السبت، 29 سبتمبر 2012

السيرة النبوية للصلابي -كتاب إلكتروني رائع




إقرأ السيرة النبوية من خلال هذا الكتاب الإلكتروني الرائع ، والذي يمكنك النسخ منه بسهولة ، ويمكنك القراءة بخط واضح بسهولة ..لطفاً .. لا أمراً .. حَمّلْ صورة






كتاب // المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية

كتاب المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية pdf

تأليف  د.عبد الكريم زيدان
11 مجلد
مؤسسة الرسالة    الطبعة الأولى

السبت، 15 سبتمبر 2012

الشوق إلى الجنة


مشاهد 3 . الشوق إلى الجنة . الحلقة ( 2 ) - الشيخ نبيل العوضي



الا رسول الله 2


1- بلغوا عني ولو اية 
بلغوا " تكليف " , عني " تشريف " , ولو ايه " تخفيف "  اين انت من تكليف رسول الله صلي الله عليه وسلم واين انت من تشريفه بالتبليغ عنه واين انت من اقل القليل  .االنصرة باتباع امره , زعم قوم انهم يحبون الله ورسوله فابتلاهم اله بقوله " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " .

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

نصرة النبي

ذوق ثمرات محبة النبي







علامات محبة النبي:




            نريد أن نعرف علامات محبة النبي:
ما الدليل على أنك تحب النبي؟

1-      الإقتداء به واتباع سنته واتباع أقواله وأفعاله واجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في العسر واليسر والمنشط والمكره

            وهذا أكبر دليل على حب ونصرة النبي، لكن.. حذار أن تعتقد أن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم معناها أنه محتاج إليك. لا.. فربنا قال: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} التوبة_الآية:40. الله نصره وأعلى سنته، وأتم عليه النعمة حتى بلغ الرسالة. الله سبحانه لم يحرم سيدنا النبي من شيء، و هو ليس محتاجا لأحد، بل أنت من تحتاج له، أنت محتاج لسنته.

            يجب أن تفهم هذا دائمًا.. افعل شيئًا.. أنا أريد أن أرى فيك النبي.. وأنتِ نفس الشيء.. ولنبدأ بالتعرف على سنة النبي لنعمل بها.
اليوم أصبح بين الناس التهوين من السنة قائلين: "هذه سنة من يعملها يأخذ أجرًا، ومن لا يعملها ليس عليه شيء" أصبحنا نهوّن من المسألة، يعني لو نريد أن نصغر من مسألة أو نلغيها نقول هذه سنة، هذه سنة.. ليست مشكلة، يعني هي شيء صغير.. السنة عندنا يجب أن تكون شيئًا عظيمًا ضخمًا جدًا.

2-      إيثاره صلى الله عليه وسلم

إيثار ما شرعه وحض عليه على هوى نفسك، قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الحشر_الآية:9.

الإيثار.. أن تؤثر النبي صلى الله عليه وسلم على نفسك، وتؤثر ما شرعه وحض عليه. عندما يقول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: "شرف المؤمن قيام الليل"حسن لغيره_صحيح الترغيب. وعندما يقول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر: "يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل"متفق عليه، يكون بهذا قد حض على قيام الليل.. فأنت عندما يأتي الليل وتتمنى أن تنام ينبغي أن تؤثر سنة النبي صلى الله عليه وسلم على هواك.

            خطر ببالي الآن حديث جميل جدًا: "ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم: رجل كان في رفقة فساروا عامة ليلتهم ويومهم فلما دخل الليل كان النوم عندهم يعدل ما مثله، فما مست جنوبهم الأرض حتى ناموا جميعًا، فقام رجل منهم يتملقني ويتلو آياتي.. ".. هل رأيت حب الله؟؟

"صار النوم عندهم يعدل ما مثله" يعني يتمنى فقط أن ينام، يتمنى أن يضع جنبه على الأرض، فيقول أحدهم: "لا هذه الليلة لربنا"، ويقف ليصلي ويتملق الله ويتلو آياته.. هذا هو الإيثار.

الإيثار أن يكون في جيبي عشرون جنيهًا أقسمها مع ربنا؛ عشرة لله وعشرة لي.. الإيثار أن أؤثر الله على نفسي.. أن أؤثر الله وما شرعه النبي وحض عليه وكان من سنته صلى الله عليه وسلم.

3-      أن تُسخط الناس جميعًا في رضا الله وفي نصرة النبي

يا جماعة؛ كثير من الناس يكون في المجلس كلام خطأ وخوض في الدين وهو جالس ساكت، وعندما تسأله: "لماذا؟" يقول: "الناس سيتضايقون إن تكلمت"، ليس مهمًا فليتضايقوا.. كيف ينتقص من النبي وأنت جالس؟!.. كيف ينتقص من سنة النبي وأنت جالس؟!.. كيف تهان سنة النبي وأنت ساكت ؟!.. كيف..؟!

وتقول لي دنمارك؟!.. أي دنمارك؟.. انتقاص السنة في بيتك وفي عملك وأمام عينك، وتشاهده في التلفاز وتسمعه أمامك وفي شغلك وفي حياتك، أنت تحتاج أن تنصر النبي صلى الله عليه وسلم ولو سخط الناس جميعًا ومهما حصل.

4-      طهارة قلبك أو سلامة قلبك للمسلمين

            لدي الكثير من الأشياء التي لم أقولها.. لكن من الأشياء الجميلة التي أخشى أن تفوت الليلة دون أن أذكرها.. تعظيم الله لقدر النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه قول الله عز وجل: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} التوبة_آية:43. العلماء يقولون إن الله يعاتب النبي بخصوص المنافقين الذين جاؤوا يستأذنون الرسول صلى الله عليه وسلم، فأذن لهم.. فالله يعاتب النبي: لماذا أذنت لهم؟
الله عز جلاله لم يقل له هكذا بل قال له: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ}، وعلماؤنا يقولون: "كأن الله يقول له: عافاك الله يا سليم القلب لما أذنت لهم؟".. {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} التوبة_آية:43. يعني كأن الله يقول للنبي قلبك طيب جدًا.. يا طيب لماذا تعفو عنهم؟.. لماذا تأذن لهم؟.. أنت لا تعرفهم (عافاك الله يا سليم القلب).. الله يعاتب النبي أن قلبه سليم للمسلمين، ضميره سليم للناس كلهم؛ لا يسيء الظن بأحد، لأجل هذا من علامات محبته أن يكون قلبك سليمًا للمسلمين، الدليل :قال أنس بن مالك: قال لي رسول الله  صلى الله عليه وسلم: "يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل، يا بني ذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة"ضعيف الجامع.
(اللهم ارزقنا حبه..اللهم اجعلنا معه في الجنة.. اللهم أسكنا معه الجنة
آآآآآآآآه لو دخلنا الجنة، الله أكبر..
يا رب ارزقنا الجنة يا رب)
            حذار أن تبيت هذه الليلة وفي قلبك غش لأحد.. ليس للمسلمين فقط بل للكافرين كذلك، لا يكون في قلبك ضغينة لأحد، ولا بغضاء لأحد، ولا حقد على أحد، ولا حسد لأحد، ولا كراهية لأحد، ولا أذى لأحد.. يجب أن يكون قلبك سليمًا.. حذار أن تغش أحدًا، وبمثل هذا فأنت تحبه، وهكذا تكون معه في الجنة.

5-      كثرة الصلاة عليه

            يقولون: القلوب كالقدور والألسنة مغارفها، فالذي في قلبك على لسانك، الذي يحب أحدًا يتكلم عنه كثيرًا.. هل تتكلم عن النبي كثيرًا؟ هل تصلي عليه كثيرًا؟ إذن أنت تحبه.. هل أنت ناسيه؟.. إذن أنت لا تحبه.

6-      كثرة شوقك إلى لقائه

فكل حبيب يحب لقاء حبيبه.. تحبه إذن تتمنى أن تقابله.. فلماذا أنت متمسك بالدنيا؟.. لماذا أنت تمسك الدنيا بيدك وأسنانك؟.. لماذا تجري وراء الدنيا؟.. أنت محتاج أن تشتاق لرؤيته صلى الله عليه وسلم.

7-      محبتك لمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هو بسببه كآل بيته وزوجاته، وصحابته من المهاجرين والأنصار، وعداوة من عاداهم، وبغض من أبغضهم، فمن أحب شيئًا أحب من يحبه

مادمنا نحب سيدنا النبي إذن نحب زوجاته: السيدة خديجة والسيدة عائشة رضي الله عنهما، وبقية زوجات النبي كلهن نحبهن طاعة للنبي عليه الصلاة والسلام، نحب آل البيت: نحب سيدنا الحسين، سيدنا الحسن، سيدنا عليا بن أبي طالب، السيدة فاطمة رضي الله عنها، السيدة رقية، السيدة زينب، والسيدة أم كلثوم.. بنات النبي كلهن نحبهن. نحب كل هؤلاء حبًا جمًا، نحبهم من كل قلوبنا وندعو لهم ليلاً ونهارًا، وفداهم أنفسنا.

وحذار أن تعتقدوا أن حب آل البيت تشيع.. لا؛ هذا من السنة ولكن لا نغلو فيهم.. ليس لأننا نحب آل البيت نكره الصحابة. لا..نحب آل البيت ونحب الصحابة، ونعتقد بمذهب السنة أن أبا بكر رضي الله عنه أفضل هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم.. هذا هو الترتيب.. وهو ليس من عندنا بل من سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
ونحب آل البيت: نحب سيدنا الحسين، ونحب السيدة زينب، ونحب كل آل بيت النبي، ولكن ليس معنى حبهم أن أطوف حول القبور أو أننا ندعوهم من دون الله.. ليس هذا معناه.. فإذن ينبغي أن تحبهم من كل قلبك وتدعو لهم، وقد تقول: "من أنت لكي تدعو لهم؟"، و أقول لك إن سيدنا النبي طلب منا الدعاء، ألست تقول: ربنا آت محمدا الوسيلة والفضيلة..؟ وعمومًا؛ فالصلاة على النبي هي نفسها دعاء له (اللهم صل وسلم على سيدنا محمد..)، فأنا هكذا أدعو للنبي: (ربنا آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة..) هو طلب هذا صلى الله عليه وسلم، قال: "ثم سلوا الله لي الوسيلة.." إذن أنا أدعو لسيدنا النبي، وأدعو لسيدنا الحسين، وأدعو للسيدة زينب رضي الله عنها، وأدعو لسيدنا الحسن بن علي.. لماذا نذكر دائمًا سيدنا الحسين وننسى سيدنا الحسن؟ هل هذا فقط لوجود القبر؟
و لا تنسوا أن السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم نحبها حبًا شديدًا لأن النبي كان يحبها لما سئل: "من أحب الناس إليك؟" قال: "عائشة"، قيل: فمن الرجال؟ قال: "أبوها" صححه الألباني في صحيح الترمذي و غيره.

8-      بغض من أبغضه الرسول

            من كان يحبه النبي نحبه، ومن كان يكرهه النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم نكرهه.

9-      حب القرآن لأنه صلى الله عليه وسلم جاء به، وهو كان يحب القرآن فنحبه

10-  حب السنة وأن أقف عند حدودها.

11-  الشفقة على الأمة والنصح لها والسعي في خدمة المسلمين

12-  الزهد في الدنيا وإيثار الفقر

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: "يا رسول الله والله إني أحبك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظر ماذا تقول"، قال: والله إني أحبك قال: إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السهل إلى منتهاه" حسن غريب_سنن الترمذي. من يحب سيدنا النبي لا يكره الفقر، ولا يكون حريصًا على الدنيا ولا على الغنى، وإنما يكون كل قلبه متعلقًا بالآخرة، وليس له أي تعلق بهذه الدنيا.

13-  نصر السنة، والدعوة إليها وأمر الناس بها والتزامها والدعوة إلى التزامها والأمر بالتزامها

و من ذلك؛ السنة في السواك، في لبس القميص، وكان أحب الألوان إليه البياض، وكان صلى الله عليه وسلم يحب تقصير الثوب لا ينزل تحت الكعبين.. هذه سنته صلى الله عليه وسلم، سنته في هديه الظاهر وسنته في هديه الباطن، و من ذلك أيضا السنن القبلية للصلاة والسنن البعدية، سنن صيام الاثنين والخميس، سنن قيام الليل، وسنن الصدقة.. والتزام هذه السنن هو علامة الحب.

            أنا أحبكم في الله ،،،

هل أنتم تحبون النبي؟.. ما الدليل؟.. أعطوني الدليل

لو أحببت أن أختم الحلقة أقول لكم: أحبكم في الله، والذي خلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله، لكن: بماذا سنختِم؟.. لم نقل شيئًا عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. لم نفعل شيئًا.. لم نستطع أن نقول شيئًا..أنا أريدكم أن تحبوا النبي صلى الله عليه وسلم.. فالنصيحة الأخيرة قبل أن أذهب والتي أريدكم أن تعيشوا عليها لأسبوع اسمها ثبات الأخلاق؛ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"صحيح_السلسلة الصحيحة، فيجب أن يكون لنا أخلاقيات ثابتة لا تتغير.. ليس إذا كان الإنسان مضطرًا يتواضع، وعندما تُحل أزمته يستكبر..أو كان فقيرًا فكان متواضعًا، وعندما جاءت الأموال امتلأ غرورًا، أو كان مريضًا فكان منكسرًا، وساعة ما اشتد حارب الله.. هذه هي.. لو شئت قل هي فلسفة الأخلاق.

هذا ديننا، وهذا هو النبي صلى الله عليه وسلم.. لم يغتر في أي لحظة من حياته؛ عندما كانوا يطاردونه طيلة ثلاث عشرة سنة، ويقولون: أنت ساحر، أنت كاذب، أنت وأنت وأنت..لم يحقد. فقد ذهب المدينة وهاهو يوم فتح مكة يجمعهم في ركن في الكعبة قائلاً: "ما تظنون إني فاعل بكم؟"، قالوا: "أخ كريم وابن أخ كريم".
لو أنت عدوك آذاك، قتلوا ابنته صلى الله عليه وسلم، قتلوا عمه، وشقوا بطنه، ومضغوا كبده، شمتوا فيه عندما مات ابنه، طردوه من بلده، غربوه، أخذوا أمواله، وضعوا النجاسة على ظهره وهو ساجد، وضعوا أرجلهم على رأسه وهو ساجد، وضعوا التراب فوق رأسه صلى الله عليه وسلم.. فداك أبي وأمي ونفسي يا رسول الله، لما جمعهم في الكعبة قال لهم:"لا أقول لكم إلا كما قال يوسف لإخوته؛ لا تثريب عليكم، اليوم يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين، اذهبوا فأنتم الطلقاء"صحيح الإسناد_الأحكام الصغرى.

في غزوة أحد شجوا رأسه، وكسروا رباعيته، ودخلت حلقات المِخْفَر في وجنته، فقال: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون"، ولما جاءه  ملك الجبال عارضًا أن يطبق عليهم الأخشبين قال: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا" متفق عليه.

            هذا هو ثبات الأخلاق، هذا هو ما يجب أن تتعلمه مع النبي:
-          أن تكون أمينا مع الصديق والعدو.
-          أن تكون متواضعًا مع الغني والفقير.
-          أن تكون كريمًا مع من تعرفه ومع من لا تعرفه.
-          أن تكون ثابت الأخلاق..

هذا هو الدين، هذا هو سيدنا النبي.. هذا هو النموذج الذي نريد أن نصنعه.. أن تبقى أخلاق الإنسان ثابتة سواء رآه الناس أو لم يروه، سواء في بلده أو خارج بلده، سواء كان وحده أو تراه الدنيا.. هذا هو ثبات الأخلاق.. وهذا كان أكثر شيء يميز المسلمين وعندما ضاع ضعنا:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت      ***      فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

            نريد لنصر النبي صلى الله عليه وسلم  أن نرجع إلى هديه وسنته، أن يكون الرسول هو النموذج؛ قال الله جل جلاله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}الأحزاب_آية:21.

            أحبكم في الله ،،،

كنت أتمنى أن أظل معكم حتى الصباح. في هذه الليلة أظهروا حبكم للنبي.. لا تنم إلا وقد صليت إحدى عشرة ركعة مثل سنته، صلّ عليه قليلا (صلى الله عليه وسلم)، وادعُ الله أن يصلحك ويصلحني ويصلح أحوال المسلمين.

(اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدًا، واجعلنا من عبادك السعداء، اللهم إنا نسألك الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم..
اللهم لا تمضي هذه الليلة إلا وقد غفرت ذنوبنا، وسترت عوراتنا، وآمنت روعاتنا، ومن كل سوء وشر وبلاء حفظتنا ونجيتنا وعافيتنا..
اللهم في هذه الليلة اكتب لنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب..
اللهم اكتب لنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب..
اللهم ألهمنا حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته ونصر سنته ودينه..
اللهم إنا نسأل أن توردنا حوضه وأن تسقينا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا..
اللهم أحينا على ملته، وتوفنا على سنته، واحشرنا في زمرته، وأوردنا حوضه، وأدخلنا مدخله، وارفع في الجنة درجتنا حتى نكون معه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين)


تابع: أمثلة من تعظيم السلف للنبي صلى الله عليه وسلم

ü      "..ولقد كنت أرى جعفر بن محمد (جعفر الصادق) وكان كثير الدعابة والتبسم، فإذا ذكر عنده النبي صلّى الله عليه وسلّم اصفرّ، وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة، ولقد اختلفت إليه زمانًا (كنت أزوره كثيرًا في البيت وأقابله)، فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال؛ إما مصليًا، وإما صامتًا، وإما يقرأ القرآن، ولا يتكلم فيما لا يعنيه، وكان من العلماء والعباد الذين يخشون الله عز وجل..".

ü      "ولقد رأيت عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي صلّى الله عليه وسلّم، فينظر إلى لونه وكأنه نزف منه الدم، وقد جف لسانه في فمه هيبة منه لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم".

ü      "..ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير، فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينه دموع".

ü      "..ولقد رأيت الزهري وكان من أهنأ الناس وأقربهم، فإذا ذكر عنده النبي صلّى الله عليه وسلّم فكأنه ما عرفك، ولا عرفته".

ü      "ولقد كنت آتي صفوان بن سليم، وكان من المتعبدين المجتهدين فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى، فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه".

عندما يُذكر سيدنا النبي لا يستطيعون أن يتكلموا من البكاء.. وحمرة الوجه.. وجفاف اللسان والفم..!
هؤلاء أناس يعرفون قدر النبي.. يعرفونه.. يحبوه.. يوقرونه.. أناس يتمنون رؤيته.

ü      عن عبدة بنت خالد بن معدان قالت: " ما كان خالد بن معدان يأوي إلى فراشه كل ليلة إلا وهو يذكر من شوقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه، يسميهم ويقول: هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبي، اللهم عَجِّل بقبضي إليك حتى ألقاهم".

هل رأيت كيف كانوا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم؟؟

ü      كان ابن سيرين ربما يضحك فإذا ذكر عنده حديث النبي صلى الله عليه وسلم خشع.

ü      كان عبد الرحمن بن مهدي إذا قرِئ عنده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الحضور بالسكوت وقال: {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي}، ويتأول أنه يجب الإنصات عند قراءة حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنه يُسمع منه صلى الله عليه وسلم.

            تعال.. لترى حال المسلمين اليوم؛ فإنك في خطبة الجمعة تجد من هو جالس ممدد الرجلين، ومن هو جالس يتثاءب، ومن هو نائم، ومن هو جالس معوجًا.

أين تعظيمنا للنبي؟.. أين حبنا للنبي؟.. أين توقيرنا للنبي؟.. أين شوقنا للنبي صلى الله عليه وسلم؟؟

أحبكــم فـــي الله ،،،
والســلام عليكــم ورحمــة اللــه وبركاتــه.

الخميس، 13 سبتمبر 2012

أسماء النبي صلى الله عليه وسلم

أسماء النبي صلى الله عليه وسلم
وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال .
فمنها محمد وهو أشهرها وبه سمي في التوراة صريحا كما بيناه بالبرهان الواضح في كتاب جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام وهو كتاب فرد في معناه لم يسبق إلى مثله في كثرة فوائده وغزارتها بينا فيه الأحاديث الواردة في الصلاة والسلام عليه وصحيحها من حسنها ومعلولها وبينا ما في معلولها من العلل بيانا شافيا ثم أسرار هذا الدعاء وشرفه وما اشتمل عليه من الحكم والفوائد ثم مواطن الصلاة عليها ومحالها ثم الكلام في مقدار الواجب منها واختلاف أهل العلم فيه وترجيح الراجح وتزييف المزيف ومخبر الكتاب فوق وصفه .
والمقصود أن اسمه محمد في التوراة صريحا بما يوافق عليه كل عالم من مؤمني أهل الكتاب .
ومنها أحمد وهو الاسم الذي سماه به المسيح لسر ذكرناه في ذلك الكتاب .
ومنها المتوكل ومنها الماحي والحاشر والعاقب والمقفي ونبي التوبة ونبي الرحمة ونبي الملحمة والفاتح والأمين .
ويلحق بهذه الأسماء الشاهد والمبشر والبشير والنذير والقاسم والضحوك والقتال وعبد الله والسراج المنير وسيد ولد آدم وصاحب لواء الحمد وصاحب المقام المحمود وغير ذلك من الأسماء لأن أسماءه إذا كانت أوصاف مدح فله من كل وصف اسم لكن ينبغي أن يفرق بين الوصف المختص به أو الغالب عليه ويشتق له منه اسم وبين الوصف المشترك فلا يكون له منه اسم يخصه .
وقال جبير بن مطعم : سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء فقال : أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي والعاقب الذي ليس بعده نبي
وأسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان
أحدهما : خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفي ونبي الملحمة .
والثاني : ما يشاركه في معناه غيره من الرسل ولكن له منه كماله فهو مختص بكماله دون أصله كرسول الله ونبيه وعبده والشاهد والمبشر والنذير ونبي الرحمة ونبي التوبة .
وأما إن جعل له من كل وصف من أوصافه اسم تجاوزت أسماؤه المائتين كالصادق والمصدوق والرءوف الرحيم إلى أمثال ذلك .
وفي هذا قال من قال من الناس إن لله ألف اسم وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم قاله أبو الخطاب بن دحية ومقصوده الأوصاف .
شرح معاني أسمائه صلى الله عليه وسلم
محمد صلى الله عليه و سلم
أما محمد فهو اسم مفعول من حمد فهو محمد إذا كان كثير الخصال التي يحمد عليها ولذلك كان أبلغ من محمود فإن محمودا من الثلاثي المجرد ومحمد من المضاعف للمبالغة فهو الذي يحمد أكثر مما يحمد غيره من البشر ولهذا - والله أعلم - سمي به في التوراة لكثرة الخصال المحمودة التي وصف بها هو ودينه وأمته في التوراة حتى تمنى موسى عليه الصلاة والسلام أن يكون منهم وقد أتينا على هذا المعنى بشواهده هناك وبينا غلط أبي القاسم السهيلي حيث جعل الأمر بالعكس وأن اسمه في التوراة أحمد.
أحمد صلى الله عليه و سلم
وأما أحمد فهو اسم على زنة أفعل التفضيل مشتق أيضا من الحمد .
وقد اختلف الناس فيه هل هو بمعنى فاعل أو مفعول ؟
فقالت طائفة هو بمعنى الفاعل أي حمده لله أكثر من حمد غيره له فمعناه أحمد الحامدين لربه ورجحوا هذا القول بأن قياس أفعل التفضيل أن يصاغ من فعل الفاعل لا من الفعل الواقع على المفعول
قالوا : ولهذا لا يقال ما أضرب زيدا ولا زيد أضرب من عمرو باعتبار الضرب الواقع عليه ولا : ما أشربه للماء وآكله للخبز ونحوه
قالوا : لأن أفعل التفضيل وفعل التعجب إنما يصاغان من الفعل اللازم ولهذا يقدر نقله من فعل و فعل المفتوح العين ومكسورها إلى فعل المضموم العين
قالوا : ولهذا يعدى بالهمزة إلى المفعول فهمزته للتعدية كقولك : ما أظرف زيدا وأكرم عمرا وأصلهما : من ظرف وكرم .
قالوا : لأن المتعجب منه فاعل في الأصل فوجب أن يكون فعله غير متعد
قالوا : وأما نحو ما أضرب زيدا لعمرو فهو منقول من فعل المفتوح العين إلى فعل المضموم العين ثم عدي والحالة هذه بالهمزة
قالوا : والدليل على ذلك مجيئهم باللام فيقولون ما أضرب زيدا لعمرو ولو كان باقيا على تعديه لقيل ما أضرب زيدا عمرا لأنه متعد إلى واحد بنفسه وإلى الآخر بهمزة التعدية فلما أن عدوه إلى المفعول بهمزة التعدية عدوه إلى الآخر باللام فهذا هو الذي أوجب لهم أن قالوا : إنهما لا يصاغان إلا من فعل الفاعل لا من الفعل الواقع على المفعول .
ونازعهم في ذلك آخرون وقالوا : يجوز صوغهما من فعل الفاعل ومن الواقع على المفعول وكثرة السماع به من أبين الأدلة على جوازه تقول العرب : ما أشغله بالشيء وهو من شغل فهو مشغول وكذلك يقولون ما أولعه بكذا وهو من أولع بالشيء فهو مولع به مبني للمفعول ليس إلا وكذلك قولهم ما أعجبه بكذا فهو من أعجب به ويقولون ما أحبه إلي فهو تعجب من فعل المفعول وكونه محبوبا لك وكذا : ما أبغضه إلي وأمقته إلي .
وهاهنا مسألة مشهورة ذكرها سيبويه وهي أنك تقول ما أبغضني له وما أحبني له وما أمقتني له إذا كنت أنت المبغض الكاره والمحب الماقت فتكون متعجبا من فعل الفاعل وتقول ما أبغضني إليه وما أمقتني إليه وما أحبني إليه إذا كنت أنت البغيض الممقوت أو المحبوب فتكون متعجبا من الفعل الواقع على المفعول فما كان باللام فهو للفاعل وما كان ب إلى فهو للمفعول . وأكثر النحاة لا يعللون بهذا .
والذي يقال في علته والله أعلم إن اللام تكون للفاعل في المعنى نحو قولك : لمن هذا ؟ فيقال لزيد فيؤتى باللام . وأما إلى فتكون للمفعول في المعنى فتقول إلى من يصل هذا الكتاب ؟ فتقول إلى عبد الله وسر ذلك أن اللام في الأصل للملك والاختصاص والاستحقاق إنما يكون للفاعل الذي يملك ويستحق و إلى لانتهاء الغاية والغاية منتهى ما يقتضيه الفعل فهي بالمفعول أليق لأنها تمام مقتضى الفعل ومن التعجب من فعل المفعول قول كعب بن زهير في النبي صلى الله عليه وسلم
وقيل إنك محبوس ومقتول فلهو أخوف عندي إذ أكلمه
ببطن عثر غيل دونه غيل من خادر من ليوث الأسد مسكنه
فأخوف هاهنا من خيف فهو مخوف لا من خاف وكذلك قولهم ما أجن زيدا من جن فهو مجنون هذا مذهب الكوفيين ومن وافقهم .
قال البصريون : كل هذا شاذ لا يعول عليه فلا نشوش به القواعد ويجب الاقتصار منه على المسموع
قال الكوفيون : كثرة هذا في كلامهم نثرا ونظما يمنع حمله على الشذوذ لأن الشاذ ما خالف استعمالهم ومطرد كلامهم وهذا غير مخالف لذلك قالوا : وأما تقديركم لزوم الفعل ونقله إلى فعل فتحكم لا دليل عليه وما تمسكتم به من التعدية بالهمزة إلى آخره فليس الأمر فيها كما ذهبتم إليه والهمزة في هذا البناء ليست للتعدية وإنما هي للدلالة على معنى التعجب والتفضيل فقط كألف فاعل وميم مفعول وواوه وتاء الافتعال والمطاوعة ونحوها من الزوائد التي تلحق الفعل الثلاثي لبيان ما لحقه من الزيادة على مجرده فهذا هو السبب الجالب لهذه الهمزة لا تعدية الفعل .
قالوا : والذي يدل على هذا أن الفعل الذي يعدى بالهمزة يجوز أن يعدى بحرف الجر وبالتضعيف نحو جلست به وأجلسته وقمت به وأقمته ونظائره وهنا لا يقوم مقام الهمزة غيرها فعلم أنها ليست للتعدية المجردة أيضا فإنها تجامع باء التعدية نحو أكرم به وأحسن به ولا يجمع على الفعل بين تعديتين .
وأيضا فإنهم يقولون ما أعطاه للدراهم وأكساه للثياب وهذا من أعطى وكسا المتعدي ولا يصح تقدير نقله إلى عطو : إذا تناول ثم أدخلت عليه همزة التعدية لفساد المعنى فإن التعجب إنما وقع من إعطائه لا من عطوه وهو تناوله والهمزة التي فيه همزة التعجب والتفضيل وحذفت همزته التي في فعله فلا يصح أن يقال هي للتعدية .
قالوا : وأما قولكم إنه عدي باللام في نحو ما أضربه لزيد . . . إلى آخره فالإتيان باللام هاهنا ليس لما ذكرتم من لزوم الفعل وإنما أتي بها تقوية له لما ضعف بمنعه من التصرف وألزم طريقة واحدة خرج بها عن سنن الأفعال فضعف عن اقتضائه وعمله فقوي باللام كما يقوى بها عند تقدم معموله عليه وعند فرعيته وهذا المذهب هو الراجح كما تراه .
فلنرجع إلى المقصود فنقول تقدير أحمد على قول الأولين أحمد الناس لربه وعلى قول هؤلاء أحق الناس وأولاهم بأن يحمد فيكون كمحمد في المعنى إلا أن الفرق بينهما أن محمدا هو كثير الخصال التي يحمد عليها وأحمد هو الذي يحمد أفضل مما يحمد غيره فمحمد في الكثرة والكمية وأحمد في الصفة والكيفية فيستحق من الحمد أكثر مما يستحق غيره وأفضل مما يستحق غيره فيحمد أكثر حمد وأفضل حمد حمده البشر . فالاسمان واقعان على المفعول وهذا أبلغ في مدحه وأكمل معنى .
ولو أريد معنى الفاعل لسمي الحماد أي كثير الحمد فإنه صلى الله عليه وسلم كان أكثر الخلق حمدا لربه فلو كان اسمه أحمد باعتبار حمده لربه لكان الأولى به الحماد كما سميت بذلك أمته .
وأيضا : فإن هذين الاسمين إنما اشتقا من أخلاقه وخصائصه المحمودة التي لأجلها استحق أن يسمى محمدا صلى الله عليه وسلم وأحمد وهو الذي يحمده أهل السماء وأهل الأرض وأهل الدنيا وأهل الآخرة لكثرة خصائله المحمودة التي تفوق عد العادين وإحصاء المحصين وقد أشبعنا هذا المعنى في كتاب الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وإنما ذكرنا هاهنا كلمات يسيرة اقتضتها حال المسافر وتشتت قلبه وتفرق همته وبالله المستعان وعليه التكلان .
تفسير معنى المتوكل
وأما اسمه المتوكل ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو قال قرأت في التوراة صفة النبي صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله عبدي ورسولي سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو ويصفح ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا : لا إله إلا الله
وهو صلى الله عليه وسلم أحق الناس بهذا الاسم لأنه توكل على الله في إقامة الدين توكلا لم يشركه فيه غيره .
تفسير الماحي
وأما الماحي والحاشر والمقفي والعاقب فقد فسرت في حديث جبير بن مطعم فالماحي : هو الذي محا الله به الكفر ولم يمح الكفر بأحد من الخلق ما محي بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه بعث وأهل الأرض كلهم كفار إلا بقايا من أهل الكتاب وهم ما بين عباد أوثان ويهود مغضوب عليهم ونصارى ضالين وصابئة دهرية لا يعرفون ربا ولا معادا وبين عباد الكواكب وعباد النار وفلاسفة لا يعرفون شرائع الأنبياء ولا يقرون بها فمحا الله سبحانه برسوله ذلك حتى ظهر دين الله على كل دين وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار وسارت دعوته مسير الشمس في الأقطار .
تفسير الحاشر
وأما الحاشر فالحشر هو الضم والجمع فهو الذي يحشر الناس على قدمه فكأنه بعث ليحشر الناس .
تفسير العاقب
والعاقب الذي جاء عقب الأنبياء فليس بعده نبي فإن العاقب هو الآخر فهو بمنزلة الخاتم ولهذا سمي العاقب على الإطلاق أي عقب الأنبياء جاء بعقبهم .
تفسير المقفي
وأما المقفي فكذلك وهو الذي قفى على آثار من تقدمه فقفى الله به على آثار من سبقه من الرسل وهذه اللفظة مشتقة من القفو يقال قفاه يقفوه إذا تأخر عنه ومنه قافية الرأس وقافية البيت فالمقفي : الذي قفى من قبله من الرسل فكان خاتمهم وآخرهم .
نبي التوبة
وأما نبي التوبة فهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض فتاب الله عليهم توبة لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله .
وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس استغفارا وتوبة حتى كانوا يعدون له في المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور وكان يقول : (( يا أيها الناس توبوا إلى الله ربكم فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة )) وكذلك توبة أمته أكمل من توبة سائر الأمم وأسرع قبولا وأسهل تناولا وكانت توبة من قبلهم من أصعب الأشياء حتى كان من توبة بني إسرائيل من عبادة العجل قتل أنفسهم وأما هذه الأمة فلكرامتها على الله تعالى جعل توبتها الندم والإقلاع .
نبي الملحمة
وأما نبي الملحمة فهو الذي بعث بجهاد أعداء الله فلم يجاهد نبي وأمته قط ما جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته والملاحم الكبار التي وقعت وتقع بين أمته وبين الكفار لم يعهد مثلها قبله فإن أمته يقتلون الكفار في أقطار الأرض على تعاقب الأعصار وقد أوقعوا بهم من الملاحم ما لم تفعله أمة سواهم .
نبي الرحمة
وأما نبي الرحمة فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين فرحم به أهل الأرض كلهم مؤمنهم وكافرهم أما المؤمنون فنالوا النصيب الأوفر من الرحمة وأما الكفار فأهل الكتاب منهم عاشوا في ظله وتحت حبله وعهده وأما من قتله منهم هو وأمته فإنهم عجلوا به إلى النار وأراحوه من الحياة الطويلة التي لا يزداد بها إلا شدة العذاب في الآخرة .
الفاتح
وأما الفاتح فهو الذي فتح الله به باب الهدى بعد أن كان مرتجا وفتح به الأعين العمي والآذان الصم والقلوب الغلف وفتح الله به أمصار الكفار وفتح به أبواب الجنة وفتح به طرق العلم النافع والعمل الصالح ففتح به الدنيا والآخرة والقلوب والأسماع والأبصار والأمصار .
الأمين
وأما الأمين فهو أحق العالمين بهذا الاسم فهو أمين الله على وحيه ودينه وهو أمين من في السماء وأمين من في الأرض ولهذا كانوا يسمونه قبل النبوة الأمين .
الضحوك القتال
وأما الضحوك القتال فاسمان مزدوجان لا يفرد أحدهما عن الآخر فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ولا غضوب ولا فظ قتال لأعداء الله لا تأخذه فيهم لومة لائم .
البشير
وأما البشير فهو المبشر لمن أطاعه بالثواب والنذير المنذر لمن عصاه بالعقاب وقد سماه الله عبده في مواضع من كتابه منها
قوله : وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ - سورة الجن آية 20
وقوله : تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ - سورة الفرقان آية 1
وقوله : فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى - سورة النجم آية 10
وقوله : وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا - سورة البقرة آية 23
وثبت عنه في الصحيح أنه قال أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وسماه الله سراجا منيرا وسمى الشمس سراجا وهاجا .
المنير
والمنير هو الذي ينير من غير إحراق بخلاف الوهاج فإن فيه نوع إحراق وتوهج .
المراجع
من كتاب زاد المعاد في هـدي خـير العـباد
المؤلف : شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب
بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي المشهور بـ ابن قيم الجوزية
جزاه الله و علماء المسلمين جميعا خيرا و رزقه صحبة نبيه في الجنة

مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد