الجمعة، 31 ديسمبر 2010

فتج سمرقند

حدث في "سمرقند".. بقلم د/ أشرف نجم

أعلم أنكم لن تصدقوني ... لكن أقسم لكم بالله أن هذا قد حدث، وفي "سمرقند" .. ذكره المؤرخون من غير المسلمين قبل أن يذكره ابن كثير وغيره من مؤرخي المسلمين العظام ... القصة تشبه الخيال، تماماً كقصص "ألف ليلة وليلة" .. ولكنها الحقيقة.
وقف "قتيبة بن مسلم" القائد المسلم الفذ، الذي فتح الله على يديه بلاد ما وراء النهر في أقصى شرق دولة الإسلام ... وقف هذه المرة حائراً لا يدري ما يفعل .. فهو على أبواب بلاد "سمرقند"، البلاد العظيمة ذات المراعي الخضر، والجبال الشاهقة، والثروات الوافرة .. نعم هي بلاد تعبد الأوثان ولكن لها جيشاً قوياً يحميها، وتاريخها مع الغزاة حافل بالانتصارات، وقتيبة يعلم ذلك ... لقد استعصت على الغزاة من قبله، وها هي تقف عقبة في طريق فتوحاته نحو الصين.
غير أن قائداً فذاً كقتيبة ما كانت لتعييه الحيل، درس الموقع من حوله، ثم أمر جيوشه أن تتفرق وتتجه نحو الجبال الشاهقة المحيطة بالمدينة، وكـَمـِنَ المسلمون في الجبال مختفين عن أعين أعدائهم .. وفي الصباح، فتحت سمرقند أبوابها وبدأ الفلاحون والتجار في الخروج لحقولهم وتجارتهم .. فما راعهم إلا وجيوش المسلمين تنحدر عليهم من الجبال كالسيل الهادر، تجرف في طريقها كل شيء، وتلتقي في وسط المدينة في ساعات، دون أن تـُراقَ قطرة دم واحدة.
لم يكن بوسع سمرقند إلا الاستسلام ... فـرَّ قادتها وحكامها وكهنتها إلى الجبال، ودخل الناس بيوتهم مذعورين من "الغزاة"، وقد ألجمتهم المفاجأة إلجاماً ... وسيطرت جيوش المسلمين على المدينة كلها دون أي مقاومة.
شيئاً فشيئاً بدأ أهل سمرقند يخرجون من بيوتهم، ويتعاملون مع الغزاة الجدد في حذر وترقب .. وما هي إلا أيام حتى أدركوا أن المسلمين لا يريدون بهم الشر، بل هم "غزاة من نوع جديد" .. يرحمون الصغير، ويساعدون الضعيف، ويدعون لعبادة إله واحد ... لا يسرقون، ولا ينهبون، ولا يقتلون، بل يحمون الأمن وينشرون السلام ... عاملوهم في التجارة فوجدوهم أمناء، لا غش ولا كذب، لا ظلم ولا خداع .. ألم أقل لكم "أنهم غزاة من نوع جديد .. ونادر".
وفي السوق قامت مشاجرة عاصفة، بين شاب من أهل سمرقند، وجندي من المسلمين "الغزاة" ... وتجمع الناس في خوف وترقب، فلا شك عندهم أن جنود المسلمين سيتجمعون من كل صوب ليلقنوا الشاب من أهل سمرقند درساً لا ينساه، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يعتدي على جندي من "الغزاة" .. وتجمع الجند، وأحاطوا بالمشاجرة .. ووسط دهشة الجميع، اقتادوا المتخاصمين والشهود إلى القاضي.
لم يتوقع أحد ممن حضر المحاكمة شيئاً مما حدث، أوقف القاضي المسلم الجندي المسلم بجوار الشاب الوثني، وحقق الأمر بكل نزاهة ... ثم أصدر حكمه على الجندي المسلم !!
هل هذه هي القصة العجيبة ؟ ... كلا .. إنها فقط .. البداية ..
انتشر الخبر في طول المدينة وعرضها .. إن لهؤلاء "الغزاة" قضاءً عادلاً .... وهناك .. في الجبال البعيدة، وقف الشاب السمرقندي أمام كبير الكهان يقص عليه القصة التي أثارت استعجاب الجميع، وحين تأكد الكهان مما حدث اتخذوا قراراً بدا "مجنوناً" لم يسبقهم إليه أحد .. لقد قرر الكهان أن يرسلوا بشكواهم ضد "قتيبة بن مسلم" .. إلى أمير المؤمنين.
انطلق الجواد الأصيل يطير بأحد شباب الكهان إلى "دمشق" عاصمة الخلافة الإسلامية، كانت أحلام النجاح في مهمته "شبه المستحيلة" تساور الكاهن الشاب، وأخذ يعد العدة لما قد يلاقيه من مصاعب، إذ كيف له أن يدخل على "أمير المؤمنين" الذي يحكم دولة لم يسمع التاريخ عن مثلها، تمتد من حدود الصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً ... كيف سيتحدث إلى هذا الملك العظيم، الذي فاق في ملكه كسرى وقيصر؟ ... ماذا سيقول له وهو يشتكي إليه أعظم قواده؟ .. وأخيراً .. ماذا عساه أن يفعل به وهو من أعدائه وخصوم دولته؟
لم يكن الكاهن الشاب يعلم أن "أمير المؤمنين" هو خامس الخلفاء الراشدين، حفيد الفاروق رضي الله عنه الذي ملأ الدنيا عدلاً .. لم يكن يعلم أنه "عمر بن عبد العزيز" الزاهد العابد، التقي الورع، الذي سارت الركبان بقصص عدله وحكمته، وفاضت بركات الله في عهده على أمته، حتى ما غدا بها جائع ولا مسكين، وحتى أُخرجت الصدقات فلم تجد من يأخذها.
انتهت رحلة الكاهن الشاب عند بيت قديم من طين، في حي متواضع من أحياء "دمشق" ... هاهنا قالوا له أنه سيجد "أمير المؤمنين"، لكنه لا يكاد يصدق ذلك، إذ كيف لمن يملك الدنيا أن يكون بيته في مثل هذا المكان؟ ... اقترب الكاهن الشاب من البيت فإذا رجل يصلح جداراً بالطين، وقد غطى الطين ثوبه ويديه، وكلما مر عليه أحد قال: "السلام على أمير المؤمنين" .. صعق الشاب مما رأى، أهذا هو ملك الدنيا الذي خضعت له الرقاب ؟! .. إن هذا لشيء عجاب.
وبينما هو مندهش يتأمل ... إذ جاءت امرأة مع ابن لها تطلب من أمير المؤمنين أن يزيد عطائها من بيت مال المسلمين ... ومال ابنها على لعبة في يد ابن أمير المؤمنين فخطفها منه، ولما حاول ابن الخليفة استرداد لعبته، لطمه ابن المرأة السائلة فسال الدم من وجهه ... وكأي أم هرعت زوجة أمير المؤمنين إلى ابنها فضمته، وضمدته، وانفجرت صارخة في المرأة وطفلها.
هل تدرون من هي زوجة الخليفة هذه ؟ ... إنها "فاطمة بنت عبد الملك" .. ربيبة القصور والملك، التي كان أبوها وزوجها وإخوانها جميعاً من أعظم خلفاء المسلمين ... فماذا فعل "أمير المؤمنين" عمر بن عبد العزيز ؟
نظر عمر إلى وجه المرأة وابنها وقد علاه الرعب، فهدأ من روعها، وأخذ اللعبة من ابنه وأعطاها للصغير الفقير، وأمر لها بزيادة العطاء .. وأخذ ابنه فقبله وهدأه .. ثم التفت لزوجته التقية وقال: "حنانيك .. لقد روعتها وابنها ... وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من روع مسلماً روعه الله يوم القيامة" ... ثم أكمل إصلاح الجدار.
أحس الكاهن الشاب أنه في حلم ... ولكنه تجرأ واقترب من أمير المؤمنين ... ولما سأله عن شأنه قال: " سيدي .. إني صاحب مظلمة لأهل سمرقند .. جئت أشكي إليك قتيبة بن مسلم ... وقد علمنا عدلكم فطمعنا أن تنصفنا .. إن قتيبة أخذنا على غـِرَّة، وقد علمنا أنه من عاداتكم أن تنذروا القوم ثلاثة أيام تخيرونهم فيها بين الإسلام أو الجزية أو القتال" ... قال عمر: "إنها ليست عاداتنا .. إنه أمر الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم" .. قال الشاب: "فإن قتيبة لم يفعل ذلك" .. فأطرق عمر قليلاً ثم أمر الكاتب فكتب رسالة وختمها بختمه ودفعها للشاب .. وقال: "أعط هذه لوالي سمرقند يرفع عنكم الظلم بإذن الله" .. ومرة أخرى .. عاد يكمل إصلاح الجدار.
فض والي سمرقند رسالة أمير المؤمنين .. وقرأها .. ثم قال للكاهن الشاب: "سمعاً وطاعة لأمير المؤمنين .. لقد أمرني أن أعين قاضياً يقضي في مظلمتكم .. وسأفعل من فوري .. وموعدنا بعد يومين .. فاذهب يا بني فات بالكهنة والقادة من قومك، ولهم منا الأمان" .. ثم أرسل في طلب "قتيبة بن مسلم".
اجتمع الناس في المسجد حيث تعقد المحاكمة، وجاء القاضي المسلم .. ونادى الحاجب على كبير الكهان فتقدم، ثم نادى على قتيبة بن مسلم فأوقفه القاضي بجوار خصمه .. ثم أمر القاضي الكاهن أن يعرض مظلمته فقال: "هذا قائدكم قتيبة بن مسلم دخل بلادنا بدون إنذار .. كل البلاد أعطاها خيارات ثلاث الإسلام أو الجزية أو الحرب ... أما نحن فأخذنا بالخديعة".
التفت القاضي إلى قتيبة وقال: "ما تقول في هذه الشكوى ؟" ... قال قتيبة: "أصلح الله القاضي .. الحرب خدعة …وهذا بلد شديد البأس، قد كان عقبة أمام الفتح .. وقد علمتُ أننا إن اقتتلنا سالت دماء الفريقين كالأنهر ... فهداني الله إلى هذه الخطة ... وبهذه المفاجأة حمينا المسلمين من أذى عظيم وحقنا دماء أعدائنا ... نعم لقد فاجأناهم .. ولكن أنقذناهم وعرفناهم الإسلام".
قال القاضي: "يا قتيبة! هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب؟؟" .. قال قتيبة: "لا لم نفعل ... فاجأناهم لما حدثتك به من خطرهم" ... فقال القاضي: "يا قتيبة لقد أقررت .. وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة ... يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين ...ومن أعظم الدين اجتناب الغدر وإقامة العدل .. والله ما خرجنا من بيوتنا إلا جهاداً في سبيل الله ... ما خرجنا لنملك الأرض ونحتل البلاد ونعلو فيها بغير حق".
ثم أصدر القاضي أعجب حكم صدر في تاريخ البشرية ... قال: "حكمت أن تخرج جيوش المسلمين جميعاً من سمرقند - خفافاً كما دخلوها - خلال ثلاثة أيام .. ويردوا البلد إلى أهله .. ويعطونهم الفرصة ليستعدوا للقتال .. ثم ينذرونهم ويخيرونهم بين الإسلام أو الجزية أو الحرب .. فإن اختاروا الحرب كان القتال .. وذلك تطبيقا لشرع الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم".
ألم أقل لكم أنكم لن تصدقوني .. إن الدهشة التي تملكتكم الآن هي ذاتها التي تملكت أهل سمرقند وهم يسمعون ذلك الحكم التاريخي الخالد .. جيش غاز ملك البلاد واستتب له الأمر، ثم يأمرهم قاضيهم أن يرحلوا عنها لأنهم لم يطبقوا شرع الله !! .. عجيب أمر هؤلاء القوم جـِدُّ عجيب.
ثم أخذت الدهشة بمجامع أهل سمرقند جميعاً وهم يرون المسلمين يرحلون خفافاً مسرعين، فما انقضت الأيام الثلاثة إلا والمدينة خالية من أي مسلم ... اجتمع أهل سمرقند وقادتهم وكهانهم في وسط المدينة وهم لا يصدقون ما حدث .. ثم تداولوا بينهم .. إن قوماً هذا خلقهم لهم خير بني البشر، وإن قضاءً هذا فعله لهو العدل المطلق، وإن ديناً يأمر أتباعه بمثل هذا لهو الدين الحق .. ولم يطل الأمر حتى أسلمت "سمرقند" عن بكرة أبيها.
إنه الإسلام .. دين الله الخالد .. وهذا تاريخنا الذي سطرناه بالنور .. يوم كنا خير أمة

الخميس، 30 ديسمبر 2010

الصلاة

قال رسول الله صلي الله علية وسلم "
الصلاة خير موضوع فمن استطاع ان يستكثر فليستكثر"
    اي افضل ما شرعه الله ووضعة الله عز وجل
    فرضها افضل الفروض ونفلها افضل النوافل

قال رسول الله صلي الله علية وسلم "
   من اراد ان يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده "


لما قيل للنبي صلي الله علية وسلم "ان فلانا يصلي الليل كله فاذا اصبح سرق !
   قال سينهاه ما تقول
او قال ستمنعه صلاته "

قال الحسن
" يا ابن ادم اي شئ يعزعليك من دينك اذا هانت عليك صلاتك ؟!"

كان عمر رضي الله عنه يكتب الي الافاق
  " ان اهم اموركم عندي الصلاة فمن حفظها فقد حفظ دينه
   ومن ضيعها فهو لما سواها اضيع
  ولا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة "

عن عائشة ان رسولالله صلي الله علية وسلم قال "
  ثلاثة احلف عليهن لا يجعل الله تعالي من له سهم في الاسلام كمن لا سهم له
  واسهم الاسلام ثلاثة الصلاة والصيام والزكاه"


قال رسول الله صلي الله علية وسلم "احفظ الله يحفظك"
احفظ حدوده وحقوقة واوامره بالامتثال ونواهيه بالاجتناب
وقد امر الله تعالي بحفظ الصلاة " حافظوا علي الصلوات والصلاة الوسطي"

الأحد، 26 ديسمبر 2010

الموت " بحر الدموع"

احبتي في الله


اليكم هذه المقتطفات من كتاب ابن القيم رحمه الله( بحر الدموع)


التي توضح لنا مراحل الموت






كتب بن القيم رحمه الله, إ


خوتاه، الى كم هذه الغفلة وأنتم مطالبون بغير مهلة؟


فبالله عليكم، تعاهدوا أيامكم بتحصيل العدد، وأصلحوا من أعمالكم ما فسد، وكونوا من آجالكم على رصد، فقد آذنتكم الدنيا بالذهاب، وأنتم تلعبون بالأجل وبين أيديكم يوم الحساب. آه من ثقل الحمل.. آه من قلة الزاد وبعد الطريق.


فيا أيها المغرور باقباله، المفتون بكواذب آماله، الذي غاب عن الصواب، وهو في فعله كذاب.


يا بطال، الى كم تؤخر التوبة وما أنت في التأخير بمعذور؟


الى متى يقال عنك: مفتون ومغرور؟


يا مسكين، قد انقضت أشهر الخير وأنت تعد الشهور؟ أترى مقبول أنت أم مطرود؟ أترى مواصل أنت أم مهجور؟


أترى تركب النجب غدا أم أنت على وجهك مجرور؟


أترى من أهل الجحيم أنت أم من أرباب النعيم والقصور.


 فاز، والله، المخفون،
وخسر هنالك المبطلون، ألا الى الله تصير الأمور.
مالي أراك على الذنوب مواظبا أأخذت من سوء الحساب أمانا
لا تفغلن كأن يومك قد أتى ولعل عمرك قد دنا أو حانا
ومضى الحبيب لحفر قبره مسرعا وأتى الصديق فأنذر الجيرانا
وأتو بغسّال وجاؤوا نحوه وبدا بغسلك ميتا عريانا
فغسلت ثم كسيت ثوبا للبلى ودعوا لحمل سريرك الاخوانا
وأتاك أهلك للوداع فودّعوا وجرت عليك دموعهم غدرانا
فخف الاله فانه من خافه سكن الجنان مجاورا رضوانا
جنات عدن لا يبيد نعيمها أبدا يخالط روحه ريحانا
ولمن عصا نار يقال لها لظى تشوى الوجوه وتحرق الأبدانا
نبكي وحق لنا البكاء يا قومنا كي لا يؤاخذنا بما قد كانا


جاء فى الأثر أنه اذا كان ابن آدم في سياق الموت، بعث الله اليه خمسة من الملائكة:
أما الملك الأول، فيأتيه وروحه في الحلقوم، فيناديه: يا ابن آدم، أين بدنك القوي؟ ما أضعفه اليوم؟ أين لسانك الفصيح؟ ما أسكته اليوم؟ أين أهلك وقرابتك؟ ما أوحشك منهم اليوم!.
ويأتيه الملك الثاني اذا قبض روحه، ونشر عليه الكفن، فيناديه: يا ابن آدم، أين ما أعددت من الغنى للفقر؟ أين ما أعددت من الخراب للعمران؟ أين ما أعددت من الأنس للوحشة؟.
ويأتيه الملك الثالث اذا حمل على الأعناق، فيناديه: يا ابن آدم، اليوم تسافر سفرا بعيدا لم تسافر سفرا أبعد منه، اليوم تزور قوما لم تزورهم قبل هذا قط، اليوم تدخل مدخلا ضيقا لم تدخل أضيق منه، فطوبى لك ان فزت برضوان الله، وويل لك ان رجعت بسخط الله.
ويأتيه الملك الرابع اذا ألحد في قبره فيناديه: يا ابن آدم، بالأمس كنت على ظهرها ماشيا، واليوم صرت في بطنها مضطجعا. بالأمس كنت على ظهرها ضاحكا، واليوم أصبحت في بطنها باكيا. بالأمس كنت على ظهرها مذنبا، واليوم أمسيت في بطنها نادما.
ويأتيه الملك الخامس اذا سويّ عليه التراب، وانصرف عنه الأهل والجيران والأصحاب، فيناديه: يا ابن آدم، دفنوك وتركوك، ولو أقاموا عندك ما نفعوك. جمعت المال وتركته لغيرك. اليوم تصير اما لجنة عالية، أو الى نار حامية".


ويروى عن بعض المتعبدين أنه قال:


الهي عصيتك قويا، وأطعتك ضفيفا، وأسخطتك جلدا، وخدمتك نحيفا، فيا ليت شعري، هل قبلتني على لؤمي، أم صرفتني على جرمي؟ قال: ثم غشي عليه ووقع على الأرض وانسلخت جبهته.
فقامت اليه أمه، وقبّلته بين عينيه، ومسحت جبهته وهي تبكي وتقول: قرّة عيني في الدنيا، وثمرة فؤادي في الآخرة، كلم عجوزك الثكلى، وردّ جواب أمك الحريّ.
قال: فأفاق الفتى من غشيته، ويده قابضة على كبده، وروحه تتردد في جسده، ودموعه تنسكب على خده ولحيته، فقال لها: يا أماه، هذا اليوم الذي كنت تحذريني منه، وهذا هو المصرع الذي كنت تخوّفيني منه، هذا مصرع الأهوال، وسقوط عثرة الأثقال، فيا أسفا على الأيام الخالية، ويا جزعي من الأيام الطوال التي لم أعرّج فيها على الاقبال.
يا أماه أنا خائف على نفسي أن يطول في النار سجني وحبسي. يا حزناه ان رميت فيها على رأسي، ويا أسفاه ان قطعت فيها أنفاسي.
يا أماه، افعلي ما أقول لك.
فقالت له: يا بنيّ، فدتك نفسي، ماذا تريد؟.
قال لها: ضعي خدي على التراب حتى أذوق طعم الذل في الدنيا، والتلذذ للسيّد المولى، عسى أن يرحمني وينجيني من نار لظى. قالت أمه: فقمت اليه في الحال، وقد ألصق خده بالتراب، والدموع تجري من عينيه كالميزاب، فاذا هو ينادي بصوت ضعيف: هذا جزاء من أذنب وعصى، وهذا جزاء من أخطأ وأسا، هذا جزاء من لم يقف بباب المولى، هذا جزاء من لم يراقب العلي الأعلى.
قالت: ثم تحوّل الى القبلة، وقال: لبيّك لبيّك، لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين.
قال: ثم مات في مكانه، فرأته أمه في المنام كأن وجهه فلقة قمر تجلى من سحاب، فقالت له: يا بنيّ، ما فعل بك مولاك؟ قال: رفع درجتي، وقرّبني من محمد صلى الله عليه وسلم، فقالت له أمه: يا بنيّ، ما الذي سمعت منك تقوله عند وفاتك؟ فقال لها: يا أماه، هتف بي هاتف وقال لي: يا عمران، أجب داعي الله، فأجبته، ولبيّت ربي عز وجل. رحمه الله تعالى

الخميس، 23 ديسمبر 2010

النفس والرحي لابن القيم

خلق الله سبحانه النفس، شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن ولا بد لها من شيء تطحنه، فإن وضع فيها حب طحنته، وإن وضع فيها تراب أو حصى طحنته.

فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحب الذي يوضح في الرحى، ولا تبقى تلك الرحى معطلة قط، بل لا بد لها من شيء يوضع فيها، فمن الناس من تطحن رحاه حباً يخرج دقيقاً ينفع به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملاً وحصى وتبناً ونحو ذلك. فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه.


فأنت مرتبط بأفكارك وإن أردت تغيير نفسك فغير أفكارك أولاً

كلمات من نور

ان الابطال الحقيقين هم اللذين يخطون بدمائهم تاريخ امتهم ويبنون باجسادهم امجاد عزتها الشامخة ويشيدون بجماجمهم حصونها المنيعة واقول للعالم الذي يعادي شعبنا ويدعم الصهاينة بالمال والسلاح ما سطره الشهيد من قبلي عبدالله عزام
ان كان الاعداد ارهابا فنحن ارهابيون وان كان الدفاع عن الاعراض تطرفا فنحن متطرفون وان كان الجهاد ضد الاعداء اصولية فنحن اصوليون
من وصية سعيد الحويتري

سورة المنافقون "ذكر الله"

سورة المنافقون
بسم اللّه الرحمن الرحيم
[سورة المنافقون (63) : آية 9]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (9)
المقصود : أن دوام الذكر لما كان سببا لدوام المحبة ، وكان اللّه سبحانه أحق بكمال الحب والعبودية والتعظيم والإجلال ، كان كثرة ذكره من أنفع ما للعبد. وكان عدوه حقا هو الصاد له عن ذكر ربه ، وعبوديته.
ولهذا أمر سبحانه بكثرة ذكره في القرآن. وجعله سببا للفلاح. فقال تعالى :
62 : 10 اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وقال : 33 : 41 يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وقال : 33 : 35 وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ وقال : 63 : 9 يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ. وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ وقال : 2 : 152 فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ و
قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم «سبق المفردون. قالوا : يا رسول اللّه وما المفردون؟ قال : الذاكرون اللّه كثيرا»
وفي الترمذي عن أبي الدرداء عن
النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال : «ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : ذكر اللّه»
وهو في الموطأ موقوف على أبي الدرداء.
وقال معاذ بن جبل «ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب اللّه من ذكر اللّه».
وذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تبع لذكره.
والمقصود : أن دوام الذكر سبب لدوام المحبة.
فالذكر للقلب كالماء للزرع ، بل كالماء للسمك ، لا حياة له إلا به.
وهو أنواع :

الاول:  ذكره بأسمائه وصفاته ، والثناء عليه بها.
الثاني : تسبيحه وتحميده ، وتكبيره وتهليله ، وتمجيده ، وهو الغالب من استعمال لفظ الذكر عند المتأخرين.
الثالث : ذكره بأحكامه وأوامره ونواهيه. وهو ذكر أهل العلم ، بل الأنواع الثلاثة هي ذكرهم لربهم.
ومن أفضل ذكره : ذكره بكلامه. قال تعالى : 20 : 124 وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً. وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى فذكره هاهنا هو كلامه الذي أنزله على رسوله ، وقال تعالى : 13 : 28 الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ. أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.
ومن ذكره سبحانه : دعاؤه واستغفاره والتضرع إليه.
فهذه خمسة أنواع من الذكر

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

سبتة ومليلة

يَحرك ذكر مدينتي سبتة ومليلة العربيتين المغربيتين المحتلتين، مشاعر الأسى لدى كل عربي ومسلم يشعر بالغيرة على كل شبرٍ يُسلب ويقتطع من بلادنا العربية الإسلامية الحبيبة، فسبتة ومليلة مدينتان مغربيتان ضاربتان جذورهما في عمق التاريخ و مغربيتهما ليست فقط من الناحية الجغرافية، فهما امتدادٌ طبيعي للأراضي المغربية و لكن هناك عوامل تاريخية تشهد بعروبة المدينتين وبتبعيتهما لدولة المغرب الأقصى الذي نال استقلاله عام 1956م



مدينة سبتة




تقع مدينة سبتة في أقصى شمال المغرب على الساحل، وتبلغ مساحتها 19 كيلو مترًا مربعا، و هي مقابلة لشبه جزيرة جبل طارق تمامًا، يبلغ عدد سكانها 74 ألف نسمة، وإذ تتمتع سبتة بذلك الموقعٍ الإستراتيجي المتميز فقد سيطر عليها الرومان في عام 42 بعد الميلاد، وهم الذين أنشأوها على أصح الروايات، وبعد ذلك بنحو 400 عام طردت قبائل الوندال الرومان من المدينة ثم سيطر عليها البيزنطيون ثم القوط الغربيون القادمون من إسبانيا، ثم فتحها المسلمون وانطلقوا منها لفتح الأندلس.

و ذكر سبتة ياقوت الحموي في معجم البلدان و وصفها بأنها بلدة مشهورة من بلاد المغرب ومرساها أجود مرسى على البحر، وهي مدينة حصينة تشبه مدينة المهدية في تونس، ومن الرَّحالة الذين زاروها ابن بطوطة وابن جبير، ويذكر الإدريسي في كتابه "نزهة المشتاق" أن سبب تسميتها بهذا الاسم لأنها جزيرة منقطعة، والبحر يُحيطها من جميع جهاتها إلا من ناحية الغرب.

وساهمت سبتة من خلال علمائها في خدمة الفكر الإسلامي، فكانت خلال القرنين السادس والسابع الهجري من أهم مراكز الحركة العلمية في السواحل المغربية، كما أنجبت هذه المدينة العالم المغربي الشهير القاضي عياض الذي وُلد سنة 476هـ، و الذي قال عنه المؤرخون لولا القاضي عياض لما ذُكر المغرب، كذلك الشريف الإدريسي السبتي المتوفي 562هـ، عالم الجغرافيا، وهو الذي وضع أول خريطة رسم فيها العالم، ومن أهم مؤلفاته كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، ونسب إليها ياقوت الحموي جماعة من أهل العلم منهم ابن مرانة السبتي الذي كان من أعلم الناس بالحساب والهندسة والفقه.

ومما يؤكد هذا الازدهار العلمي والحضاري والتجاري الذي شهدته المدينة في العصر الإسلامي وقبل الغزو البرتغالي، هو الإحصائيات التي استُخرجت من كتاب "اختصار الأخبار عمَّا كان بثغر سبتة من سني الآثار" لمحمد بن القاسم الأنصاري السبتي الذي ذكر أن المدينة اشتملت على: 1000 مسجد، و62 خزانةً علميةً، و47 رباطًا وزاويةً، و22 حمامًا، 174 سوقًا، 24000 حانوت، و360 فندقًا، و360 فرنًا، إضافةً إلى أنواع الفواكه والورود، وهذا كله يدل على الازدهار الفكري والحضاري الذي وصلت إليه مدينة سبتة في عصرها الإسلامي، قبل أن تسقط بيد البرتغال، ثم تصبح بعد ذلك مدينة إسبانية في أرض عربية مسلمة



مدينة مليلة




مدينة مليلية

أما مليلة فتقع على الساحل الشمالي الشرقي للمغرب على البحر المتوسط، وقد ذكرها كذلك الإدريسي في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" و وصفها بأنها مدينة حسنة متوسطة ذات سور منيع وبها عمارات متصلة وزراعات كثيرة، ويذكر حسن الوزان في كتابه "وصف أفريقيا" أن المدينة كانت تشتهر بإنتاج كمية كبيرة من العسل ومنه اشتق اسمها مليلة الذي يعني العسل في لغة الأفارقة.

وكما كان الحال بالنسبة إلى سبتة، شهدت مليلة مرور الفينيقيين والقرطاجيين والرومان وتديرها إسبانيا منذ عام 1497، ومنذ عام 1992م ومليلة تعتبر بمثابة إقليم يتمتع بالحكم الذاتي، وتاريخ مليلة في اضطرابه أو استقراره أو تبادل السيادة عليه بين القوى المحلية والإقليمية مماثل إلى حد كبير لتاريخ سبتة

سبتة منطلق للفتوحات الإسلامية في الأندلس


لعبت مدينة سبتة التي فتحها المسلمون الأوائل دورًا مهمًّا في تاريخ الفتوحات الإسلامية، فكانت إحدى أهم المدن التي انطلقوا منها إلى الأندلس، و عندما فتح المسلمون بلاد المغرب بقيادة موسى بن نصير وطارق بن زياد، تحوَّلت سبتة إلى قلعة للجهاد، ومنها انطلق الجيش الإسلامي نحو الأندلس فقاد طريف بن مالك في عام 91 هجرية أول سرية إسلامية إلى الأندلس، وعن طريقها مر القائد المسلم طارق بن زياد للأندلس عبر الجبل الذي يحمل اسمه حتى اليوم- جبل طارق- عام 92 هـ (الموافق 711م)، وبعده بعام واحد نزل موسى بن نصير أيضًا بها قبل أن يدخل الأندلس عبر الجبل الذي يحمل اسمه حتى الآن (جبل موسى. )

نالت المدينة حظوةً كبيرةً زمن المرابطين، وأصبحت مدينة سبتة خلال عصرهم من أهم مراكزهم الحربية، وأقام فيها يوسف بن تاشفين مدةً من الزمن، ليتمكَّن من أن يتابع بنفسه الإشراف على الجيش الإسلامي ونصرة إخوانهم في الأندلس، ومنها هبَّ يوسف بن تاشفين لإغاثة ملوك الطوائف عندما اشتدَّ عليهم قتال الصليبيين عام 430 هـ/ 1083م، كما مر منها عبد المؤمن بن علي الموحدي- صاحب الفضل في توحيد المغرب الإسلامي- عام 556هـ/1161م، وأبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن عام 580 هـ/1191م في طريقهما إلى الأندلس، وأقام فيها الموحدون أسطولاً بحريًّا قويًّا، ثم استمرت هذه المدينة مركز الجهاد تؤدي دورها كثغرٍ من ثغور الإسلام.



احتلال سبتة ومليلة



تعود بداية سقوط المدينتين تحت الاحتلال الأوروبي إلى ضعف إمارة بني الأحمر في غرناطة في القرن الخامس عشر الميلادي حين بدأ الخلاف يدب بين أمراء المسلمين في الأندلس، وصاح فوق كل غصن ديك بتعبير لسان الدين بن الخطيب في وصف حالة الاقتتال بين الأمراء، فانتهز زعماء قشتالة- إسبانيا حاليًا- والبرتغال الفرصة للقضاء على الوجود الإسلامي في هذه البقاع الإسلامية، فيما سمي بحروب الاسترداد، وكانت غرناطة آخر هذه القلاع التي سقطت عام 1492م.

والمعروف تاريخيًّا أنه بعد سقوط الأندلس، أطلق بابا الفاتيكان يد إسبانيا في الساحل المتوسطي للمغرب، والبرتغال في الساحل الأطلسي، وعلى حين سقطت سبتة في يد البرتغاليين عام 1415م، بقيادة الأمير هنري البحار الذي كان يهدف إلى القضاء على نفوذ المسلمين في المنطقة ونشر المسيحية، وأحرق الأسطول البرتغالي مساجد سبتة وحولها إلى كنائس، وأحرقت كتب من كانت تعتبر أهم مراكز الحركة العلمية في السواحل المغربية.

وبقيت مليلة تقاوم جيوش الإسبان حتى سقطت عام 1497م، في إطار خطة عامة للأسبان والبرتغاليين لمحاصرة أقاليم الغرب الإسلامي واحتلال أراضيه، ومن ثم تحويلها إلى النصرانية عملاً بوصية الملكة إزابيلا الكاثوليكية المذهب، والتي نصَّت على ضرورة قيام الكاثوليك بغزو بلاد المغرب وتحويل المسلمين المغاربة إلى الدين النصراني، ورفع علم الصليب المسيحي عليه بدلاً من أعلام الهلال الإسلامي، وأصبحت المدينة إسبانية عندما تولى فيليب الثاني ملك إسبانيا عرش البرتغال عام 1580م، وبعد اعتراف إسبانيا باستقلال البرتغال تنازلت الأخيرة بمقتضى معاهدة لشبونة 1668م عن سبتة لإسبانيا


طمس الهوية الإسلامية

منذ احتلال المدينتين بذلت إسبانيا جهودًا متصلةً لطمس المعالم الإسلامية فيهما.. جهودٌ لا تختلف في شيء عن تلك التي بذلها الصليبيون والمغول في كل بقعة إسلامية وضعوا أيديهم عليها، أو تلك التي يبذلها الصهاينة في فلسطين اليوم، فدُكت الصوامع وهُدمت المساجد.

ويذكر المؤرخون أنه عندما سقطت مدينة سبتة كانت مآثرها تفوق مآثر القيروان، إذ كان بها ألف مسجد ونحو مائتين وخمسين مكتبةً، ولم يبق من هذه المعالم الحضارية الإسلامية سوى مساجد قليلة لا تزيد على أصابع اليد الواحدة، بينما حرف الإسبان اسمها إلى سيوتا.

كما وضعت إسبانيا إجراءات قانونية عدة للحد من هجرة المسلمين نحو المدينتين، بهدف محو الوجود الإسلامي بالتدريج، وشجعت في المقابل الهجرة الإسبانية وهجرة اليهود الذين تزايد عددهم في الستينيات والسبعينيات خصوصًا في مدينة سبتة، كما ضيقت على السكان المسلمين هناك ومنعتهم من تراخيص البناء وحاصرت نشاطاتهم الدينية والثقافية.

وللحد من أعداد المسلمين في مدينة سبتة أصدرت سلطات مدريد قانونًا يعتبر بموجبه كل من يولد في مدينة سبتة إسباني الهوية، كما غيَّرت من هويتهما العمرانية والسكانية.

ويطلق الإسبان على المغاربة المقيمين في المدينتين "المورو" وهي تسمية مأخوذة من كلمة "موريسك" التي تعني في القاموس الإسباني بقايا المسلمين من عهد سقوط الأندلس، غير أنهم حرفوها ليصبح معناها "المسلم" أو العربي، وأضافوا كلمة أخرى هي "مالو" التي تعني الشرير ليصبح معنى عبارة "مورو مالو" هو المسلم الشرير، هذه الخلفية الدينية هي الثابتة في النظرة الإسبانية إلى المغرب وللسكان المسلمين في المدينتين، وتبقى مشحونةً بكل نزعات الكراهية نحو الإسلام والمسلمين، ومنذ بداية التسعينيات أصبحت نقطة الحدود المسماة "باب سبتة: بين سبتة والمغرب هي الحد الجغرافي للاتحاد الأوروبي، وعُلقت على مدخل المدينة لوحة معدنية كبيرة مكتوب عليها: "أهلاً بكم في الاتحاد الأوربي".


ليس في قضية الحرية حل وسط

منذ احتلال المدينتين لم يعترف المغاربة بتبعية المدينتين للإسبان واعتبروها جزءًا لا يتجزأ من المغرب يجب عودته ؛ ولذلك حاول المغاربة في القرون التالية لاحتلال المدينتين استعادتهما من قبضة الإسبان، وكان أبرز هذه المحاولات محاولة المولى إسماعيل في القرن السادس عشر الميلادي، حيث حاصر المسلمون في هذه الفترة مدينة سبتة ولم يُقدَّر لهم أن يفتحوها، وكذلك محاولة المولى محمد بن عبد الله عام 1774م، محاصرة مدينة مليلة، ولم يفلح المسلمون في تخليصها من يد الإسبان.
صور من الجهاد المعاصر المسلمين المغاربة لاستعادة المدينتين

بذل سكان المدينتين من المسلمين جهودًا كبيرةً للتمرد على واقع الاحتلال في نهايات القرن الثامن عشر وبداية القرن العشرين..

و في بداية القرن العشرين وقعت "حرب الريف الأولى" بقيادة الشريف محمد أمزيان (1909-1912م) و الذي خاض معارك ضارية مع القوات الاسبانية قبالة أسوار مدينة مليلية


المجاهد الشريف أمزيان


و تلتها حرب الريف الثانية ، بزعامة البطل المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي (1921-1926م)
المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي

حدثت المعركة الشهيرة التي انهزم فيها الجيش الإسباني، وهي معركة "أنوال"، و لم يتمكن الاسبان من دحر جيش الخطابي الا بعد حصولهم على دعم الفرنسيين .

فبين عامي 1921م، و1926م، قاد البطل المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي ثورة ضد الإسبان في الشمال المغربي، لكن إسبانيا تصدت لها بالتحالف مع دول أوروبية أخرى بعد أن أشعلت ثورته شرارة الجهاد في المدينتين، وحاول الجنرال فرانكو دغدغة المشاعر القومية لسكان سبتة ومليلة لدعمه في حربه ضد حكومة الجبهة الشعبية، إذ وعدهم بمنحهم الاستقلال إذا ما تولى السلطة في إسبانيا، واستطاع بذلك تجنيد الآلاف منهم في الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936م، دون أن يفي بوعده لهم، وهكذا ظل هذان الثغران المسلمان يدفعان ثمن موقعهما الجغرافي على الواجهة بين أوروبا وإفريقيا، وانطلاق الفتح الإسلامي منهما نحو الأندلس، وتبقى قضية سبتة ومليلة شاهدة على الماضي الصليبي في البحر المتوسط.

خاتمة و ليس ختاما
وأخيرًا نقول إن احتلال مدينتي سبتة ومليلة في المغرب من الإسبان هو تماما كاحتلال فلسطين والجولان في سوريا من الصهاينة، والعراق من الأمريكان، والصومال من إثيوبيا، و هذا دليل آخر على الكيل بمكيالين في الأمم المتحدة، حيث يعتبر احتلالهم من الأمور العادية التي لا تتطلب تدخل الأمم المتحدة لأن المتضررين مسلمون، وهم في نظر الغرب أمة لا بأس من احتلال أراضيها؛ لذلك فإن على المسلمين تحمل المسئولية الكاملة لتحرير كل شبر من أراضيهم التي روتها دماؤهم الزكية، وليس من حق أي جيلٍ من الأجيال أن يساوم أو يتنازل عن أي شيء من تراث هذه الأمة ومقدساتها وأراضيها..

و نعود فنطرح قضية المدينتين السليبتين كشاهد على هذا الصراع الطويل المرير بين المغرب و اسبانيا التي مازالت محافظة على روحها الصليبية الاستعمارية ، و التي ذاق المسلمون من خلالها الويلات ، و ما وقع لمسلمي الأندلس من قتل و طرد و تهجير ليس عنا ببعيد..

لكن نقول اسبانيا لا يمكن أن تسلم بسهولة المدينة التي عبر منها طارق بن زياد لما يحمله ذلك من معاني و دلالات تاريخية عميقة ، لكن في المقابل يجب على المسلمين و أهل المغرب خاصة عدم التنازل عن أي شبر من ترابهم..

و يبقى مصير هذه القضية معلقا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، فستدور عجلة التاريخ عاجلا أو آجلا لا محالة و ستعود سبتة و مليلية تحت حكم المسلمين ... إن لم يكن ذلك مع هذا الجيل .. فسيكون مع أجيال النصر المنشودة ..

و ما ذلك على الله بعزيز ..




-------------------------------

المراجع :

- سبتة ومليلة.. اغتصاب مدينتين - عماد عجوة ، موقع إخوان أونلاين
- ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة المسماة "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، دار التراث، بيروت 1968م.
- ابن جبير، رحلة ابن جبير المسماة "تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار"، تحقيق حسين نصار، القاهرة 1955م، ص41.
- الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، مجلد 2، مكتبة الثقافة الدينية، ص 528، 529، 533.
- المقدسي، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، تحقيق محمد مخزوم، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1987م، ص190.
- ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج3، دار صادر، بيروت 1957م، ص 183.
- يحيى شامي، موسوعة المدن العربية والإسلامية، الطبعة الأولى، دار الفكر العربي، بيروت 1993م، ص 214.
- الحسن السائح، الحضارة الإسلامية في المغرب، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الدار البيضاء 1986م.
الموضوع منقول من الملتقي لتعم الفائدة

الصافات

سورة الصافات
بسم اللّه الرحمن الرحيم
[سورة الصافات (37) : آية 78]
وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78)
قول اللّه تعالى :
قال تعالى عن نوح : 37 : 78- 80 وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ.
وقال عن إبراهيم خليله : 37 : 108 ، 109 وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ.
وقال في موسي وهارون : 37 : 119 ، 120 وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ.
وقال : 37 : 130 سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ.
فالذي تركه سبحانه على رسله في الآخرين : هو السلام عليهم المذكور.
وقد قال جماعة من المفسرين ، منهم : مجتهد وغيره «وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ» الثناء الحسن ، ولسان الصدق للأنبياء كلهم. وهذا قول قتادة أيضا.

الصافات

سورة الصافات
بسم اللّه الرحمن الرحيم
[سورة الصافات (37) : آية 78]
وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78)
قول اللّه تعالى :
قال تعالى عن نوح : 37 : 78- 80 وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ.
وقال عن إبراهيم خليله : 37 : 108 ، 109 وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ.
وقال في موسي وهارون : 37 : 119 ، 120 وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ.
وقال : 37 : 130 سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ.
فالذي تركه سبحانه على رسله في الآخرين : هو السلام عليهم المذكور.
وقد قال جماعة من المفسرين ، منهم : مجتهد وغيره «وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ» الثناء الحسن ، ولسان الصدق للأنبياء كلهم. وهذا قول قتادة أيضا.

الاسراء2

وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً
وقوله : 41 : 5 وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ
على أصح القولين. والمعنى : جعلنا بين القرآن إذا قرأته وبينهم حجابا يحول بينهم وبين فهمه وتدبره ، والأيمان به ، وبيّنه قوله : 17 : 45 وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً.
وهذه الثلاثة هي الثلاثة المذكورة في قوله : 41 : 5 وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ ، وَفِي آذانِنا وَقْرٌ ، وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فأخبر سبحانه أن ذلك جعله.
فالحب يمنع من رؤية الحق ، والأكنة تمنع من فهمه ، والوقر يمنع من سماعه.
وقال الكلبي : الحجاب هاهنا مانع يمنعهم من الوصول إلى رسول اللّه بالأذى من الرعب ونحوه مما يصدهم عن الإقدام عليه.
ووصفه بكونه مستورا فقيل : بمعنى ساتر. وقيل : على النسب ، أي في ستر والصحيح : أنه على بابه ، أي مستورا عن الأبصار فلا يرى. ومجيء مفعول بمعنى فاعل لا يثبت. والنسب في مفعول لم يشتق من فعله ، كمكان محول أي ذي حول ، ورجل مرطوب ، أي ذي رطوبة. فأما مفعول فهو جار على فعله فهو الذي وقع عليه الفعل. كمضروب ومجروح ومستور.

الاسراء" مدخل صدق,مخرج صدق, لسان صدق,قدم صدق,مقعد صدق"

وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً (80) وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً (82)
وأخبر عن خليله إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم : أنه سأله أن يهب له لسان صدق في الناس. فقال : 26 : 84 وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ وبشر عباده : أن لهم عنده قدم صدق. ومقعد صدق. فقال تعالى : 10 : 2 وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ وقال : 54 : 54 ، 55 إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ.
وهذه خمسة أشياء : مدخل الصدق ، ومخرج الصدق ، ولسان الصدق ، وقدم الصدق ، ومقعد الصدق.
وحقيقة الصدق في هذه الأشياء : هو الحق الثابت المتصل باللّه ، الموصل إلى اللّه. وهو ما كان به وله ، من الأقوال والأعمال ، وجزاء ذلك في الدنيا والآخرة.
فمدخل الصدق ومخرج الصدق : أن يكون دخوله وخروجه حقا ثابتا


باللّه ، وللّه ، وفي مرضاته ، متصلا بالظفر بالبغية ، وحصول المطلوب ، ضد مخرج الكذب ومدخله ، الذي لا غاية له يوصل إليها ، ولا له ساق ثابتة يقوم عليها. كمخرج أعدائه يوم بدر ، ومخرج الصدق : كمخرجه صلّى اللّه عليه وسلّم هو وأصحابه في تلك الغزوة. وكذلك مدخله المدينة كان مدخل صدق باللّه ، وللّه ، وابتغاء مرضاة اللّه. فاتصل به التأييد والظفر والنصر ، وإدراك ما طلبه في الدنيا والآخرة ، بخلاف مدخل الكذب الذي رام أعداؤه أن يدخلوا به المدينة يوم الأحزاب. فإنه لم يكن للّه ، ولا باللّه ، بل كان محادة للّه ولرسوله. فلم يتصل به إلا الخذلان والبوار.
وكذلك مدخل من دخل من اليهود والمحاربين لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حصن بني قريظة فإنه لما كان مدخل كذب أصابهم معه ما أصابهم.
فكل مدخل ومخرج كان باللّه وللّه وابتغاه مرضاة اللّه : فصاحبه ضامن على اللّه. فهو مدخل صدق ومخرج صدق.
وكان بعض السلف إذا خرج من داره رفع رأسه إلى السماء وقال :
اللهم إني أعوذ بك أن أخرج مخرجا لا أكون فيه ضامنا عليك. يريد أن لا يكون المخرج مخرج صدق. ولذلك فسر مدخل الصدق ومخرجه : بخروجه صلّى اللّه عليه وسلّم من مكة ، ودخوله المدينة. ولا ريب أن هذا على سبيل التمثيل. فإن هذا المدخل والمخرج من أجلّ مداخله ومخارجه صلّى اللّه عليه وسلّم. وإلا فمداخله ومخارجه كلها مداخل صدق ومخارج صدق ، إذ هي للّه وباللّه وبأمره ، ولابتغاء مرضاته.
وما خرج أحد من بيته ودخل سوقه أو أي مدخل آخر إلا بصدق أو بكذب. فمخرج كل واحد ومدخله لا يعدو الصدق والكذب. واللّه المستعان.
وأما لسان الصدق : فهو الثناء الحسن عليه صلّى اللّه عليه وسلّم من سائر الأمم بالصدق ، ليس ثناء بالكذب. كما قال عن إبراهيم وذريته من الأنبياء والرسل
)


عليهم صلوات اللّه وسلامه 19 : 50 وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا.
والمراد باللسان هاهنا : الثناء الحسن. فلما كان الصدق باللسان ، وهو محله ، أطلق اللّه سبحانه ألسنة العباد بالثناء على الصادق ، جزاء؟ وعبر به عنه.
فإن اللسان يراد به ثلاثة معان : هذا ، واللغة ، لقوله تعالى : 14 :
5 وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ وقوله : 30 : 22 وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ وقوله : 16 : 103 لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ.
ويراد به الجارحة نفسها كما في قوله : 75 : 16 لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
.
وأما قدم الصدق : ففسر بالجنة ، وفسر بمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم. وفسر بالأعمال الصالحة.
وحقيقة القدم : ما قدموه ، ويقدمون عليه يوم القيامة. وهم قدموا الأعمال والإيمان بمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم ، ويقدمون على الجنة التي هي جزاء ذلك.
فمن فسره بها أراد ما يقدمون عليه. ومن فسره بالأعمال وبالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم فإنهم قدموها وقدموا الايمان به بين أيديهم. فالثلاثة قدم صدق.
وأما مقعد الصدق : فهو الجنة عند الرب تبارك وتعالى.
ووصف ذلك كله بالصدق مستلزم لثبوته واستقراره ، وأنه حق مستلزم لدوامه ونفعه وكمال عائدته. فإنه متصل بالحق سبحانه ، كائن به وله. فهو صدق غير كذب ، وحق غير باطل. ودائم غير زائل ، ونافع غير ضار. وما للباطل ومتعلقاته إليه سبيل ولا مدخل.

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

[سورة ق (50) : آية 37

بسم اللّه الرحمن الرحيم
[سورة ق (50) : آية 37]
إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)
إذا أردت الانتفاع بالقرآن ، فأجمع قلبك عند تلاوته. وألق سمعك.
واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه ، منه إليه. فإنه خطاب منه سبحانه لك على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم. قال تعالى : إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ، أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.
وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفا على مؤثر مقتض ، ومحل قابل ، وشرط لحصول الأثر ، وانتفاء المانع الذي يمنع منه : تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه. وأدله على المراد.
فقوله : «إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى » إشارة إلى ما تقدم من أول السورة إلى هاهنا. وهذا هو المؤثر وقوله : «لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ» فهذا هو المحل القابل. والمراد به :
القلب الحي الذي يعقل عن اللّه ، كما قال تعالى : 36 : 69 ، 70 إِنْ هُوَ


إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ. لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا
أي حي القلب.
وقوله : «أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ» أي وجه سمعه ، وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له. وهذا هو شرط التأثير بالكلام.
وقوله : «وَ هُوَ شَهِيدٌ» أي شاهد القلب حاضر ، غير غائب. قال ابن قتيبة : استمع لكتاب اللّه وهو شاهد القلب والفهم ، ليس بغافل ولا ساه.
وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثر. وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له ، والنظر فيه وتأمله.
فإذا حصل المؤثر ، وهو القرآن ، والمحل القابل ، وهو القلب الحي ، ووجد الشرط ، وهو الإصغاء ، وانتفي المانع ، وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شيء آخر : حصل الأثر ، وهو الانتفاع بالقرآن والتذكر.
فإن قيل : إذا كان التأثير إنما يتم بمجموع هذه. فما وجه دخول أداة «أو» في قوله «أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ» والموضع موضع واو الجمع ، لا موضع «أو» التي هي لأحد الشيئين؟
قيل : هذا سؤال جيد. والجواب عنه أن يقال :
خرج الكلام بأو باعتبار حال المخاطب المدعو. فإن من الناس من يكون حي القلب واعيه ، تام الفطرة. فإذا فكر بقلبه وجال بفكره دله قلبه على صحة القرآن ، وأنه الحق ، وشهد قلبه بما أخبر به القرآن. فكان ورود القرآن على قلبه نورا على نور الفطرة. وهذا وصف الذين قيل فيهم :
34 : 6 وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وقال في حقهم : 24 : 35 اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ، الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ ، لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ، يَكادُ زَيْتُها يُضِي ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ ، نُورٌ عَلى نُورٍ ، يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ.

فهذا نور الفطرة على نور الوحي. وهذا حال صاحب القلب الحي الواعي.
فصاحب القلب الحي بين قلبه وبين معاني القرآن أتم الاتصال ، فيجدها كأنها قد كتبت فيه. فهو يقرؤها عن ظهر قلب.
ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد ، واعي القلب ، كامل الحياة فيحتاج إلى شاهد يميز له بين الحق والباطل. ولم تبلغ حياة قلبه لتأمله والتفكر فيه ، وتعقل معانيه ، فيعلم حينئذ أنه الحق.
فالأول : حال من رأى بعينيه ما دعي إليه وأخبر به.
والثاني : حال من علم صدق الخبر وتيقنه. وقال : يكفيني خبره ، فهو في مقام الإيمان ، والأول في مقام الإحسان. هذا قد وصل إلى علم اليقين ، وترقى قلبه منه إلى منزلة عين اليقين. وذلك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الإسلام.
فعين اليقين نوعان : نوع في الدنيا ، ونوع في الآخرة. فالحاصل في الدنيا نسبته إلى القلب ، كنسبة الشاهد إلى العين. وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار. وفي الدنيا بالبصائر. فهو عين يقين في المرتبتين.

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

فضل المرابطين في سبيل الله

السلام عليكم
لكم اشتقت الي الجهاد في سبيل الله عز وجل وان اكون مجاهد مرابط في سبيله
ووجدت سلوتي في حديث رسول الله انما الاعمال بالنيات
وعندما قرات في فضل المرابط ازددت اليه شوقا

وعلمت انه فضل يجب ان يصل الي كل مسلم يريدة
وانا اريدة ان شاء الله
فاجدد النية ليالي وايام اني مرابط في سبيلة
علي ثغري ......في دعوتي.......
 مرابط امام الظالمين.......
 مهما طال الليل وتقلب الزمان.....
 فاني مرابط في وجه الطغاه المتكبرين المزوريين
مرابط باعلاء كلمة الحق في كل الميادين وفضح الباطل
مرابط للامر بالمعروف والنهي عن المنكر
مرابط لاساعد الفقراء والمحتاجين
مرابط ليوم تفتح فيه الحدود لحرب الكفار اليهود
مرابط حتي القي الله ان شاء الله
ربي يكرمني واياكم بهذه النية

اليك فضل المرابطين في سبيل الله

 الرباط في سبيل الله :قل صلى الله عليه وسلم { رباط ‏ ‏يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات ‏ ‏جرى عليه ‏ ‏عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه ‏ ‏وأمن الفتان } رواه مسلم
والفتان هو سؤال الملكين في القبر


" كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة " لأن النامي من عمل المرابط ما قدمه في حياته ،

 قالe  عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل .


تأمل أخي في العمل والأجر فالعمل هو مرابطة يوماً وليلة في سبيل الله والأجر أجر قيام وصيام شهر فكيف بمن مات وهو مرابط في

فضل المرابطين في سبيل الله

الأحد، 19 ديسمبر 2010

الهدية

الهدية رمز المحبة والمودة ..
والألفة والإخاء ..
وهي أمر معنوي تتجسد في كلام طيب أو بهدية يلمسها اللامسون من الأصدقاء والأحباب .
وفيها تجسيد كبير لقول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم
( تهادوا تحابوا ) حرصا منه صلى الله عليه وسلم لإشاعة الألفة والمحبة بين الناس .. بأي هدية كانت صغيرة أو كبيرة


- فهل اعطيت صديق هدية ؟
الام والاب والاخ والجار والخالة و.........................................

فلتكن رمزية في القيمة المادية صغيرة كبيرة في القيمة المعنوية

السبت، 18 ديسمبر 2010

وصايا

وهب بن منبه

** قال: إذا مدحك الرجل بما ليس فيك فلا تأمنه أن يذمَّك بما ليس فيك

مرج الزهور " علي حدود الوطن"

حتي لا ننسي الابطال
استمع الي هذا الفيلم
وثائقي | على حدود الوطن
" يحكي قصة ابناء الوطن الذين ضحوا من اجله بكل ما يملكوا
قصة مبعدي مرج الزهور
قصة الابطال والزعماء
قصة تضحية الابناء والزوجات
قصة صناعة رموز العالم "
ثبتنا الله واياكم
يذهب الالم ويبقي الاجر
http://www.youtube.com/watch?v=hvPXcyhjKIg






الجمعة، 17 ديسمبر 2010

ادعية فك الكرب والهم والحزن

السلام عليكم

حافظ علي هذه الوصايا والادعية يفك الله ما بك من هم وكرب وحزن


وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ قال : بل ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها )[5] .

قال ابن مسعود : ما كرب نبي من الأنبياء إلا استغاث بالتسبيح (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء:88) )


‏عَنِ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ هَمٌّ أَوْ لأْوَاءٌ فَلْيَقُلْ: اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّى لاَ أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا". أخرجه الطبرانى فى الأوسط (5/271 ، رقم 5290). وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (رقم 348). (لأواء): شدة وضيق معيشة. قال المناوي في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير": (فليقل الله الله) وكرره استلذذاً بذكره واستحضاراً لعظمته وتأكيداً للتوحيد فإنه الاسم الجامع لجميع الصفات الجلالية والجمالية والكمالية (ربي) أي المحسن إليّ بإيجادي من العدم وتوفيقي لتوحيده وذكره والمربي لي بجلائل نعمه والمالك الحقيقي لشأني كله ثم أفصح بالتوحيد وصرح بذكره المجيد فقال (لا أشرك به شيئاً) والمراد أن ذلك يفرج الهم والغم والضنك والضيق إن صدقت النية وخلصت الطوية.


وفي كتاب ( الفرج بعد الشدة ) أن الوليد بن عبد الملك بن مروان كتب إلى صالح بن عبد الله المزني، عامله على المدينة، أن أنزل الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فاضربه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، خمسمائة سوط.
قال: فأخرجه صالح إلى المسجد، ليقرأ عليهم كتاب الوليد بن عبد الملك، ثم ينزل فيضرب الحسن، فبينما هو يقرأ الكتاب، إذ جاء علي بن الحسين عليهما السلام ، مبادراً يريد الحسن، فدخل والناس معه إلى المسجد، واجتمع الناس، حتى انتهى إلى الحسن فقال له: يا ابن عم،

ادع بدعاء الكرب . فقال : وما هو يا ابن عم قال: قل:

لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين [6]. قال: وانصرف علي، وأقبل الحسن يكررها دفعات كثيرة. فلما فرغ صالح من قراءة الكتاب ونزل عن المنبر، قال للناس: أرى سحنة رجل مظلوم، أخروا أمره حتى أراجع أمير المؤمنين، وأكتب في أمره . ففعل ذلك ، ولم يزل يكاتب ، حتى أطلق . قال: وكان الناس يدعون ، ويكررون هذا الدعاء ، وحفظوه . قال: فما دعونا بهذا الدعاء في شدة إلا فرجها الله عنا بمنه . )

يا صاحب الهم إن الهم منفرج = أبشر بخير فإن الفـارِج الله
اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه = لا تيأسَنّ فإن الكـــافي الله
الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة = لا تجزعنّ فإن الصَّـانِع الله
وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به = إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله
والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ = فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله

لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم
(دعاءدفع  البلاء والغم):لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

 

الطريق الي كربلاء

السلام عليكم
اهدي الي اخواني والي من يريد معرفة الحق من الشيعة والعودة الي الحق في
قصة مقتل الحسين رضي الله عنه وما شابها من شبهات
مجموعة حلقات قصيرة جميلة يتم عرضها بمؤثرات شيقة طيبة
وتم عرضها علي قناة الرسالة
نفعنا الله واياكم بها


الطريق إلى كربلاء -لفضيلة الشيخ نبيل العوضي والشيخ حسن الحسيني حفظهم الله


الحلقة الأولى بعنوان الطريق إلى كربلاء
http://www.youtube.com/watch?v=qXtHrOzmliY
الطريق إلى كربلاء - الحلقة الثانية_2-4
http://www.youtube.com/watch?v=-37s5_JQBxw
الطريق إلى كربلاء - الحلقة الأولى_3-4
http://www.youtube.com/watch?v=7VW_pzi-nd4
الطريق إلى كربلاء - الحلقة الأولى_4-4
http://www.youtube.com/watch?v=FsMb8Vn45a4&feature=related

الخميس، 16 ديسمبر 2010

قصة مقتل الحسين حفيد المصطفى صلى الله عليه

بسم الله الرحمن الرحيم
قصة مقتل الحسين حفيد المصطفى صلى الله عليه
وعلى آل بيته وصحبه وسلم
للعلامة الشيخ الوالد / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله تعالى
كثر الكلام حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين
بن علي واختلفت القصص في ذلك ، ونورد في هذه الرسالة القصة الحقيقية لمقتل الحسين - رضي الله عنه ولكن قبل
ذلك نذكر توطئة مهمة لا بد من معرفتها
( توطئة )
قال الحافظ ابن كثير : فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتل الحسين رضي الله عنه، فانه من سادات المسلمين،
وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله التي هي أفضل بناته وقد كان عابداً وسخياً، ولكن لا يحسن ما يفعله الناس
من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنع ورياء، وقد كان أبوه أفضل منه فقتل، وهم لا يتخذون مقتله مأتماً
كيوم مقتل الحسين، فان أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة
أربعين، وكذلك عثمان كان أفضل من علي عند أهل السنة والجماعة، وقد قتل وهو محصور في داره في أيام
التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وقد ذبح
من الوريد إلى الوريد، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً،
وكذلك عمر بن الخطاب وهو أفضل من عثمان وعلي، قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن،
ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، وكذلك الصديق كان أفضل منه ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتماً، ورسول الله سيد
ولد آدم في الدنيا والآخرة، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله، ولم يتخذ أحدٌ يوم موتهم مأتماً، ولا ذكر أحد
أنه ظهر يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادعاه هؤلاء يوم
مقتل الحسين من الأمور المتقدمة، مثل كسوف الشمس
والحمرة التي تطلع في السماء وغير ذلك .

مقتل الحسين بن على رضى الله عنه
بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية
وذلك سنة 60هـ
فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر ، انهم لا يريدون إلا عليا وأولاده ، وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب . عند ذلك أرسل
الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة
تيقن أن الناس يريدون الحسين ، فبايعه الناس على بيعة
الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ، ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي
البصرة ليعالج هذه القضية ، ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين ولم يأمره بقتل الحسين ، فدخل عبيد
الله بن زياد إلى الكوفة ، وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها
تتم المبايعة . فخرج مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه ، وذلك في
الظهيرة . فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق
معه إلا ثلاثون رجلاً فقط . وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد. فقبض عليه وأمر عبيد الله
بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن له عبيد الله ،
وهذا نص رسالته :
ارجع بأهلك ولا يغرنّك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد
كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي .
ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل
وذلك في يوم عرفة ، وكان مسلم بن عقيل قبل ذلك قد
أرسل إلى الحسين أن اقدم ، فخرج الحسين من مكة يوم
التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وابن عمرو
وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم.
وهذا ابن عمر يقول للحسين :
( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة منه ، والله لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي
هو خير لكم ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه وبكى
وقال : استودعك الله من قتيل ) ،
وروى سفيان بسند صحيح
عن ابن عباس أنه قال للحسين في ذلك : ( لولا أن يزري -يعيبني ويعيرني- بي وبك الناس لشبثت يدي من رأسك،
فلم أتركك تذهب ) .وقال عبد الله بن الزبير له : ( أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟) وقال عبد الله بن
عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته
ما تركته يخرج إلا أن يغلبني ).
( رواه يحيى بن معين بسند صحيح
( . وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الذي
أرسله مسلم ، فانطلق الحسين يسير نحو طريق
الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة عمرو بن
سعد وشمر بن ذي الجوشن وحصين بن تميم فنزل
يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى ثلاث :
أن يسيِّروه إلى أمير المؤمنين (يزيد) فيضع يده في يده
(لأنه يعلم أنه لا يحب قتله)
أو أن ينصرف من حيث جاء (إلى المدينة)
أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله.
(رواه ابن جرير من طريق حسن) .
فقالوا: لا، إلا على حكم عبيد الله بن زياد. فلما سمع
الحر بن يزيد ذلك
(وهوأحد قادة ابن زياد ) قال :
ألا تقبلوا من هؤلاء ما يعرضون عليكم ؟والله لو سألكم
هذا الترك والديلم ما حلَّ لكم أن تردوه
فأبوا إلا على حكم ابن زياد. فصرف الحر وجه فرسه،
وانطلق إلى الحسين وأصحابه، فظنوا أنه إنما جاء
ليقاتلهم، فلما دنا منهم قلب ترسه وسلّم عليهم، ثم كرّ
على أصحاب ابن زياد فقاتلهم، فقتل منهم رجلين ثم قتل
رحمة الله تعالى عليه ( ابن جرير بسند حسن )
ولا شك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد،
فقتل أصحاب الحسين (رضي الله عنه وعنهم)
كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد، ولكنها الكثرةوكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنىَّ لو غيره كفاه قتل الحسين حتى لا يبتلي بدمه (رضي الله عنه)،
حتى قام رجلخبيث يقال له شمر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً سعيداً .
ويقال أن شمر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي والله أعلم .
-----------------------------------------------------
وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاناً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها
شيء. وما ثبت يغني .
ولا شك أنها قصة محزنة مؤلمة وخاب وخسر من شارك
في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه .
وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء و الترضي عنهم اجمعين آل البيت المكرمين .
من قتل مع الحسين في كربلاء !!
من أولاد علي بن أبي طالب : أبو بكر – محمد – عثمان – جعفر – العباس .
من أولادالحسين : أبو بكر – عمر – عثمان – علي الأكبر – عبد الله .
من أولاد الحسن : أبو بكر – عمر – عبد الله – القاسم .
من أولاد عقيل : جعفر – عبد الله – عبد الرحمن – عبد الله بن مسلم بن عقيل .
من أولاد عبد الله بن جعفر : عون – محمد وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل (رضي الله عنهم أجمعين )
و أما ما روي من أن السماء صارت تمطر دما، أو أن
الجدر كان يكون عليها الدم ،أو ما يرفع حجر إلا
و يوجد تحته دم ، أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله
دماً فهذه كلها أكاذيب تذكر لإثارة العواطف ليس لها
أسانيد صحيحة . يقول ابن كثير عن ذلك:
((( وذكروا أيضا في مقتل الحسين رضي الله عنه أنه
ما قلب حجر يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط وأنه كسفت
الشمس واحمر الأفق وسقطت حجارة وفي كل من ذلك
نظر والظاهر أنه من سخف الشيعة وكذبهم ليعظموا الأمر
ولا شك أنه عظيم ولكن لم يقع هذا الذي اختلقوه وكذبوه
وقد وقع ما هو أعظم من قتل الحسين رضي الله عنه ولم
يقع شيء مما ذكروه فإنه قد قتل أبوه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أفضل منه بالإجماع ولم يقع شيء
من ذلك وعثمان بن عفان رضي الله عنه قتل محصورا مظلوما ولم يكن شيء من ذلك وعمر بن الخطاب رضي الله
عنه قتل في المحراب في صلاة الصبح وكأن المسلمين لم تطرقهم مصيبة قبل ذلك ولم يكن شيء من ذلك وهذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر في الدنيا والآخرة يوم مات لم يكن شيء مما ذكروه ويوم مات
إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم خسفت الشمس فقال الناس خسفت لموت إبراهيم فصلى بهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم صلاة الكسوف وخطبهم وبين لهم أن
الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته .
حكم خروج الحسين
لم يكن في خروج الحسين رضي الله عنه مصلحة ولذلك
نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه ولكنه لم يرجع ،
و بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط
رسول الله حتى قتلوه مظلوماً شهيداً . وكان في خروجه
وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ،
ولكنه أمر الله تبارك وتعالى وما قدره الله كان
ولو لم يشأ الناس.
وقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتل الأنبياء وقد قُدّم رأس يحيى عليه السلام مهراً لبغي وقتل زكريا عليه السلام
، وكثير من الأنبياء قتلوا كما قال تعالى :
"قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين" آل عمران 183 .
وكذلك قتل عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين . كيف نتعامل مع هذا الحدث لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم أنه قال :
ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب أخرجه البخاري
وقال : أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة
أخرجه مسلم .
والصالقة هي التي تصيح بصوت مرتفع . وقال :
( إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب و سربالاً من قطران) أخرجه مسلم.
و قال ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء بالنجوم
و النياحة). و قال ( اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب و النياحة علىالميت) رواه مسلم.
و قال ( النياحة من أمر الجاهلية و إن النائحة إذا ماتت و لم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران و درعاً من لهب النار)
رواه ابن ماجة .
و الواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب
أن يقول كما أمرالله
" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ".
و ما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً
أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم
ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى أنهم لطموا
أو شقواأو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح .
إنّ النياحة واللطم وما أشبهها من أمور ليست عبادة وشعائر يتقرب بها العبد إلى الله ، وما يُذكر عن فضل البكاء في عاشوراء غير صحيح
، إنما النياحة واللطم أمر من أمور الجاهلية التي نهى النبي عليه الصلاة والسلام عنها وأمر باجتنابها ، وليس هذا منطق أموي حتى يقف الشيعة منه موقف العداء بل هو منطق أهل البيت رضوان الله عليهم اجمعين
وهو مروي عنهم عند الشيعة كما هو مروي عنهم أيضاً عند أهل السنة . فقد روى ابن بابويه القمي في
( من لا يحضره الفقيه )(39) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( النياحة من عمل الجاهلية )
وفي رواية للمجلسي في بحار الأنوار 82/103
( النياحة عمل الجاهلية )
ومن هذا المنطلق اجتنب أهل السنة النياحة في أي مصيبة مهما عظمت، امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم بل بالمقابل هم يصومون يوم عاشوراء ، ذلك اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من
الغرق ،
وهم يرون أنّ دعوة مخلصة للحسين من قلب مؤمن صائم خير من رجل يتعبد الله بعمل أهل الجاهلية ( النياحة واللطم ) ، ففي الصائم يحصل له الخيرين ، خير صيام يوم فضيل وخير دعاء المرء وهو صائم والذي يمكن أن يجعل جزءاً منه أو كله إن أراد للإمام الحسين عليه السلام . ومما ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من رواياتالشيعة ما رواه الطوسي في الاستبصار 2/134
والحر العاملي في وسائل الشيعة 7/337
عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أنّ علياً عليهما السلام قال: ( صوموا العاشوراء التاسع والعاشر،فإنّه يكفّر الذنوب سنة ) وعن أبي الحسن عليه السلام قال: ( صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشوراء )
،وعن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: ( صيام عاشوراء كفّارة سنة ) فما يفعله الشيعة اليوم من إقامة حسينيات أو مآتم أو لطم ونياحة وبكاء في حقيقتها إضافات لا تمت لمنهج أهل البيت ولا لعقيدة الإسلام بأي صلة
،وإذا كان الشيعة يرددون عبارة ( حلال محمد حلال إلى يوم القيامة ، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة )
فأين هذه العبارة من التطبيق حين يجعلون أموراً من الجاهلية التي نهى محمد عليه الصلاة والسلام
عنها شعائراً لدين الإسلام ولأهل البيت!! والطامة الكبرى أن تجد كثيراً من مشايخ الشيعة بل من مراجعهم الكبار يستدلون بقوله تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }
على ما يُفعل في عاشوراء من نياحة ولطم وسب وشتم لخلق الله ولصحابة رسول الله ويعتبرون هذا من شعائر الله التي ينبغي أن تُعظم ومن شعائر الله التي تزداد بها التقوى !!!
وما لا أكاد أفهمه تجاهل علماء الشيعة للروايات الواضحة
في بيان فضل صيام عاشوراء بل وبالمقابل اتهام أهل السنة مراراً وتكراراً بأنهم حزب بني أمية ؟؟!!!
وأنهم استحدثوا صيام هذا اليوم احتفالاً بمقتل الحسين -
عياذاً بالله من ذلك - مع اتفاق أحاديث السنة والشيعة
على فضل صيام هذا اليوم
وأنّ نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم صامه !!!
بل قل لي بربك : ألذي يصوم يوم عاشوراء ويحييه بالذكر والقرآن والعبادة ...هل هو في نظرك يحتفل ويفرح بمقتل الحسين ..؟؟
أم من يوزع اللحم والطعام والشراب على الناس في هذا
اليوم ويحيي الليل بإنشاد القصائد؟ !!
أليس هذا تناقضاً في حد ذاته؟
ألا ترى في اتهام أهل السنة بالفرح بموت الحسين والادعاء بأنّ صيامهم ليوم عاشوراء نكاية بالحسين !!! وبأهل البيت عليهم الصلاة والسلام ؟! ليس إلا دعاية مذهبية للتنفير منهم ومن مذهبهم وإبرازهم كعدو لأهل البيت دون وجه حق؟!
موقف يزيد من قتل الحسين
لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين ولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل،ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك،وظهر البكاء في داره ولم يسبي لهم حريماً بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول إنه أهين نساء آل بيت رسول لله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك هذا كلام باطل بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم
ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفرلم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها،وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم
" ولم تسبى هاشمية قط ."
بل ابن زياد نفسه عندما جيء بنساء الحسين إليه وأهله، وكان أحسن شيء صنعهأن أمر لهن بمنزل من مكان معتزل، وأجرى عليهن رزقاً وأمر لهن بنفقة وكسوة . )
رواه ابن جرير بسند حسن.
و قال عزت دروزة المؤرخ "ليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين إلى يزيد،فهو لم يأمر بقتاله، فضلاً عن قتله،
وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل".
و قال ابن كثير: (والذي يكاد يغلب على الظن أن يزيد لو قدر عليه قبل أن يُقتل لعفا عنه كما أوصاه بذلك أبوه، وكما صرح هو به مخبراً عن نفسه بذلك )
انتهى قول الشيخ اين بارز رحمه الله
رحم الله الحسين عليه السلام ورضي عنه وعن آل بيت النبي اجمعين ولعن الله من قتله وقاتله وسفك دمه ودم آل البيت الطيبين الطاهرين ولعن الله من سيأتون بعد ذلك بجيشهم لقتل المهدي المنتظر عليه السلام
والله أعلى

نملة ولكن داعية

اين انت من دعوة الله!!!!!!!11

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

حماس "بمناسبة الانطلاقة 23"





  • ياشباب الاسلام حماسhttp://www.youtube.com/watch?v=ZZnMC5cr9_0

    Vedio Clip about hamas movement

  • لو قالوا عنك حمساويhttp://www.youtube.com/watch?v=fuKix0TwJAk
    www.youtube.com
    اناشيد حركة حماس بمناسبة ذكرى الإنطلاقة 22 للحركة
     سيري سيري ياحماس
    انت المدفع واحنا رصاص
    شعبي بيهتف علي الراس
    احنا رجالك والحراس
    http://www.youtube.com/watch?v=Oa15_mrQa0A


  • مناسبة الانطلاقة
    اهدي اليكم
    حمساوي مايهاب الموت
    http://www.youtube.com/watch?v=6yfeX0RyDvQ


  • www.youtube.com
    نشيد حمساوي مايهاب الموت نشيد رائع مع فديوهات لتدريب ابطال حماس تحياتي لكم ابن اليمن حارة سنان ابو لحوم


  • مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

    قناة الاقصي وتردد جديد