الخميس، 21 يوليو 2011

الاستعداد لرمضان 4 - الاحتساب


نتحدث اليوم عن عمل يغفل عنه الكثير وهو من اعمال القلوب التي لها فوائد لاتحصي ولا تعد في تحصيل الثواب والاجر من الله عز وجل الا وهي الاحتساب , الا تسمع قول رسول الله صلي الله عليه وسلم " من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" ومن قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . وقول رسول الله صلي الله عليه وسلممن اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا ، وكان معه حتى يصلى  عليها ، ويفرغ من دفنها ، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين ، كل قيراط مثل أحد ، ومن صلَّى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط [ واحاديث اخري كثيرة تكلمت علي شرط الايمان والاحتساب فما هو الاحتساب 
حتي نحصل الاجر 
الاحتساب هو أن تنوي وتطلب الثمرات التي تُرجى عند القيام بالعمل الصالح ، وهذا - بطبيعة الحال - يكون محله القلب لا اللسان ، فتهفو النفس ، ويتطلع القلب ، ويعزم على نيل هذه المطالب العظيمة من وراء هذا العمل الصالح .

ولناخذ معنا بعض الامثال ونتدرب علي الاحتساب وهو نية تحصيل الاجر والثمار من الطاعات ولنتدرب عليها كثيرا حتي تصبح جزء من حياتك اليومية والنية لاجراء العمل غير الاحتساب والاثنين محلهم القلب 
فلنبدا معا اول عمل 

 أداء صلاة الفجر في الجماعة
الاحتساب في صلاة الفجر النوايا بتحصيل الثواب والثمرات الاتية من هذه الطاعات :

(1) الحفظ والعناية
قال ص : ] من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم [ [ رواه مسلم ]
أي فلا تتعرضوا لمن صلَّاه بشيء ولو يسيرا ، فإنَّكم إن تعرضتم يدرككم عذاب الله وعقوبته ، ولن تفوتوه ، بل سيحيط بكم من جوانبكم .
ولمَّا أمر الحجاجُ  سالمَ بن عبد الله بن عمر بقتل رجل ، قال سالم للرجل : أصليت الصبح ؟!
فقال الرجل : نعم . فقال له : انطلق . فقال له الحجاج : ما منعك من قتله ؟!
فقال سالم : حدثني أبي أنه سمع رسول الله r يقول : ] من صلى الصبح كان في جوار الله يومه[
فكرهت أن أقتل رجلا أجاره الله .
فقال الحجاج : لابن عمر أنت سمعت هذا من رسول الله r . فقال ابن عمر : نعم .
(2) أن تكون سببًا في دخولك الجنة .
عن أبي موسى   أن رسول الله ص قال : ] من صلى البردين دخل الجنة [ [متفق عليه ].

(3) سبب للعتق من النار ( وأنت في زمان العتق فانتبه )
قال r : ] لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني الفجر والعصر[ [ رواه مسلم ]
(4) مغفرة الذنوب يوم القيامة باستغفار الملائكة لك .
قال ص: ] تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر،  فيجتمعون في صلاة الفجر فتصعد ملائكة الليل وتثبت ملائكة النهار ، ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار ، وتبيت ملائكة الليل ، فيسألهم ربهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : أتيناهم وهم  يصلون ، وتركناهم وهم يصلون ، فاغفر لهم يوم الدين [ [ رواه ابن خزيمة في صحيحه ]

جلسة الذكر بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس .

واحتسب :

(1) أجر عمرة وحجة
قال r : ] من صلَّى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال قال رسول الله r : تامة تامة تامة [ [ رواه الترمذي وقال : حسن غريب وحسنه الألباني (464) في صحيح الترغيب ]
(2) أن يعتق الله رقبتك من النار بعتقك للرقاب
قال r : ] لأن أقعد أصلي مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا [ [ رواه أبو داود وحسنه الألباني (465) في صحيح الترغيب ]
وفي رواية ابن أبي الدنيا قال : ] أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس [
وقال r : ] لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق رقبتين من ولد إسماعيل [ [ رواه أحمد وحسنه الألباني (466) في صحيح الترغيب ]
(3) التقوّت للقلب والروح .
قال ابن القيم :  وحضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم التفت إليَّ وقال : هذه غدوتي ، ولو لم أتغد الغداء سقطت قوَّتي أو كلاما قريبا من هذا .
وقال لي مرة : لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها ؛ لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر أو كلاما هذا معناه . [ الوابل الصيب ص (63) 




 اذا صليت الضحي احتسب الاتي في صلاتها 
(1) أجر عمرة .
قال r : ] ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر [ [ رواه أبو داود وحسنه الألباني (320) في صحيح الترغيب ]
(2) أن يكون لها بها بيتًا في الجنة
قال r : ] من صلى الضحى أربعا و قبل الأولى أربعا بني له بيت في الجنة [ [ رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني (6340) في صحيح الجامع ]
(3) الامتثال لوصية رسول الله .
عن أبي هريرة t قال : قال r : أوصاني خليلي r بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أرقد . [ متفق عليه ]
(4) التصدق عن جميع أعضاء البدن .
قال r : ] يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة،  وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتين يركعهما من الضحى [ [ رواه مسلم ]
(5) الغنيمة العظيمة
بعث رسول الله r سرية فغنموا وأسرعوا الرجعة فتحدث الناس بقرب مغزاهم وكثرة غنيمتهم وسرعة رجعتهم فقال رسول الله r :
] ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى ، وأكثر غنيمة ، وأوشك رجعة ، من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى فهو أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة [ [ رواه أحمد وقال الألباني: حسن صحيح (668) في صحيح الترغيب ]
(6) وحفظ من الله ورعاية
قال r : ] إن الله عز وجل يقول : يا ابن آدم اكفني أول النهار بأربع ركعات أكفك بهن آخر يومك [ [رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحدهما رجال الصحيح وصححه الألباني (671) في صحيح الترغيب ]
(7) وأن تكتب عند الله من الأوابين ، وحينها أبشر بالمغفرة ، والتحلي بحلية الأنبياء
قال r : ] لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب [ [ رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه وحسنه الألباني (676) في صحيح الترغيب ] .
قال تعالى : ] رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا [ [ الإسراء : 25 ] ....... قال تعالى : ] وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ [ سورة ص : 17 ]
قال تعالى : ] وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ [سورة ص :30]

واجب عملي 
1- عند اجراء كل عمل حاول احتساب ثمرات واجر متعدد من هذا العمل واجتهد في ذلك 
2- احتسب في الصلاة , والصيام, والاذكار , وصلة الارحام , والزيارات " الثمرات واكتبها" 
3- راسلنا بمجموعة احتسابات نتبادلها وسوف نكتب يوميا مجموعة من الاحتسابات 

الاستعداد لرمضان 3 الانفاق

رمضان شهر الجود والكرم
فمن الان درب نفسك علي الاخراج الصدقات والزكاوات والصدقات يوميا , تحسس الفقراء ولا ترد السائل ولو بنصف جنيه فضة اقتداء بسنة النبي صلي الله علية وسلم , وابدأ في تجهيز شنط رمضان لاخراجها , وكذلك حس اصدقائك علي الانفاق في سبيل الله فالدال علي الخير كفاعلة

كان النبي -ص- اجود من الريح المرسلة وهذا حال بعض اصحابه والسلف

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد الأرامل يستقي لهن الماء بالليل ، ورآه طلحة رضي الله عنه مرةً بالليل يدخل بيت امرأة ، فدخل إليها طلحة نهاراً ، فإذا هي عجوزٌ عمياءُ مقعدة ، فسألها : ما يصنع هذا الرجل عندك ؟ قالت : هذا مذ كذا وكذا يتعاهدني ، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى ! فقال طلحة : ثكلتك أمك يا طلحة ، أعوراتُ عمر تتبع !.
وكان أبو وائل رحمه الله يطوف على نساء الحي وعجائزهن في كل يوم ، فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن .

وخرج عبد الله بن المبارك رحمه الله مرةً إلى الحج ، فاجتاز ببعض البلاد ، فمات طائرٌ معهم ، فأمر بإلقائه على مزبلة هناك ، وسار أصحابه أمامه ، وتخلف هو وراءهم ، فلما مرَّ بالمزبلة إذا جاريةٌ قد خرجت من دار قريبة منها ، فأخذت ذلك الطائر الميت ، ثم لفَّته ، ثم أسرعت به إلى الدار ، فتبعها وجاء إليها فسألها عن أمرها وأخذِها الميتة ؟!.

فقالت : أنا وأخي هنا ليس لنا شيءٌ إلا هذا الإزار ، وليس لنا قُوتٌ إلا ما يُلقى على هذه المزبلة ، وقد حلَّت لنا الميتة منذ أيام ، وكان أبونا له مال ، فظُلِم ، وأُخِذَ مالُه وقُتل !!.

لقد أمر برد أحمال القافلة ، وقال لوكيله الذي معه المال : كم معك من النفقة ؟ قال : ألف دينار . فقال : عُدَّ منها عشرين ديناراً تكفينا للرجوع إلى مَرْو ( بلدته ) ، وأعطها الباقي ، فهذا أفضل من حجنا هذا العام ، ثم رجع .

وكان حسَّانُ بن سعيد المنيعي رحمه الله قد عمَّ الآفاق ببرِّه وخيره ، وكان من جملة ذلك أنه كان يكسو في كل شتاء نحواً من ألف نفس . رحمه الله وألبسه من حلل الجنة .

وكان زبيد بن الحارث التابعي رحمه الله إذا كانت ليلة مطيرة طاف على عجائز الحي ، ويقول : ألكم في السوق حاجة ؟ .

مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد