الثلاثاء، 21 يونيو 2011

معركة بروزة البحرية

4 جمادى الأولى 945هـ ـ 28 سبتمبر 1538م


يعتبر عهد السلطان العثماني سليمان القانوني هو العهد الذهبي للدولة العثمانية، التي بلغت أوج قوتها واتساعها، حيث امتدت أملاكها في ثلاث قارات [ولم يكن قد علم سواها وقتها]، وذلك بفضل الله عز وجل أولاً ثم وجود مجموعة من القادة الأكفاء الأبطال، مع وجود روح جهادية كبيرة بين صفوف الجيش العثماني، ولقد كانت أوروبا وقتها تعاني حالة مضطربة من الصراع وذلك على عدة مستويات من أهمها الصراع العنيف بين فرانسوا الأول ملك فرنسا وشارلكان إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة [تشمل إسبانيا والبرتغال وألمانيا وهولندا والنمسا ومعظم إيطاليا والأراضي المنخفضة من أوروبا].
ولقد استفاد السلطان سليمان من هذا الخلاف القائم، واستغله لخدمة الإسلام والمسلمين، إذ وافق على طلب فرانسوا الأول بالتحالف فيما بينهما على شارلكان الذي كان من ألد أعداء الإسلام، وقد كلّف سليمان القانوني قائد الأسطول العثماني «خير الدين بربروسا» البطل العظيم بالتوجه إلى مدينة «مارسيليا» الفرنسية الساحلية وجعلوها قاعدة انطلاق على إسبانيا وإيطاليا حسب المعاهدة مع فرنسا، وهناك انضم الأسطول الفرنسي مع الأسطول العثماني، وكان أول عمل قام به «خير الدين» أن هاجم مدينة «نيس» وطرد حاكمها «دوق سافوا» وانتزاعها من الحكم الإسباني وإعادتها لملك فرنسا، مما جعل فرانسوا يطير فرحًا ويكافئ «خير الدين» بمنحه ميناء «طولون» ليكون قاعدة خالصة للأساطيل العثمانية المسلمة، وأمر سكان المدينة بمغادرتها وتركها في أيدي المسلمين، واتفق فرانسوا مع خير الدين على أن تكون الضربة القادمة ضد البنادقة في جنوب إيطاليا.
أثار هذا العمل ثائرة الصليبية العالمية وحلت على فرانسوا اللعنات من كل مكان وزاد الضغط الشعبي والدعائي ضده داخل فرنسا وأوروبا، إذ كيف يحالف المسلمين على بني دينه ويمنحهم بلاده، وتحت الضغوط الداخلية والخارجية نقض فرانسوا عهده مع العثمانيين، ووقع معاهدة نيس مع شارلكان في المحرم سنة 945هـ، وبموجبها يتخلى فرانسوا عن حلفه مع العثمانيين، على أن يكف شارلكان عن تهديداته له باحتلال جنوب فرنسا.
وفي هذه الفترة كان «خير الدين» يجهز أسطوله للهجوم على الجزر الإيطالية التابعة للبندقية، وكان من المتوقع أن ينضم إليه الأسطول الفرنسي، ولكنه فوجئ بانسحاب الأسطول الفرنسي، وأصبح خير الدين وحده قبالة الأسطول البندقي وحليفه الأسطول الإسباني، وكان الأسطول العثماني مكونًا من 112 سفينةو 22 الف جندي والأسطول الصليبي مكون من 600 سفينة بقيادة اندريا دوريا 60 الف جندي ، ومع ذلك أصر «خير الدين» على مواصلة غزوه لهذه الجزر، ويوم 4 جمادى الأولى سنة 945هـ ـ 28 سبتمبر 1538م، انقض الأسطول العثماني على الأسطول الصليبـي رغم الفارق المضاعف بينهما عند جزيرة بروزة،وكان الهجوم مباغة انهي المعركة في 5 ساعات  وحقق المسلمون نصرًا عظيمًا حطموا به معظم الأسطول البندقي وبعض الأسطول الإسباني الذي فر من ميدان القتال بعدما رأى التفوق العثماني

بن حميدو أمير البحار الإسلاميــــــة الجزائريـــــة

أمير البحار الإسلاميــــــة الجزائريـــــة

( حميدو ) رئيس ( رحمه الله )
الريس حميدو
* اسمــه ومـولـده ونـشـأتــــه *
- هو محمد بن علي الملقب بحميدو . ولد في حي القصبة ( الجزائر العاصمة ) سنة 1770، وقيل ( 1773م ) ،كان أبوه خياطا بسيطا ومعروفا عند أهل القصبة ، وهو من عائلة جزائرية تعود جذورها إلى مدينة يسر . ويسر هي عاصمة إمارة الثعالبة في القرن الرابع عشر الميلادي ، والثعالبة قبيلة عربية تعود في نسبها إلى بني ثعلبة بن بكر بن وائل إحدى قبائل ربيعة بن نزار .


- لم يكن الطفل حميدو مهتما بحرفة أبيه بل كان معجبا بالقصص و الحكايات التي يسمعها عن رياس البحر في ذلك الوقت و يوما قال لأبيه :" .. سأصبح رئيسا للبحر عندما اكبر .." لكن والده أجابه بأنه لا يستطيع أن يصبح قائد أسطول لأنه جزائري و ليس تركي ( حيث كان الشائع منذ وطأت أقدام آل " آل بربروس العظام " أن الأتراك هم الذين يتولون المناصب الهامة في البحرية ) .


حميدو أمير البحرية الإسلامية الجزائرية

- عشق ( حميدو ) البحر وتوجه إليه منذ صغره فكان يتردد على السفن و يشارك البحارة في رحلاتهم مثل الرايس شلبي الذي أعجب بشجاعته و بحنكته الفريدة .

- قدر عدد البحارة الجزائريين في عهد الرايس حميدو أشهر قادة البحرية الجزائرية إلى أكثر من 130 ألف بحار، ومن أشهر السفن الحربية الجزائرية وقتها ( رعب البحار، مفتاح الجهاد، المحروسة ) وغيرها .


- سطع نجم البحرية الإسلامية الجزائرية في ذلك الوقت وتمكن الأسطول الجزائري من الوصول بعملياته إلى اسكتلندا والمحيط الأطلسي ، حيث قتل الرايس حميدو سنة 1815 في معركة مع البحرية البرتغالية والأميركية .


حميدو أمير البحرية الإسلامية الجزائرية

* الريس حميدو أميرا للبحر *

- في سن الخامسة و العشرين أصبح حميدو رايس وترقى من بحّار إلى ضابط ، ثم إلى أمير للبحر وأصبح يقود أسطولا في مياه مرسى وهران .


- كان صعود الرايس حميدو وتسيّده على إمارة البحرية الجزائرية يتوافق مع قيام الثورة الفرنسية ومجيء نابليون للحكم ، وما أعقبه من فوضى عارمة في أوروبا ، تمكن خلالها الرايس حميدو من انتهاز هذه الفرصة لتقوية الأسطول الجزائري .


- في إحدى معاركه البحرية استطاع أن يستولي على واحدة من أكبر سفن الأسطول البرتغالي وهي سفينة «البورتقيزية» المزودة بـ 44 مدفعا وعلى متنها 282 بحارا.


- ثم أضاف إليها سفينة أميركية هي «أمريكانا» ، هذا بالإضافة إلى سفينته الخاصة ، وأصبح أسطوله الخاص هذه السفن الثلاث ، ومن أربعة وأربعين مدفعا فرضت سيادتها على البحر لأكثر من ربع قرن .


حميدو أمير البحرية الإسلامية الجزائرية
* أميركا تدفع الضريبة للجزائر " يا لعزة الإسلام " *
- في زمن قيادته للبحرية
الجزائرية فرض الرايس حميدو ضريبة على الولايات المتحدة. فبعد أن نالت أميركا استقلالها عن بريطانيا بدأت السفن الأميركية ترفع أعلامها لأول مرة اعتبارا من سنة 1783م، وأخذت تجوب البحار والمحيطات.

وقد تعرض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة، فاستولوا في يوليو 1785م على إحدى سفنها في مياه ( قادش ) ، بعد ذلك استولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تابعة للولايات المتحدة الأميركية وساقوها إلى السواحل
الجزائرية .


- نظرا ولحداثة استقلال الولايات المتحدة ولعدم امتلاكها قوة بحرية رادعة ، فقد كانت عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية ، لذا فقد اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في 5 سبتمبر 1795م ، تدفع بموجبها واشنطن مبلغ ( 62 ألف دولار ذهبا ) للجزائر لقاء حرية المرور والحماية لسفنها في البحر المتوسط ، وتضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية .


- تعد هذه الوثيقة من الوثائق النادرة والفريدة ، فهي تعد المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنكليزية التي وقعت عليها الولايات المتحدة الأميركية منذ تأسيسها حتى اليوم ، وفي الوقت نفسه تعد هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية ، وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة أسراها ، وضمنت عدم تعرض البحارة الجزائريين لسفنها .


* الـحـرب مـع أمـيـركـــــا " لا تستغربوا الإسم " *
- عندما جاء الرئيس جيفرسون إلى الحكم رفض دفع الضريبة المقررة ، لذا فقد قامت
البحرية الجزائرية بالرد والاستيلاء على السفن الأميركية العابرة للبحر المتوسط .


حميدو أمير البحرية الإسلامية الجزائريةالرئيس الأميركي جيفرسون
- على اثر ذلك أرسلت الولايات المتحدة الأميركية قطعة بحرية إلى البحر المتوسط لأجل الانتقام للهجمات التي تعرضت لها سفنها في سنة 1812، وكانت هذه القطعة بقيادة ( كومودور دوكاتور ) ، وكان من المهام المكلف بها هذا القائد إجبار الجزائريين على تقديم اعتذار للولايات المتحدة واسترجاع الأسرى الأميركيين وإنهاء دفع الضريبة المفروضة على السفن الأميركية في البحر المتوسط والسماح لها بحقوق الزيارة .

حميدو أمير البحرية الإسلامية الجزائرية

* وفــــاتـــه ( رحمـه الله ) *
- من أجل ذلك أرسل الرئيس الأميركي بعض سفنه للقضاء على الرايس الكبير، ونشبت معركة كبرى بين قطع الأسطول الأميركي تسانده بعض قطع الأسطول البرتغالي على قول بعض المصادر ضد الأسطول الإسلامي . وبالرغم من تفوق السفن
الجزائرية ، فإن قذيفة مدفع قوية أصابت الرايس حميدو مما أدى إلى مصرعه . وكان ذلك في يوم ( 16 يونيو 1815) ، وأمّ حاكم البلاد حينها الداي ( عمر باشا ) شخصيا صلاة الغائب التي أداها الجزائريون على روح بطلهم الرايس حميدو، وأعلن الحداد في كل أنحاء الجزائر لمدة ثلاثة أيام .


* تخليدا لذكرى أمير البحار الإسلامية الرايس حميدو *
- في قلب العاصمة الجزائرية ، وتحديدا في ساحة الشهداء ينتصب تمثال شامخ لواحد من أشهر ربابنة البحر الجزائريين .. إنه الريس حميدو بن علي ، احد امهر رؤساء البحر الجزائريين ، الذي فرض السيطرة الجزائرية على البحر المتوسط وأرغم الدول الأوروبية على دفع إتاوات وضرائب لضمان حق المرور في البحر المتوسط .


حميدو أمير البحرية الإسلامية الجزائرية
تمثال الريس حميدو بالجزائر العاصمة


- ورغم أن الريس حميدو مشهور في التاريخ الجزائري ، وهناك ضاحية في غرب العاصمة الجزائرية تحمل اسمه ، إلا أن الكثيرين في العالم العربي يجهلون سيرة هذا الربان الجزائري الشجاع .
- وتقديرا لهذا المجاهد الكبير قام السلاح البحري الجزائري بإطلاق أسمه على إحدى الفرقاطات البحرية الهامة في سلاح البحر الجزائري ، والمسلحة بـ 16 صاروخ ، ويسيرها 60 ضابط وبحار .

حميدو أمير البحرية الإسلامية الجزائرية
البارجة الحربية ( 801 ) الريس حميدو في حوض الصيانة في روسيا


* الريس حميدو في التاريخ *

سيظل الريس حميدو

مثالا رائعا وخالدا لأبطال الأمة الإسلامية

مثالا ينطق بالبطولة

ويعرف معنى الفداء

مثالا يفوح بعطر الجهاد

والبذل والعطاء من اجل هذا الدين

مثالا للمجاهدين العظماء الذين باعوا الثمين بلا ثمن وغدوا وأصبحوا بلا وطن

جزاه الله عنا وعن الإسلام خيرا

" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "

حميدو أمير البحرية الإسلامية الجزائرية

نسأل الله عز وجل أن يتقبلنا وهذا البطل الضرغام في الشهداء إنه ولي ذلك والقادر عليه

* وما أروع الخاتمة وما أفضلها من خاتمة *
هكذا كانوا & وهكذا كنا

مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد