الجمعة، 16 أكتوبر 2009

الشهيد يوسف

حسبنا الله ونعم الوكيل

 

وعذرا ياخواننا والله من قتله نتبرأ منه ومن قادته الي يوم القيامه ومن افعالهم

فلو كان منهم ما سكتوا ولظهر المنافقين هنا وهناك يتحدثون عن المليشيات وما شابه

 


حكاية معاناة ورحلة عذاب وألم طويلة

اضع بين ايديكم ماذا يحدث في السجون المصرية لاخوان لنا وليسوا يهود وذلك بعد اسنتشهاد المجاهد يوسف ابوزهري الاخ ليوسف ابوزهري المتحدث باسم حماس " وحسبنا الله ونعم الوكيل " في كل ظالم خائن بائع وطنه ودينه من اجل اليهود الملاعين

 

حكاية معاناة ورحلة عذاب وألم طويلة
- الأسير المحرر . رمزي حميد

 

القائد القسامي رمزي رمضان حميد المحرر من السجون المصرية

حكاية معاناة ورحلة عذاب وألم طويلة

خاص ـ القسام:

* لقد علمت أن أفضل نعمة من نعم الله على الإنسان بعد الإسلام "الحرية"..

* كنا معتقلين لا لشيء إلا لأننا مجاهدين..نقاتل العدو الصهيوني المحتل لأرضنا..

* كان الأمل خاليا منهم لأنهم كثيرا ما كانوا ينقضون عهودهم، وكان توكلي واعتمادي على الله -عز وجل-..

أجرى مراسل موقع القسام حواراً مطولاً مع القائد القسامي والأسير المحرر من السجون المصرية وفيما يلي نص الحوار:

 

في البداية..نريد أن نتحدث عن بداية المعاناة منذ الخروج من قطاع غزة، إلي أن وصلت إلي مرحلة الاعتقال..مع وصف كيفية الاعتقال من قبل جهاز "أمن الدولة المصري" ؟

 

سبب خروجنا كان أن احد إخوانا المطلوبين للعدو الصهيوني أصيب، وكان بحاجة لعملية جراحية خطيرة ولم تتوفر الإمكانيات في غزة لإجراء العملية، والخروج عن طريق معبر رفح (الذي كان ما زال تحت السيطرة الصهيونية في تلك الفترة) بطريقة رسمية غير ممكن لأنه أحد المطلوبين.

فبالتالي لجأنا للخروج عن طريق الأنفاق، وربنا يسر لنا الأمر، وجلسنا في القاهرة مدة "شهر واحد"، أجري فيها الأخ المصاب أول عملية من أصل ثلاث عمليات، ولا بد من مرور فترة زمنية بين العمليات، وكنا في القاهرة نعيش مطاردين ومتخفين بسبب ملاحقة (جهاز أمن الدولة) والذي كان شدد مطاردته وبحثه وتحريه عنا، وكانت هناك أنباء عن انسحاب صهيوني من غزة، فقلنا لبعضنا:" نعود إلى غزة لنرتاح من المطاردة،  ثم نعود للقاهرة بعد الانسحاب الصهيوني لإجراء العمليات الباقية ".

وأثناء دخولنا لمنطقة رفح المصرية الموجود بها النفق، حصل هناك اجتياح عسكري صهيوني موسع لمنطقة رفح الفلسطينية، الأمر الذي اضطرانا للانسحاب إلي منطقة أمنه  وتأجيل أمر عودتنا حتى ينتهي الاجتياح.

وفي فجر أحد الأيام فوجئنا بقوات أمن الدولة المصرية تحاصر المنزل الذي نسكن فيه، وتقتحم علينا المكان ونحن قائمون نصلي صلاة الفجر، فقطعنا صلاتنا، وقمنا بتثبيت ثلاثة من الضباط المقتحمين ولم يستطع الآخرين اقتحام المكان.

وقمنا على الفور بالاتصال بالقيادة وأخبرناهم بأننا محاصرون من قوات الأمن المصرية، ويوجد لدينا ثلاثة من الضباط الذين حاولوا اقتحام المنزل علينا، وصدر قرار سريع من القيادة أن لا نتخذ أي إجراء وستقوم هي بالاتصال في القيادة المصرية للاستفسار عن هذا الموضوع.

وصدر الأمر بالإفراج عن الضباط الثلاثة سريعا، والتزمنا به وتركناهم وحال سبيلهم، واستمرت الاتصالات بين قيادة الحركة والقيادة المصرية بخصوص ما يحدث،وبعد حصار استمر مدة ثلاثة أيام متتالية، تم خلالها إحاطتنا بحوالي 500 عسكري لديهم أوامر بتدمير المكان واقتحامه، وكنا خلالها مصرون على أن لا نسلم أنفسنا لأننا نعلم ما يدور في السجون المصرية من تفنن في التعذيب، وفضلنا الموت على الاعتقال، وحصل هناك اتفاق بين القيادة المصرية وقيادة الحركة على أن يتم رفع الحصار عنا وعدم المساس بنا وترحيلنا إما "لغزة أو للخارج" دون أن يتم اعتقالنا أو التحقيق معنا، في مقابل خروجنا من المنزل وتسليم أنفسنا، وعلى هذا الأساس سلمنا أنفسنا وتوجهنا معهم للقاهرة، وذلك في تاريخ 13/9/2004م، ومن هذا التاريخ بدأت فصول المعاناة والحكاية المرة الأليمة.

 

هل لك أن تصف وتوضح لنا هذه الفصول من المعاناة التي عشتها برفقة إخوانك في الزنازين المصرية ؟

 

البداية من القاهرة، حيث جلسنا في المقر الرئيس لجهاز (مباحث أمن الدولة) في غرف (شبيه بالزنازين) لمدة أسبوع كامل، قام خلالها وفد من الحركة برئاسة الأخ (خالد مشعل) بزيارتنا وتم طمئنتا على أن هناك وعد من القيادة المصرية بالإفراج عنهم قريبا.

وخلال هذه الأسبوع، حاولوا التحقيق معنا بطريق غير مباشرة "دردشة"، حيث كان يجلس معنا الضابط ويدعونا لشرب فنجان القهوة ويدردش معنا، وكان يسألنا أسئلة غير مباشرة، ونحن فهمنا هذا الأسلوب ولم نتعاطى معهم وقلنا " الاتفاق أن لا يتم استجوابنا أو التحقيق معنا ولن نتكلم معكم ".

بعد هذا بدؤوا بتضييق الخناق علينا في الزنازين التي كنا متواجدين فيها، مما زاد من حجم المعاناة، وجاء أيضا موعد العملية الثانية لأخينا المصاب، فطلبنا منهم أن يتم إرساله إلي المستشفي لإجراء العملية فرفضوا أن يخرجوه، فقمنا بالإضراب عن الطعام للضغط عليهم من اجل إخراج المصاب التي تدهورت صحته لإجراء العملية، وأمام إضرابنا المستمر وتدهور صحة أخينا المصاب، وافقوا على إرساله للمستشفى.

وبعد هذا الإضراب قاموا بالتفريق بيننا، وإرسال كل واحد منا إلي سجن في مناطق مختلفة، وقد تم ترحيلي إلي سجن الفيوم "ديمو" وهو معتقل سياسي كبير، جلست فيه مدة 94 يوم في التأديب "عزل انفرادي" ، وتم في أول يومين منع الماء عني بشكل كامل، حتى أنهم منعوا ماء الوضوء عني فاضطررت أن أتيمم.

 

لو تعطينا وصفا للزنزانة التي كنت مسجون بداخلها، وهل كانت هناك فترة -استراحة- تقضيها خارج الزنزانة ؟

 

الزنزانة التي سجنت فيها هي زنزانة ضيقة جدا لا تصلح للعيش الآدمي، يوجد بها فقط (جردل) من أجل قضاء الحاجة.ويوجد فقط ساعة واحدة أخرج فيها، أقوم فيها بالاستحمام وإفراغ (الجردل).

وبعد هذه ال 94 يوما، تم نقلي إلى قسم خاص بالجنائيين ومتعاطي المخدرات ووضعت فيه،

فقلت لهم: "أنا معتقل سياسي وليس جنائي وأطلب منكم نقلي"، ولكنهم رفضــوا وكان جواب الضابـط: "هذا المكان أفضل مكان لك".

وبعدها تم ترحيلي إلي سجن (طرة)، وقضيت به يوما في السجن الانفرادي، انتقلت بعده لسجن (مرج)، حيث التقيت فيه ببقية إخواني الذين اعتقلوا معي، وتم وضعنا في التأديب أيضا، حيث أنه بعد آذان المغرب لا تري شيئا، وتبقي دون كهرباء لا تري إصبعك من شدة الظلام، وأبدلونا بالزجاجة بدلا من الجردل لإفراغ الحاجة.

فقمنا بالاحتجاج وطلبنا نقلنا أو على الأقل إحسان معاملتنا، وتم رفض طلبنا بشدة وحزم، وفوجئنا بعد فترة أنهم جاءوا  بأخينا يردون وضعه معنا في هذه الزنزانة، فرفضنا رفضا شديدا، وطلبنا نقلنا لمكان آخر أو أننا سنضرب عن الطعام، واستجابوا هذه المرة لنا وتم نقلنا لمكان واسع.

وبعد هذا تم نقلنا إلي سجن (أبو زعبل) المشهور، حيث أن كل شي فيه معدوم، ولا يصلح للاستخدام البشري، فقمت باستخدام المشط كسكين أقوم بتقطيع البصل والطعام به، لكن تمت مصادرته منا، مما اضطرنا إلي تقطيع البصل والطعام بأيدينا.

وجاء القرار بالإفراج عن الأخ المصاب وأخ آخر وتم ترحيلهم إلى خارج البلاد،وبقيت أنا وأخوين هما الأخ (معتصم القوقا)، والأخ (إسماعيل مطر)، وبدأنا نلمس ونشاهد المعاناة في (أبو زعبل)، حيث لا يفتح الباب علينا إلا مرة واحدة في اليوم في الساعة (الرابعة مساءا) يدخل فيها (الخبز) فقط، حتى أننا لم نري الشمس لمدة تزيد عن (سنة وسبعة أشهر).

 

وجاء وفد من قيادة الحركة لزيارتنا، وقالوا أن هناك مباحثات جادة للإفراج عنا، وجاءوا بعد بأسبوع وهم يحملون جوازات السفر، ولكن القيادة المصرية أخلفت وعدها مرة أخرى وتم منعنا من الخروج من السجن.

في هذه الفترة عمل والد (معتصم القوقا) تتظلم للمحكمة وأنا كذلك، وكان التهمة الموجهة لنا هي (الانتماء لمنظمة معادية إرهابية متشددة خارج البلاد، والعبث بأمن الدولة) وصدر قرار المحكمة بالإفراج عنا، وتبرئتنا من هذه التهمة، لكنهم قاموا بأخذنا مرة أخرى إلي (جهاز أمن الدولة) في القاهرة، وأعادونا بكتاب اعتقال جديد، بتهمة جديدة ملفقة وهي (حيازة المخدرات).

وفي هذه المرة عدنا إلي سجن (مرج) ووجدنا فيه الأخ القائد القسامي (نهرو مسعود)، والذي كان يعاني من وضع الصحي سيء جدا جدا جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له، وقضينا في هذا السجن مدة عشر أشهر، وجاء خبر أن هناك (منظمة لحقوق الإنسان) سوف تقوم بزيارة للسجن، فتم ترحيلنا على الفور إلي سجن (أبو زعبل الانفرادي).

 

هل كان لديك أي تــواصل وأنت داخل السجن مع الأهـــل والأبنـاء والأصدقـاء، هل كانوا يزرونك؟

 

في أول عام من اعتقالي كنت ممنوعا من الزيارة منعا تاما، وجاءت زوجتي من (غزة) لزيارتي لكن السلطات المصرية لم تسمح لها، وفي السنة الأخرى تم التنسيق بين قيادة الحركة والقيادة المصرية وسمحوا لزوجتي بالزيارة، والتي كانت بصحبتها طفلتي الصغيرة.

ولك أن تتخيل الموقف، أب يشاهد طفلته التي تركها وهي تبلغ من العمر 8 أشهر، لا يراها إلا وقد أصبح عمرها 3 سنوات، كان الموقف صعب جدا علي، لكنني قلت بقلب مطمئن (الحمد لله).

 

هل كانت لديكم أي وسيلة تتواصلون بها مع العالم الخارجي ؟ وكيف كنتم تقضون وقتكم ؟

 

نحن انقطعنا فترة طويلة مدة عام كامل لا نسمع فيها أخبار، ولا ندري أي شيء مما يحث في العالم الخارجي حيث لا يوجد تلفاز ولا راديو، وهناك أحداث كانت تحصل داخل السجن لم نكن نسمع بها أو نعلم عنها.

ولقد كنا نقضى وقتنا في قراءة القرآن والصلاة، والتناصح فيما بيننا، وكنا نجلس حلقة صغيرة ويقوم أحدنا بإلقاء موعظة على الشباب، وبرغم كل ما فعلوه بنا إلا أن عزيمتنا وإيماننا لم ينقص أو يتزعزع -بحمد الله.

 

هل لك أن تصف لنا كيف جاءك خبر الإفراج عنك؟ وهل كنت تتوقعه أو تنتظره في هذه الفترة ؟

 

كنت جالسا أقرا القرآن على الماء كرقية لأحد الأخوة المسجونين، فجاءني الضابط وقال لي: "رمزي لقد صدر قرار بالإفراج عنك".

في البداية لم أصدق الخبر لما عهدته على القيادة المصرية من عدم الوفاء بعهودهم ووعودهم، فقد عاهدونا ووعدونا كثيرا لكنهم كانوا في كل مرة ينقضون هذا العهد والوعد، وبالتالي لم أكن أرقب أو أنتظر فيهم أي أمل، بل كنت واضعا أملى في الله -عز وجل- وكنت في ريب من أمري، لكن حينما تأكد الخبر انتابتني مشاعر متناقضة، فقد شعرت بالفرحة وشعرت بالحزن والهم، فرحة بالإفراج عني، وحزن على إخواني الذين لا زالوا يقبعون في غياهب السجون، فلم تكن فرحتي كاملة.

 

ماذا كان شعورك عندما رأيت الشمس من جديد؟

 

بكل صراحة ... لم أصدق أنني محرر من الاعتقال والأسر، حتى حينما فتح الضابط بوابة المعبر "معبر رفح"و فوجئت بوجود عمي وأصدقائي، لم أصدق، صحيح أننا تعانقنا مع بعضنا البعض لكنني كنت في حالة من اللاوعي، انظر حولي غير مصدق ما أراه..هل حقا أنا الآن حر؟.. لا توجد جدران تعزلني؟.. ولا قيد يشل حركتي؟..ونظرت حولي في المنطقة التي أنا متواجد بها الآن-منطقة معبر رفح- بكل استغراب ودهشة دون أن أصدق نفسي، فهنا حينما خرجت وإخواني في عام 2004م، كان يتواجد العدو الصهيوني بجنوده وآلياته ودباباته ومواقعه الحصينة، والآن أرى الشباب الذين كان العدو يطاردهم ويقتلهم هم الذين يسيطرون على المعبر، وهم الذين يحكمون الأوضاع في غزة، والله إن هذا لشيء شرح قلبي جدا، ورفع من إيماني بأن الله تعالى معنا ولن يتخلى عنا، وأننا قاب قوسين أو أدني من نصر الله لنا على عدونا.

وحتى حينما وصلت لمنزلي يوم الخميس الموافق 29/4/2008م في مخيم جباليا لم اصدق نفسي بأنني بين أهلي وإخواني وأصدقائي، وبقيت على هذه الحال غير مصدق مدة ثلاثة أيام، وبعدها بدأت بالتأقلم وأشعرت نفسي بأنني حر، ولقد خرجت من هذا الابتلاء بأن أعظم نعمة أنعمها الله على الإنسان بعد نعمة الإسلام هي( الحرية).

 

رمزي بعد الاعتقال.. هل سيعود من جديد إلي ميدان المقاومة والجهاد في سبيل الله؟

 

هذا شي ما فيه كلام (الميدان ميدان، والجهاد والدفاع عن أرض فلسطين المحتلة فرض عين على كل إنسان)، ولن يثنينا الاعتقال عن مواصلة هذا المشوار والسير في هذا الدرب، وهذا ابتلاء من رب العالمين

" وإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه" ونسأل الله أن يكون هذا تكفير لذنوبنا، وأن يكرمنا بالشهادة في سبيله ونحن على صفحة بيضاء، منقين من الذنوب والخطايا، بعد أن ننكل في أعدائنا المحتلين الغاصبين.

 

إن كان هناك من كلمة أخيرة تحب أن تقولها ؟

 

أود أن أذكر أنه لا زال يقبع هناك في غياهب السجون المصرية اثنين من إخواني المجاهدين الذين خرجوا معي وهم ( معتصم القوقا وإسماعيل مطر)، وأيضا ثلاثة من الأخوة في حركة الجهاد الإسلامي، وهم جميعا يعانون -كما عانيت معهم- ويلات العذاب، وليس على أيدي العدو الصهيوني، بل على أيدي إخوانهم العرب، بل أقرب العرب إلى قطاع غزة(المصريين)، وأنا أطالب من منظمات حقوق الإنسان المصرية أن تقوم بتنظيم زيارات خاصة لهم لكي يشاهدوا مدي سوء المعاملة التي يلقونها، كما أطالب أن تتم تكثيف الجهود من أجل إخراجهم جميعا، لأنهم معتقلون دون وجه حق، لا لشيء إلا لأنهم مجاهدون


مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد