الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

اسم الله الصمد

السلام عليكم ورحمة الله

" مع اسم من اسماء الله الحسني التي تمر علينا في اليوم اكثر من 10 مرات قرائه ومن الممكن الا ننتبه الي معناه الا وهو الصمد "

" ارجو الدعاء بظهر الغيب والمتابعة ان شاء الله " بعد معرفة الاسم ستعرف انك في دعائك يجب الا يخلو دعاء من الالحاح بهذا الاسم

 

معنى الصمد وأقوال العلماء فيه

وقوله تعالى: { اللَّهُ الصَّمَدُ } [الإخلاص:2]: أما (الصمد) ففيها عدة أقوال: القول الأول: أن (الصمد) الذي يصمد إليه الخلق لقضاء حوائجهم، -أي: يتجه إليه الخلق- ولدفع الضر عنهم، ولجلب الخير لهم.

 

القول الثاني: أن (الصمد) هو السيد الذي انتهى إليه السؤدد، أو الذي انتهت إليه السيادة في كل شيء، فهو الكريم الذي إليه المنتهى في الكرم، والرحيم الذي إليه المنتهى في الرحمة، والحليم الذي إليه المنتهى في الحلم، والغني الذي إليه المنتهى في الغنى، وانتهى إليه السؤدد في كل شيء، وانتهت إليه السيادة في كل شيء.

القول الثالث: أن المراد بـ(الصمد) الذي { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ } [الإخلاص:3-4].

القول الرابع: أن المراد بـ(بالصمد): المُصْمَد الذي لا جوف له، وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( لما خلق الله آدم جعل إبليس يطيف به ) يعني: يدور حول آدم، ينظر! ما هذا المخلوق الجديد؟! ( فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك )، أي: يسقط سريعاً، وأيُّ شيء يسقطه بسرعة.

فمن العلماء من قال: إن (الصمد): الذي لا جوف له.

ومن العلماء مَن قال: (الصمد) يحمل هذه المعاني كلها: ·فهو سبحانه السيد الذي انتهت إليه السيادة في كل شيء.

·وهو سبحانه الصمد الذي يصمد إليه الخلق لقضاء حوائجهم.

·وهو سبحانه الذي { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ } [الإخلاص:3-4].

 

سلسلة التفسير " مصطفي العدوي"

 

وقيل: في معنى الصمد أنه الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها ، وهذا من لوازم غناه وفَقْر العباد { * يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) } (1) وجاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: الصمد هو السيد الكامل في سؤدده ، والغني الكامل في غناه ، والحكيم الكامل في حكمته إلى آخر ما ورد، يعني الصمد هو الكامل في جميع صفات الكمال، فهذان اسمان من أسمائه الحسنى ذُكِرا على وجه التعيين وبالتفصيل والتنصيص عليهما فهذا من الإثبات المفصل.

هذا إثبات مفصل { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) } (2) لم يلد ، ردٌّ على كل من نسب الولد إليه من اليهود والنصارى والمشركين والفلاسفة وغيرهم. { لَمْ يَلِدْ } (3) في هذا إبطال لما نسبه إليه المفترون. { وَلَمْ يُولَدْ (3) } (4) وإن لم يقل أحدٌ من الطوائف المقِرَّة بوجوده -سبحانه- لا أعلم بأن أحدًا قال: بأنه وُلِد لكن لمَّا ورد… لما نفى الله الولد عنه ونفى الولادة اقتضى ذلك -والله أعلم- نفي الولادة عن الله نفي أن يكون له والد: { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) } (5) فإنه -تعالى- -كما سيأتي- الأول الذي ليس قبله شيء فلا بداية لوجوده والمولود محدَث وهو جزء من والده والله -سبحانه وتعالى- صَمَد لا تَجَزّأ في ذاته { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (4) } (6) لم يكن له أحد نظيرًا ليس له ناظر وهذا النفي يتضمن نفي الولد والوالد والكفو يتضمن كمال أحديته وصمديته.

لما أثبت لنفسه أنه الأحد الصمد أكَّد ذلك بنفي الولد والوالد والكفؤ إذًا هذا نفي متضمن لإثبات كماله

" شرح البراك للواسطية "

 

اللَّهُ الصَّمَدُ? هذا مبتدأ الله ، خبره الصمد ، ويقول علماء البلاغة إن الخبر إذا جاء معرفا بالألف واللام فإنه يقتضي الحصر ?اللَّهُ الصَّمَدُ? يعني الذي ليس صَمَد إلا هو ?اللَّهُ الصَّمَدُ? يعني الله الذي لا يستحق الصمدية إلا هو ، ?اللَّهُ الصَّمَدُ? يعني هو الذي قُصِرت عليه وحُصِرت فيه معاني الصمدية على وجه الكمال ، وأما البشر فإنهم يقال عنهم فلان صمد ، فلان صمد إذا كان يُصمَد إليه ـ ويأتي معنى ذلك إن شاء الله تعالى .

إذن فقوله ?اللَّهُ الصَّمَدُ? فيها حصر الصمدية ، حصر الصمْد في الله جل وعلا ، فالله من أسمائه (الصمد) فما معنى (الصمد) ؟

المفسرون من السلف اختلفوا في تفسيرها على قولين مشهورين وكل قول فيه تفاصيل وأيضا القول منهما يدل على الآخر بنوع من الدلالة .

- أما القول الأول فهو أن (الصمد) هو الذي لا جوف له ، (الصمد) كما فسرها ابن مسعود ورويت عنه موقوفة ومرفوعة أيضا لكن لا يصح المرفوع وأيضا رويت عن ابن عباس وعن جماعة من مفسري السلف بأن (الصمد) الذي لا جوف له ، وهذا بمعنى أنه لا يتخلل ذاته جل وعلا شيء بل هو جل وعلا واحد بالذات . والمخلوقات غير الملائكة لها جوف يدخل فيها ما يدخل ويخرج منها ما يخرج ويلدون ويحمل منهم من يحمل ويلد من يلد ويأكلون ويشربون ويتغوطون وهذه كلها من صفات النقص ، ولهذا فسرها بعضهم بأن (الصمد) الذي لا يأكل ولا يشرب .

- وقال بعضهم (الصمد) تفسيره ما بعده وهو قوله ?لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ? وهذه كلها في المعنى واحدة وهو أن (الصمد) الذي لا جوف له لأن الأكل والشرب يحتاج إلى جوف يمر فيه ، وكذلك الولادة يحتاج أن تخرج من جوف والله جل وعلا (صمد) ?اللَّهُ الصَّمَدُ? هذا هو المعنى الأول، وهذا قال ابن قتيبة وابن الأنباري هذا مأخوذ من (الصَمَت) بالتاء ، فكأن الدال هنا في قوله (الصمد) مبدلة من التاء ، من الصمْت أو المُصمَت من الشيء المصمت وهو الذي لا شيء في داخله ، قالوا الدال مبدلة من التاء ، وهذا رده شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقال ليس هذا بوجيه بل الأولى أن يحمل هذا على الاشتقاق الأكبر وهذا صحيح ، لأن (الصمد) والصَمَت يعني المُصمَت و (الصمد) بينهما اشتقاق أكبر ، فبينهما اتصال في المعنى ..

- أما القول الثاني وهو أيضا مروي عن ابن عباس وجماعة كثير من المفسرين من السلف فمن بعدهم أن (الصمد) هو الذي كَمُلَ في صفات الكمال وهو الذي يستحق أن يُصمَد إليه في الحوائج يعني يُسأل ويُطلب ويرغب فيما عنده وهو الذي يأتي بالخيرات وهو الذي يدفع الشرور عن من يَصمِد إليه ، وهذا مروي من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس في صحيفة التفسير الصحيحة المعروفة حيث قال (الصمد) هو السيد الذي كمل في سؤدده ، الشريف الذي كمل في شرفه ، العظيم الذي كمل في عظمته ، الحليم الذي كمل في حلمه ، العليم الذي كمل في علمه .

يعني أن (الصمد) هو الذي اجتمعت له صفات الكمال .

وعلى هذا هو الذي يُصمَد إليه يعني يُتوجه إليه بطلب الحوائج إما بجلب المسرات أو دفع الشرور والمضرات ، وهذا معروف من جهة الاشتقاق ، من جهة الصَّمْد ، صَمَدَ إلى الشيء بمعنى توجه إليه وقد جاء في السنن (أن النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ كان إذا صلى إلى عمود أو إلى سارية لم يَصْمُدْ إليه صَمْدا وإنما جعله عن يمينه أو عن يساره) وهذا الحديث استدل به شيخ الاسلام في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم في موضع وفي إسناده ضعف لكن المقصود هنا من الشاهد اللغوي ، كان لا يصمد له بمعنى لا يتوجه إليه صمدا ، يتوجه إليه دون غيره بمعنى يكون مقابلا له متوجها له دون ما سواه .

وهذا إنما هو لله جل وعلا ، أما المخلوق فإنه وإن صُمِدَ إليه بمعنى إن تُوُجِّه إليه في الحاجات فهو أيضا يحتاج إلى أن يصْمُد وأن يَصْمِد إلى غيره ، أما الله جل وعلا فهو الذي كملت له أنواع الصمود وهو أنه الذي لا يستغني شيء عن أن يتوجه إليه وعن أن يصمِد إليه ، وهو جل وعلا مستغنٍ عن أن يَصْمِد إلى شيء ، ولهذا فسرها من فسرها من السلف قال (الصمد) هو المستغني عما سواه الذي يحتاج إليه كل ما عداه ، فسرت (الصمد) بذلك وهذا يعني أن الصمدية راجعة إلى صفة الله أولا ثم إلى فعل العبد ، ذن على هذين التفسيرين يكون قوله ?اللَّهُ الصَّمَدُ? فيها صفة الله جل وعلا ـ القول الأول - والثاني فيها أنواع صفات الله جل وعلا لأن معنى (الصمد) السيد الذي قد كمل في سؤدده الشريف الذي كمل في شرفه يعني (الصمد) من كملت له صفات الكمال ، وهذا ثابت في حق الله وأيضا على هذا يكون (الصمد) الذي يُصمَد إليه في الحوائج ، فيكون على هذا التفسير يكون قد جمعت كلمة (الصمد) بين توحيد الأسماء والصفات وبين توحيد الألهية ، لأن الذي يُصْمَد إليه وحده في الحوائج يُرغب إليه وحده يُطلب منه السؤال وحده يُحتاج إليه وحده ، هو (الصمد) وهو الله جل وعلا ، وفي هذا رد على المشركين الذين ألهوا غير الله أو وصفوا الله جل وعلا بصفات النقص من اليهود والنصارى والمشركين ومن شابههم .

قال هنا ?اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ? ، ما قبلها وهي كلمة (الصمد) ذكرت لكم أن منهم من فسرها بما بعدها وهي قول ?لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ?

كتاب قسم العقيدة

 

 


مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد