الأربعاء، 28 يوليو 2010

من روائع الحكيم الغزالي

ونكتفي من البحر بقطرة .. ومن السماء بنظرة .. فما قلَّ وكفى خيرٌ ما كَثُر وألهى !

وإنما أردتُ من نشر هذه (القطوف) - والروائع- المجتزأة من (حدائق بيان) حكيم الدعوة الإسلامية/ محمد الغزالي رحمه الله : تأكيدَ بياضِ وجهٍ أبيض حاول بعض القُصَّرِ تسويده ظلماً؛ فعاد عليهم بالحسرة والخيبة .. وأنَّى يقضي الأحداث على العدول المُبَرَّزِين !

والله الموفق ... ولنبدأ باسم الله :


- "الدين لا يذكر الموت ليعطل الحياة؛ وإنما ليكفكف من غلوائها ويمنع الإفتتان بها والغرق في حمأتها"

جرعات جديدة من الحق المر


- "إن التمكن من الدنيا أمر لابد منه في التمكين للدين"

ليس من الإسلام


- "إن نصف العلم يقود إلي الكفر، أما العلم كله فيقود حتماً إلي الإيمان"

خطب الغزالي


- "والله - إني لا أخاف من الضغط الصليبي أو الضغط الشيوعي ولكني أخاف من الغفلة الإسلامية"

خطب الغزالي


- "من أمارات العظمة أن تخالف أحداً في تفكيره أو تعارضه في أحكامه ومع ذلك تطوي فؤادك علي محبته وتأبي كل الإباء أن تجرحه"

الحق المر


- "إذا تصالح سكاري الحانات وتشاكس إخوان المسجد، فستنكسر المئذنة ويستولي السكاري علي المحراب"

خطب الغزالي


- "إذا كان صاحب البيت جباناً واللص جريئاً فالبيت ضائع لا محالة"

جرعات جديدة من الحق


- "لكي نطمع في استماع الناس إلينا يجب أن نقول ما يُعقل, أو نعقل ما قيل لنا في كتابنا, ونكون نموذجاً حسناً له"

مائة سؤل عن الإسلام


- "إن الدين بالنسبة لنا نحن المسلمين ليس ضماناً للأخرة فحسب، إنه أضحي سياج دنيانا وضمان بقائنا"

حصاد الغرور


- "إن مصائب الإسلام في المتحدثين عنه لا في الأحاديث نفسها"

إسلامية المعرفة


-"إن العرب من غير إسلام كقصب السكر بلا سكر"

خطب الغزالي


- "الفقر العربي يمشي علي أرض من ذهب, ولو أحسن أهل وادي النيل زراعة واديهم وأطاعوا ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم"

جرعات جديدة من الحق


- "إن التحصيل في أيام اليفاعة - الشباب- زادٌ يبقي طول العمر"

قضايا المرأة


-"إن المدنية الحديثة غليظة العنق, نحيفة الخُلُق, والويل لمن استسلم لها ولم يتحرز من مؤامراتها"

المحاور الخمسة للقرآن


- "قد تكون حضارة الغرب فقدت في هذه الأيام عناصر كثيرة من أسباب نموها وازدهارها إلا أنها - والحق يقال- لا تزال سيدة الموقف؛ لا لشيء إلا أنها لم تجد من ينافسها علي قيادة العالم"

في موكب الدعوة


- "إذا كان العمل رسالة الأحياء، فإن العاطلين موتي"

جدد حياتك


- "أثبت تاريخ الحياة – إلي يوم الناس هذا- أن القلة المنظمة تغلب الكثرة الفوضوية, وأن القلة العاملة تغلب الكثرة العاطلة"

خطب الغزالي


- "إن الفجر سيطلع حتماً؛ ولئن يطلع علينا الفجر مكافحين أشرف من يرانا راقدين"

قذائف الحق


- "إنما الشباب توثب روح, واستنارة فكر, وطفرة أمل, وصلابة عزيمة"

في موكب الدعوة


- "الذين يموتون في ميادين الحياة وهم يولون الأدبار أضعاف الذين يموتون وهم يقتحمون الأخطار"

تأملات في الدين والحياة


- "إن الرياح مهما اشتدت لا تنقل الجبال ولكنها تنقل الكثبان"

هموم داعية


- "من العسير جدا أن تملأ قلب إنسان بالهدي إذا كانت معدته خالية, أوأن تكسوه بلباس التقوي إذا كان بدنه عارياً"

الإسلام والأوضاع الإقتصادية


- "الإكراه سلاح كل فقير في براهينه ،وكل فاشل في إقناعه؛ كلاهما أعوزه المنطق وأسعفته العصا"

مائة سؤال في الإسلام


- "لا أعرف مظلوماً تواطأ الناس على هضمه ولا زهدوا في إنصافه كالحقيقة"

- "ليست العبادة طاعةَ القهر والسخط، ولكنها طاعة الرضا والحب .. وليست طاعةَ الجهل والغفلة، ولكنها طاعةُ المعرفة والحصافة "


- كم من مخوف بالله و هو جرئ عليه

كم من مقرب الى الله وهو بعيد عنه

كم من داع الى الله وهو فار منه

كم من مذكر بالله وهوناس له

كم من تال لكتاب الله وهو منسلخ عن اياته

نعوذ بالله أن نكون من هؤلاء

[ لم أتثبت بعدُ من كون هذه الجملة للحكيم الغزالي أم لا .. فكن من هذا على ذِكر ]


- الجماهير لاتنصر قضية :

لا تعط العامة فوق ما لهم من حقوق عقلية أو خلقية .. فإن مستويات الجماهير لا تتحكم فى تقرير الحق أو تحديد الفضيلة .. بل تؤخذ الحقائق والفضائل من ينابيعها الأصلية دون مبالاة بالجاهلين لها أو الخارجين عنها .. وإن كانوا ألوفا مؤلفة

وعلى الرجال الكبار أن يبنوا سلوكهم فوق هذه الأسس؛ فلا يتبرموا بالنقد المثار أو يقلقوا لكثرة الهجامين الشتامين


- ما تفتقت مواهب العظماء إلا وسط ركام المشقات والمجهود


- الدين موضوعٌ قبل أن يكون شكلاً .. وجوهرٌ قبل أن يكون مظهراً .. وحكمةٌ فى الرأس قبل أن يكون شعراً يقصر أو يطول.


- حياتك من صنع افكارك :

كل ما يصنعه المرء هو نتيجة مباشرة لما يدور في فكره ، فكما أن المرء ينهض على قدميه ، وينشط وينتج بدافع من افكاره ، كذلك يمرض ويشقى بدافع من أفكاره ايضاً .


- شُكرا للأعداء :

العاقل يسمع ما يقوله اعداؤه عنه، فإذا كان باطلاً أهمله فوراً ولم يأس له، وإن كان غير ذلك تروى في طريق الإفادة منه، فإن أعداء الإنسان يفتشون بدقة في مسالكه ، وقد يقفون على ما نغفل نحن عنه من أمس شئوننا .


- هذا هو الزهد :

ليس الزهد هو الجهل بالحياة وهجر أسباب العمل ، وقصور الباع في مختلف الحِرفِ ، وترك زينة الدنيا عجزاً عن بلوغها أو بلادة عن تذوق الجمال الذي أودعه الله فيها .ورب نبي استمتع بالمال والبنين ، وهو مع ذلك من الزاهدين ! ورب مجرم عاش يشتهي ويتلمظ ، فما كان فقره رفعة لشأنه ، ولا زيادة في حسناته .. إن الزهد ألا تبيع مثلك العليا بملك الدنيا إذا خيرت بين هذا وذاك .


- المبادئ الحية :

ليست قيمة الإنسان فيما يصل إليه من حقائق وما يهتدي إليه من أفكار سامية، ولكن أن تكون هذه الأفكار السامية هي نفسه، وهي عمله، وهي حياته الخارجية كما أنها حياته الداخلية .


- المستحيل :

مستحيل أن يجتمع أمران؛ حب الراحة وحب المجد .. وطاعة النفس وطاعة الله !


- إقرأ :

الفقر الثقافي للعالم الديني أشد في خطورته من فقر الدم لضعاف الأجسام .. ولا بد للداعية إلى الله أن يقرأ في كل شيء ، يقرأ كتب الايمان ، ويقرأ كتب الإلحاد ، يقرأ في كتب السنة كما يقرأ في الفلسفة ، وبإختصار يقرأ كل منازع الفكر البشري المتفاوتة؛ ليعرف الحياة والمؤثرات في جوانبها المتعددة .


- ليس الإسلام طلقة فارغة تُحدث دويّاً، ولا تصيب هدفاً، إنه نور في الفكر، وكمال في النفس، ونظافة في الجسم، وصلاح في العمل، ونظام يرفض الفوضى، ونشاط يحارب الكسل، وحياة موّارة في كل ميدان


- "إننا مكلفون أمام الله أن نخترع الوسائل التي نعلي بها شعائرنا ، سواء هُدي إليها غيرنا أو لم يهتد ، فإن فرطنا وتقدم غيرنا فمن العجز أن ندع هذه الوسائل لأننا وصلنا إليها مسبوقين"


- "نحن بحاجةٍ إلى أن نحـدّدَ وقتاً للعمل الصحيح, ووقتاً للّعب الصحيح"


- "من الصُّعوبة بمكانٍ أن يرتدَّ مسلم عنِ الإسلام إلى النَّصرانيَّة كما أنَّه منَ الصُّعوبة بمكان أن يرتدَّ طالب جامعي إلى التَّعليم الابتدائي، أو يتحوَّل عالم ذرَّة إلى العمل بمعبد هندوكي… إنَّ المُستوى الذي يبلغه المسلم في مجال العقيدة ومعرفة الله، يتجاوز بمراحل شاسِعة المستوى الديني الذي يقف عنده اليهود، والنَّصارى… ومِن ثمَّ فلست أخاف على الإسلام من جهود المُنَصِّرِينَ مهْمَا اشتدَّت، فهي إلى بوار"


- "ليس الإحسان تجويد جزء من العبادة وإهمال أجزاء أخرى قد تكون أخطر وأجل، وإنما الإحسان أداء فروض العين وفروض الكفاية ، وتناول شؤون الدنيا وشؤون الآخرة معاً .. الإحسان إشراب الحياة الإنسانية حقائق الأمر الإلهي ، وإضفاء صبغة السماء على أحوال الأرض .. الإحسان ترقية كل عمل بذكر الله فيه ، لا الفرار من الأعمال بدعوى ذكر الله في العراء"


- "الأحزاب المناوئة للحكّام عندما تفقد نعمة العلانية في التنفيس عن رغباتها، والإبانة عن مقاصدها وغاياتها لا ترى بداً من جمع فلولها في الظلام، ونشر تعاليمها في شكل رسائل أو منشورات مقتضبة حاسمة...
والوسيلة الوحيدة عندهم هي المقاومة السّرّية، حيث يتلقى الأتباع الأوامر الصّادرة من فوق على أنها نصوص واجبة الطّاعة لا مجال البتّة لمقاومتها أو التّملص منها، لا...، إنّ شيئا من هذا لا يجول بخاطر أحد من الأتباع! فإنّ تنفيذ هذه الأوامر دين تقبل عليه النفس بلذّة وشغف، ولو كانت عقباه العُطوب والدّمار..!
وفي هذه الدّائرة المغلقة تتحول الثّقة في القيادة إلى القول بعصمة الأئمة"



- "إن المباديء التي طالما صدرناها للناس يعاد تصديرها الينا على أنها كشف إنساني ما عرفناه يوماً ولا عشناه دهراً.. ونحن نملك تراثاً عامر الخزائن بالمباديء الرفيعة والمثل العليا, ونخشى أن يجيء يوم يصدر الغرب الينا فيه غسل الوجوه والأيدي والأقدام على أنه نظافة إنسانية للأبدان, فإذا قلت: ذلك هو الوضوء الذي نعرفه , قال لك المتحذلقون المفتونون لماذا لا تعترف بتأخرك وتقدمه؟ وفقرك وغناه؟"


- "من السهل أن تبني مسجداً، لكنك بحاجة إلى كل علوم الدنيا لتحمي هذا المسجد"


- "الحياة في سبيل الله كالموت في سبيل الله جهاد مبرور .. والفشل في كسب الدنيا يستتبع الفشل في نصرة الدين .. إن السلبية لا تخلق بطولة؛ لأن البطولة عطاء واسع ومعاناة أشد"


- العقائد في يد الغلاة كالسيوف في يد المجانين


- ما إن تتكاثر مواهب الله لدى إنسان حتى ترى كل محدود أو منقوص يضيق بما رأى ، ويطوي جوانحه على غضب مكتوم ويعيش منغصا لا يريحه إلا زوال النعمة ، وانطفاء [التوهج] ، وتحقق الإخفاق ، والسر أن الدميم يرى الجمال تحديا له ، والغبي يرى الذكاء عدوانا عليه ، والفاشل يرى النجاح إزراء له !


- كان المسلمون يقرأون القرآن فيرتفعون إلى مستواه، أما نحن فنشده إلى مستوانا !!


- الصلاح هو تزكية النفس .. والإصلاح هو تزكية المجتمع


- إن المرء إذا وَهى دينه يُقاد من بطنه وفرجه أكثر مما يُقاد من عقله وضميره


- الإنسان الذي يعيش في الحقيقة لا يتاجر بالأباطيل


- فضيلة القوة ترتكز في نفس المؤمن على عقيدة التوحيد كغيرها من الفضائل التي تجعله يرفض الهوان في الأرض لأنه رفيع القدر بانتسابه إلى السماء


- يقول الحكيم الغزالي بأنه كان جالسا مرة يتفكر فإذا بذبابة تحوم حول رأسه فقال في نفسه: "هل تستطيع هذه الذبابة أن تقرأ افكاري وتفهم ما أفكر به؟ بالطبع لا ، فكيف يطمع الإنسان أن يحيط برب العالمين؟"

عقيدة المسلم


- إن الله قد يقبل نصف الجهد في سبيله ولكنه لا يقبل نصف النية ، إما أن يخلص القلب له وإما أن يرفضه كله


- إن القاصرين من أهل الحديث يقعون على الأثر لايعرفون حقيقته ولا أبعاده، ثم يشغبون به على الدين كله من دون وعي


- نحن نرفض أن يشتغل بالسنة رجل فقير في القرآن


- كلّ ما نحرص عليه هو شدّ الانتباه إلى ألفاظ القرآن ومعانيه، فجملة غفيرة من [المشتغلين بالإسلام فقهاً ودعوة] محجوبون عنها، مستغرقون في شؤون أخرى تعجزهم عن تشرّب الوحي .. والفقهاء المحقّقون إذا أرادوا بحث قضية ما جمعوا كلّ ما جاء في شأنها من الكتاب والسنة، وحاكموا المظنون إلى المقطوع، وأحسنوا التنسيق بين شتى الأدلة، أما اختطاف الحكم من حديث عابر، والإعراض عما ورد في الموضوع من آثار أخرى فليس من عمل العلماء


- هناك أناس اتخذوا القرآن مهجوراً، فنمت أفكارهم معوجة، وطالت حيث يجب أن تقصر ، وقصرت حيث يجب أن تطول ، وتحمسوا حيث لا مكان للحماس وبردوا حيث تجب الثورة !!


- إن الإسلام هو صائغ الأئمة المجتهدين .. وهم لم يصوغوه .. وإن مصادر الإسلام معصومة؛ لأنها من عند الله, ولكن التفكير فيها والاستنباط منها غير معصوم؛ لأنه من عند الناس


- الضمير المعتل والفكر المختل ليسا من الاسلام في شيء؛ إذ الغباء في ديننا معصية


- مَن لم يُسهره العلم أياماً, أسهره الجهل أعواماً ! .. فإلى متى نظل ننامُ في النور, ويستقيظ الأنامُ في الظلام ؟!


- على الأمة أن تؤمن بمبدأ التدرج في التحقيق و التطبيق ، فما تم هدمه من قبل أعداء الأمة خلال عدة قرون لا يمكن أن يعاد بناؤه في سنوات قليلة


- إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره المتدينون؛ بَغّضوا الله إلى خلقه بسوء طبعهم وسوء كلامهم


- إرصاد الأدوية للعلل المرتقبة لا يعني تشجيع الأوبئة على الانتشار!


- وددت لو أُعنت على محاكاة أبي حامد الغزالي مؤلف "لجام العوام عن علم الكلام"؛ فألفت كتابا عنوانه "إلجام الرعاع والأغمار عن دقائق الفقه ومشكل الآثار"؛ لأمنعهم عن مناوشة الكبار، وأشغلهم بما يصلحون له من أعمال تناسب مستوياتهم، وتنفع أممهم بهم


وكتب// يحيى رضا جاد


ملحوظة : هذا مقال ليس له نظير لا على شبكة الإنترنت ولا في الصحف والمجلات .. إذ العبد الفقير إليه تعالى هو أول من جمع هذه الحكم النفيسة لشيخ مشايخه؛ حكيم الدعوة الإسلامية/ محمد الغزالي رحمه الله.


والحمد لله أولاً وآخراً


الاثنين، 19 يوليو 2010

اليوم الرابع في مشروعنا " : { إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين"


السلام عليكم

اولا انا حزين لعدم وجود تفاعل في المشروع
وقد اخذ جهد في الاعداد وكنا نريد ان تكون حملة التفاعل مع استقبال شهر رمضان اكثر واكثر

ثانيا لاني طلبت تثبيت الموضوع وهو

مشروع تنبية الامة لاستقبال شهر الامة رمضان ولم يتم الاستجابة

ثالثا علي بركة الله بعد مواضيع

التوبة والذكر وبر الوالدين الينا الموضوع الاكبر لان شهر رمضان سمي به شهر القران

شعارنا : { إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين

كيف رفع الله به العرب وكانوا لايذكروا ووضع الامم الاخره لانها لم تؤمن به

كيف رفع الله به اناس في مجتمعاتنا لا لشئ الا لانهم حفظوا كتاب الله وعملو بما فيه

اللهم ارفعنا به

الموضوع :


4-القرآن يا أمة القرآن
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الكريم وآله وصحبه أجمعين.. أما بعد..
فلقد أرسل الله تعالى نبينا محمدليخرج الناس من غياهب الظلمات.. وأكرمه سبحانهبالآيات البينات والمعجزات الباهرات..
وكان الكتاب المبارك أعظمها قدراً، وأعلاها مكانة وفضلاً..
قال النبي: {ما من نبي من الأنبياء إلا قد أعطي من الآيات ما آمنعلى مثله البشر، وإنما الذي كان أوتيته وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكونأكثرهم تابعاً يوم القيامة} [متفق عليه].
إنهالقرآن.. كتابالله ووحيه المبارك.. كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّفُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ[هود:1].
القرآن.. كلام الله المنزل، غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود.. وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّالْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ[الشعراء:192-194].
أحسن الكتب نظاماً، وأبلغها بياناً، وأفصحها كلاماً، وأبينها حلالاً وحراماً.. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ[فصلت:42].
فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم.. هو الجد ليس بالهزل، من تركهمن جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله.. وهو حبل الله المتين، وهوالذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم.. هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس بهالألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد.. لا تنقضي عجائبه، من قالبه صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي الى صراط مستقيم.. لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِوَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً[النساء:166].
أنزله الله رحمةً للعالمين، ومحجةً للسالكين، وحجةً على الخلق أجمعين، ومعجزةًباقية لسيد الأولين والآخرين..
أعز الله مكانه، ورفع سلطانه، ووزن الناس بميزانه..
من رفعه؛ رفعه الله، ومن وضعه؛ وضعه الله، قال: {إنالله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين} [رواه مسلم].
إنها كرامة.. وأي كرامة.. أن يكون بين أيدينا كتاب ربنا، وكلام مولانا، الذيأحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عدداً..
حالنا مع القرآن..
من تأمل حالنا مع هذا الكتاب العظيم ليجد الفرق الشاسع والبون الواسع بين ما نحنفيه وما يجب أن نكون عليه.
إهمالاً في الترتيل والتلاوة، وتكاسلاً عن الحفظ والقراءة، وغفلة عن التدبروالعمل.. والأعجب من ذلك أن ترى كثيراً من المسلمين ضيعوا أوقاتهم في مطالعة الصحفوالمجلات، ومشاهدة البرامج والمسلسلات، وسماع الأغاني والملهيات، ولا تجد لكتابالله تعالى في أوقاتهم نصيباً، ولا لروعة خطابه منهم مجيباً..!!
فأي الأمرين إليهم أحب، وأيهما إليهم أقرب..
ورسول الهدىيقول: {المرء مع من أحب يوم القيامة} [متفق عليه].
وترى أحدنا إذا قرأالقرآن لم يحسن النطق بألفاظه،ولم يتدبر معانيه ويفهم مراده..
فترانا نمر على الآيات التي طالما بكى منها الباكون، وخشع لها الخاشعون، والتيلو أنزلت على جبل.. لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاًمُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ[الحشر:21]، فلا ترق قلوبنا، ولا تخشع نفوسنا، ولا تدمع عيوننا، وصدق الله إذ يقول: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً[البقرة:74].
وترانا نمر على الآيات تلو الآيات، والعظات تلو العظات، ولا نفهم معانيها، ولاندرك مراميها، وكأن أمرها لا يعنينا، وخطابها لا يناجينا.. فقل لي بربك ما معنىالصَّمَدُ؟ وما المراد بـ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ؟، وما هو الْخَنَّاسِ؟.. والواحدمنا يتلو هذه الآيات في يومه وليلته أكثر من مرة..؟!
أي هجران بعد هذا الهجران، وأي خسران أعظم من هذا الخسران..؟!
والرسول يقول: {والقرآن حجة لك أو عليك} [رواه مسلم].
قال عثمان رضي الله عنه: ( لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم )..
أهل القرآن..
اسمع - رعاك الله - إلى شيء من خبر أهلالقرآن وفضلهم. فلعل في ذكرهمإحياء للعزائم والهمم، وترغيبا فيما نالوه من عظيم النعم..
فأهلالقرآن هم الذين جعلواالقرآن منهج حياتهم، وقيام أخلاقهم، ومصدر عزتهم واطمئنانهم...
فهم الذين أعطوا كتاب الله تعالى حقه.. حقه في التلاوة والحفظ، وحقه في التدبروالفهم، وحقه في الامتثال والعمل..
وصفهم الله تعالى بقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[الأنفال:2].
أنزلواالقرآن منزلته؛ فأعلى الله تعالى منزلتهم.. فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: {إن لله تعالى أهلين من الناس، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته} [رواه أحمد والنسائي].
رفعواالقرآن قدره،فرفع الله قدرهم، وجعل من إجلاله إكرامهم..
فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: {إنّ من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحاملالقرآن غير الغالي فيه والجافي عنه.. }الحديث [رواه أبو داود].
ففضلهم ليس كفضل أحد، وعزهم ليس كعز أحد..
فهم أطيب الناس كلاماً، وأحسنهم مجلساً ومقاماً.. تغشى مجالسهم الرحمة، وتتنزل عليهم السكينة، قال: {وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده} [رواه مسلم].
وهم أولى الناس بالإمامة والإمارة.. قال: {يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله تعالى} [رواه مسلم].
ولما جاءت الواهبة نفسها للنبي فجلست، قام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله إن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها، وفيه.. قال: {ماذا معك من القرآن؟}قال: معي سورة كذا وكذا، فقال: {تقرأهن عن ظهر قلبك؟}قال: نعم، فقال: {إذهب فقد ملكتها لمامعك من القرآن} [متفق عليه].
بل وحتى عند الدفن فلصاحب القرآن فيه شأن.. فعن جابر بنعبدالله رضي الله عنهما أن النبي كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ثم يقول: {أيهما أكثر أخذاً للقرآن؟}فإذا أشير الىأحدهما قدّمه في اللحد.. [رواه البخاري].
وهم مع ذلك في حرز من الشيطان وكيده.. قال: {إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة} [رواه مسلم].
وهم كذلك في مأمن من الدجال وفتنته.. فعن أبي الدرداء أن رسول الله قال: {من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال} [رواه مسلم].
هذا شيء من منزلتهم في دار الفناء، أما في دار البقاء فهم من أعظم الناس كرامةوأرفعهم درجة وأعلاهم مكانة.
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: {يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كماكنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها} [رواه أبو داودوالترمذي].
وعن بريدةقال: قال رسول الله: {من قرأالقرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويُكسى والديه حُلتين لايقوم بهما الدنيا، فيقولان: بم كُسينا؟، فيقال بأخذ ولدكما القرآن} [صححهالحاكم ووافقه الذهبي].
وعن أبي هريرةقال: قال رسول الله: {يجيءالقرآن يوم القيامةفيقول: يا رب حَلّهِ، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حُلة الكرامة،ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، فيقال: اقرأ وارق، ويزداد بكل آية حسنة} [رواه الترمذي].
وهم مع هذا في موقف القيامة آمنين إذا فزع الناس، مطمئنين إذا خاف الناس، شفيعهم - بعد رحمة الله تعالى - القرآن، وقائدهم هنالك سورهالكرام..
فعن أبي أمامةقال: قال رسول الله: {اقرؤاالقرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه} [رواه مسلم]، وقال: {يؤتى يوم القيامة بالقرآن، وأهله الذين يعملون به، تقدمهم سورة البقرة وآل عمران، تحاجان عن صاحبهما} [رواه مسلم].
فهل يا ترى يضيرهم بعد ذلك شيء..؟!
واجبنا نحوالقرآن..
إن حق القرآن عليناكبير، وواجبنا نحوه عظيم..
فمن حقه علينا.. الاعتقاد فيه بعقيدة أهل السنة والجماعة..
فهو كلام الله عز وجل، مُنزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، تكلم الله به قولاً، وأنزله على رسوله وحياً، ولا نقول إنه حكاية الله عز وجل أو عبارة، بلهو عين كلام الله، حروفه ومعانيه، نزل به من عند الله الروح الأمين، على محمد خاتم المرسلين، وكل من هما مبلغ عن رب العالمين.
ومن حقه علينا..إنزاله منزلته، وتعظيم شأنه، وإحترامه وتبجيله وكمال محبته.. فهو كلام ربنا ومحبته محبة لقائله.
قال ابن عباس رضي الله عنه: ( من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه علىالقرآن، فإن أحب القرآن فهو يحب الله، فإنماالقرآن كلام الله.. ).
ومنها.. تعلم علومه وتعليمه والدعوة إليه..
قال: {خيركم من تعلمالقرآن وعلمه} [رواه البخاري]. فهو أفضل القربات، وأكمل الطاعات.. قال خبّاب رضي الله عنه: ( تقرب الى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب الى الله بشيء أحب إليه من كلامه.. ).
فاحرص - رعاك الله - على تعلم تلاوته وتجويده، وكيفية النطق بكلماته وحروفه.
قال: {الماهر بالقرآن مع السفرة الكرم البررة، والذي يقرأالقرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران} [رواه مسلم].
ثم أليس من الخزي - وأي خزي - أن يشيب الرجل في الإسلام وهو لا يحسن تلاوةالقرآن؟!
واحذر - وفقك الله - من القول فيه بلا علم أو برأيك.. فهذا أبو بكر الصديق لما سُئل عن آيةمن كتاب الله لا يعلم معناها، قال: ( أي أرض تقلني؟، وأي سماء تظلني؟ إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم.. ).
واحرص - حرم الله وجهك على النار - على الإخلاص عند قراءته وتعلمه وتعليمه..
فقد ورد عنه أنه قال عن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة: {ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأالقرآن، فأُتي به فعرّفه نعمه فعرفها. فقال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقدقيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار.. }الحديث [رواهمسلم].
ومنها.. المحافظة على تلاوته وترتيله..
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَوَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ[فاطر:29].
نعم.. كيف تبور تجارتهم وربحهم وافر.. قال رسول الله: {من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف} [رواه الترمذي].
فاحرص - حفظك الله - أن يكون لك ورد يومي لا تتخلف عنه أبداً يفضي بك الى ختم كتاب الله تعالى بصورة دورية.
ولتكن قراءتك للقرآن بتدبر وخشوع، تقف حيث يحسن الوقوف، وتصل حيث يحسن الوصل، إن مررت بآية وعد سألت الله من فضله، وإن مررت بآية وعيد تعوذت، وإن مررت بآية تسبيح سبحت، وإن مررت بسجدة سجدت..
واجتهد في تحسين صوتك بالقرآن، والتغني به، لقوله: {ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به} [متفق عليه]، ومعنى{أذن}: أي استمع.
وليكن لليلك نصيب وافر من قراءتك وقيامك، فهو وقت الأخيار، وغنيمة الأبرار، قال: {لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الل يلوآناء النهار.. }الحديث [متفق عليه].
قال تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً[الإسراء:79].
ومنها فهم معانيه وتدبرها، ومعرفة تفسيره والاتعاظ به..
فالقرآن ما نزل إلاللتدبر والتفكر، والفهم والعمل، قال تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ[ص:29].
وكيف يطيب لعبد حال، ويهنأ بعيش أو منام، وهو يعلم أنه سيلقى الله تعالى يوماًوكتابه بين يديه، ولم يحسن صحبته، وقد يكون حجة عليه..؟!
ومنها.. الحرص على حفظه وتعاهده..
فهو غنيمة أصحاب الهمم العالية، والعزائم الصادقة.. لهم من رسول الله بشارة السلامة منالنار حيث قال: {لو جُمع القرآن في إهاب ما أحرقه اللهب النار} [رواه البيهقي في الشُعب وحسّنه الألباني].
فإن قصرت همتك عن حفظه كله فاحذر - رعاك الله - أن تكون ممن قال فيهم: {إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب} [رواه الترمذي].
ومنها.. إقامة حدوده والعمل به، والتخلق بأخلاقه، وتحكيمه..
فالعمل به أساس النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وهجره طريق الذلة والهلاك فيالدنيا والآخرة..
فعن سمرة بن جندبأن النبي{رأى في منامه رجلاًمضطجعاً على قفاه، ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة، فيشدخ به رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر، فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع الى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كماهو، فعاد إليه فضربه.. فسأله عنه.. فقيل له: إنه رجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به الى يوم القيامة..} [رواه البخاري].
أخي الكريم..
قال تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَاالْقُرْآنَ مَهْجُوراً[الفرقان:30].
قال ابن كثير رحمه الله: ( فترك تصديقه من هجرانه، وترك تبره وفهمه من هجرانه،وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدول عنه الى غيره من شعر أو غناء أو لهو من هجرانه.. ).
وهجرالقرآن طريق الىأن يكون القرآن حجة علىالعبد يوم القيامة..
وأخيراً..
إننا ما زلنا في زمن الإمكان، والقدرة على التوبة والاستغفار..
فضع يدك في يدي، وتعال لنعلنها توبةً نصوحاً لله تعالى من تقصيرنا في حق كتابه،وتفريطنا في أداء حقوقه والقيام بواجباته..
ولنجدد مع كتاب الله تعالى العلاقة، قبل أن نبحث عنه فلا نجد له خبراً، ونستعينبه فلا نجد له أثراً.. قال: {ولِيسْريَ على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية.. }الحديث [رواه ابنماجه والحاكم].
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وحجةً لنا لا علينا.. آمي

الواجبات

1-    ورد القراني

2-    ورد حفظ

3-    ورد مراجعة

4-    المحافظة علي مقرأة او اقامتها

تعليم فرد او اكثر قراءة كتاب الله


السبت، 17 يوليو 2010

ابدا"" لم ننساك " الحرية للشاطر واخوانه"

 
<>
<>

 




















الموضوع الثالث في مشروعنا "

اليوم الثالث

 

هل عشنا مع التوبة ؟؟؟

 

هل عشنا مع الاذكار !!!!

 

من لم يبدأ فليسارع حتي يلحق بنا

 

اليوم شعارنا

                      رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين

 

الموضوع

 

 

- بر الوالدين

اهتم الإسلام ببر الوالدين والإحسان إليهما والعناية بهما، وهو بذلك يسبق النظم المستحدثة في الغرب مثل: ( رعاية الشيخوخة، ورعاية الأمومة والمسنين ) حيث جاء بأوامر صريحة تلزم المؤمن ببر والديه وطاعتهما قال تعالى موصيا عباده: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً [الأحقاف:15]، وقرن برهما بالأمر بعبادته في كثير من الآيات؛ برهان ذلك قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23]، وقوله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36]، وجاء ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد توحيده عز وجل لبيان قدرهما وعظم حقهما ووجوب برهما. قال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الأنعام:151]، أي: ( برهما وحفظهما وصيانتهما وامتثال أوامرهما ).

أنواع البر:

 

فضل بر الوالدين:

دلت نصوص شرعية على فضل بر الوالدين وكونه مفتاح الخير منها:

1 - أنه سبب لدخول الجنة: فعن أبي هريرة عن النبي قال: { رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه }، قيل: من يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة } [رواه مسلم والترمذي].

2 - كونه من أحب الأعمال إلى الله: عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود قال: سألت النبي أي العمل أحب إلى الله؟ قال: { الصلاة على وقتها }. قلت: ثم أي؟ قال: { بر الوالدين }. قلت: ثم أي؟ قال: { الجهاد في سبيل الله } [متفق عليه].

3 - إن بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله عز وجل: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: ( أقبل رجل إلى النبي فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، فقال : { هل من والديك أحد حي؟ } قال: نعم بل كلاهما. قال: { فتبتغي الأجر من الله تعالى؟ } قال: نعم. قال: { فارجع فأحسن صحبتهما } ) [متفق عليه] وهذا لفظ مسلم وفي رواية لهما: { جاء رجل فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد }.

4 - رضا الرب في رضا الوالدين: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي قال: { رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين } [رواه الترمذي وصححه إبن حبان والحاكم].

5 - في البر منجاة من مصائب الدنيا بل هو سبب تفريج الكروب وذهاب الهم والحزن كما ورد في شأن نجاة أصحاب الغار، وكان أحدهم باراً بوالديه يقدمهما على زوجته وأولاده.

التحذير من العقوق:

وعكس البر العقوق، ونتيجته وخيمة لحديث أبي محمد جبير بن مطعم أن رسول الله قال: { لا يدخل الجنة قاطع }. قال سفيان في روايته: ( يعني قاطع رحم ) [رواه البخاري ومسلم] والعقوق: هو العق والقطع، وهو من الكبائر بل كما وصفه الرسول من أكبر الكبائر وفي الحديث المتفق عليه: { ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. وكان متكئاً وجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يرددها حتى قلنا ليته سكت }. والعق لغة: هو المخالفة، وضابطه عند العلماء أن يفعل مع والديه ما يتأذيان منه تأذياً ليس بالهيّن عُرفاً. وفي المحلى لابن حزم وشرح مسلم للنووي: ( اتفق أهل العلم على أن بر الوالدين فرض، وعلى أن عقوقهما من الكبائر، وذلك بالإجماع ) وعن أبي بكرة عن النبي قال: { كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الموت } رواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وصححاه].

أنواع بر الوالدين كثيرة بحسب الحال وحسب الحاجة ومنها:

1 - فعل الخير وإتمام الصلة وحسن الصحبة، وهو في حق الوالدين من أوجب الواجبات. وقد جاء الإحسان في الآيات السابقة بصيغة التنكير مما يدل على أنه عام يشمل الإحسان في القول والعمل والأخذ والعطاء والأمر والنهي، وهو عام مطلق يدخل تحته ما يرضي الإبن وما لا يرضيه إلا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

2 - لا ينبغي للإبن أن يتضجر منهما ولو بكلمة أف بل يجب الخضوع لأمرهما، وخفض الجناح لهما، ومعاملتها باللطف والتوقير وعدم الترفع عليهما.

3 - عدم رفع الصوت عليهما أو مقاطعتهما في الكلام، وعدم مجادلتهما والكذب عليهما، وعدم إزعاجهما إذا كانا نائمين، وإشعارهما بالذل لهما، وتقديمهما في الكلام والمشي إحتراماً لهما وإجلالاً لقدرهما.

4 - شكرهما الذي جاء مقروناً بشكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى: وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:24]. وأن يؤثرهما على رضا نفسه وزوجته وأولاده.

5 - اختصاص الأم بمزيد من البر لحاجتها وضعفها وسهرها وتعبها في الحمل والولادة والرضاعة. والبر يكون بمعنى حسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة والصلة لقوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]، ولحديث: { إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات } [متفق عليه] الحديث.

6 - الإحسان إليهما وتقديم أمرهما وطلبهما، ومجاهدة النفس برضاهما حتى وإن كانا غير مسلمين لقوله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [لقمان:15].

7 - رعايتهما وخاصة عند الكبر وملاطفتهما وإدخال السرور عليهما وحفظهما من كل سوء. وأن يقدم لهما كل ما يرغبان فيه ويحتاجان إليه.

8 - الإنفاق عليهما عند الحاجة، قال تعالى: قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ [البقرة:215]، وتعتبر الخالة بمنزلة الأم لحديث: { الخالة بمنزلة الأم } [رواه الترمذي وقال حديث صحيح].

9 - استئذانهما قبل السفر وأخذ موافقتهما إلا في حج فرض قال القرطبي رحمه الله: ( من الإحسان إليهما والبر بهما إذا لم يتعين الجهاد ألا يجاهد إلا بإذنهما).

10 - الدعاء لهما بعد موتهما وبر صديقهما وإنفاذ وصيتهما.

البر بعد الموت:

وبر الوالدين لا يقتصر على فترة حياتهما بل يمتد إلى ما بعد مماتهما ويتسع ليشمل ذوي الأرحام وأصدقاء الوالدين؛ { جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله. هل بقي من بر أبواي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما } [رواه أبو داود والبيهقي].

ويمكن الحصول على البر بعد الموت بالدعاء لهما. قال الإمام أحمد: ( من دعا لهما في التحيات في الصلوات الخمس فقد برهما. ومن الأفضل: أن يتصدق الصدقة ويحتسب نصف أجرها لوالديه ).

أحكام شرعية خاصة بالوالدين:

لا حد على الوالدين في قصاص أو قطع أو قذف. وللأب أن يأخذ من مال ولده إذا احتاج بشرط أن لا يجحف به، ولا يأخذ شيئاً تعلقت به حاجته. ولا يأخذ من مال ولده فيعطيه الولد الآخر [المغني:6/522]، وإذا تعارض حق الأب وحق الأم فحق الأم مقدم لحديث: { أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك } [رواه الشيخان]، والمرأة إذا تزوجت فحق زوجها مقدم على حق والديها.

وقال في المقنع: ( وليس للإبن مطالبة أبيه بدين، ولا قيمة متلف، ولا أرش جناية ) قلت: وعلى الوالدين أن لا ينسيا دورهما في إعانة الولد على برهما، وذلك بالرفق به، والإحسان إليه، والتسوية بين الأولاد في المعاملة والعطاء. والله أعلم

 

 

الواجبات

1-    تقبيل ايديهم

2-    الدعاء لهم في كل صلاة دعاء خاص

3-    زيارة عماتك واخوالك

شراء شئ لهم


 

مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد