً'، وانقض كالصاعقة على 'قارن' وقتله في الحال، وخرج بعده العديد من أبطال 'الفرس' وقادته فبارز 'عاصم بن عمرو' القائد 'الأنوشجان' فقتله، وبارز الصحابي الجليل 'عدى بن حاتم' القائد 'قباذ' فقتله في الحال، وأصبح الجيش الفارسي بلا قيادة .

كان من الطبيعي أن ينفرط عقد الجيش الفارسي بعد مصرع قادته، ولكن قلوبهم كانت مشحونة بالحقد والغيظ من المسلمين، فاستماتوا في القتال على حنق وحفيظة، وحاولوا بكل قوتهم صد الهجوم الإسلامي ولكنهم فشلوا في النهاية تحت وطأة الهجوم الكاسح، وانتصر المسلمون انتصاراً مبيناً، وفتحوا مدينة 'الأبلة'، وبذلك استقر الجنوب العراقي بأيدي المسلمين، وسيطروا على أهم مواني 'الفرس' على الخليج، وكان هذا الانتصار فاتحة سلسلة طويلة من المعارك الطاحنة بين 'الفرس' والمسلمين على أرض العراق كان النصر فيها حليفاً للمسلمين في جملتها، وانتهت بسقوط مملكة عباد النار .


المصادر :

تاريخ الرسل والملوك .
الكامل في التاريخ .
الخلفاء الراشدين .
التاريخ الإسلامي .
البداية والنهاية .
تاريخ الخلفاء .
محاضرات في الأمم الإسلامية.
موسوعة التاريخ الإسلامي .
فتوح البلدان .
المنتظم


مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد