الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

من أسماء الله الحسنى البارئ

من أسماء الله الحسنى   البارئ  




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

من أسماء الله الحسنى : ( البارئ ) :

أيها الأخوة الكرام ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، والاسم اليوم "البارئ" .

ورود اسم البارئ في القرآن الكريم فقط :

قد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في موضعين اثنين ، الأول في قوله تعالى :

﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ .
( سورة الحشر الآية : 24 ) .
وفي آية أخرى :

﴿ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ ﴾ .
( سورة البقرة الآية : 54 ) .
ولم يرد في السنة .

تعريف البارئ من حيث اللغة :


أما "البارئ" بحسب الصياغة الصرفية هو اسم فاعل ، من فعل برأ ، يبرأ ، برءاً ، يعني خلق ، فهو "البارئ" أي الخالق ، ولكن اختلاف الاسمين يعني أن الخالق يختص بمعاني معينة ، و "البارئ" يختص بمعاني معينة .
مبدئياً برأ ، يبرأ ، برءاً فهو "البارئ" أي الخالق ، ولكن خالق على صفة معينة  أما برأ ، يبرأ ، برءاً ، سلم من كل نقص ، وعيب ، ومرض ، قال عليه الصلاة والسلام :
(( إنَّ لكلِّ دَاء دَوَاءً ، فإذا أُصِيبَ دواءُ الدَّاءِ بَرَأ بإذن الله )) .
[ أخرجه مسلم عن جابر بن عبد الله ] .
هذا الحديث الشريف أيها الأخوة ،  له أبعاد كثيرة إذا قرأه الطبيب ، ويعلم أن هناك أمراضاً لم تكتشف بعد أدويتها ، يشعر بالتقصير ، لأن المعصوم يقول : (( لكلِّ دَاء دَوَاءً )) ، أما إذا سمع هذا المريض هذا الحديث يمتلأ قلبه أملاً ، (( لكلِّ دَاء دَوَاءً )) الطبيب له معنى ، والمريض له معنى ، الآن : (( فإذا أُصِيبَ دواءُ الدَّاءِ )) ، يعني كان التشخيص صحيحاً ، وكان وصف الدواء صحيحاً ، وسمح الله لهذا الدواء أن يبرئ المريض برأ ولكن بإذن الله .
لذلك أكمل موقف إذا مرض الإنسان أن يختار أفضل طبيب ، وأفضل دواء ، وأن يطبق تعليمات الطبيب بدقة بالغة ، هذا من باب الأخذ بالأسباب ، أما (( بَرَأ بإذن الله )) يحتاج إلى صدقة ، لذلك :
(( داووا مرضاكم بالصدقة )) .
[ أخرجه الطبراني عبد الله بن مسعود ] .

﴿ وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً ﴾ .
( سورة النساء الآية : 112 ) .
فبرأ ، يبرأ ، برءاً ، خلق على صفة معينة ، أما برأ ، يبرأ ، برءاً سلم من كل نقص وعيب ومرض .

الله عز وجل خلق كل شيء على صفة تناسب علة وجوده :

أيها الأخوة ، البرء خلق الشيء على صفة تناسب علة وجوده ، الله عز وجل  أمرنا بالتجمل ، فلم يخلق في الشعر عصب حس ، لو خلق في الشعرة عصب حس لكنا كالوحوش ، لأن الحلاقة تعني عملية جراحية مع تخدير تام ، فالله عز وجل خلق كل شيء على صفة تناسب علة وجوده .
لذلك ما كل مخلوق مبروء ، لكن كل مبروء مخلوق ، الخلق : خلق اليد ، لولا هذا المفصل كيف نستخدمه ؟ ينبغي أن نأكل كالقطط ، نبطح ونأكل عن طريق الفم مباشرة  ما في طريقة ، خلق اليد ، وخلق المفصل على صفة نستعين بها على طعامنا وشرابنا ، خلق الرسغ يدور دورة كاملة ، خلق الأصابع ، ما كل مخلوق يأخذ معنى "البارئ" خلق الشيء على نحو يحقق الهدف من وجوده .

الفرق بين البارئ و الخالق :

أيها الأخوة ، ليس كل مخلوق مبروء ، بل كل مبروء مخلوق ، أحياناً إنسان يحمل ابنه من يده ، لو لم تكن هذه الأربطة تتحمل وزن الجسم لخلعت يده ، خلق اليد ، لكن على نحو لو حملت ابنك من يده الأربطة تتحمل الوزن بأكمله ، وقد تحمله بعنف في ساعة غصب إذاً يجب أن تحمل ضعف الوزن ، بالتعبير المألوف مدروسة دراسة دقيقة جداً ، هذا معنى  "البارئ" .
أحياناً في فرق بين الخالق و "البارئ" الإنسان أحياناً أعطي صفة الخلق في قوله تعالى :

﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ .
( سورة المؤمنون ) .
إلا أن الإنسان خلق شيئاً من كل شيء ، على مثال سابق ، لكن الله "البارئ" خلق كل شيء من لا شيء على غير مثال سابق ، هذا الفرق الثاني بين "البارئ" والخالق .

الله عز وجل خلق الأشياء صالحة ومناسبة للغاية التي أرادها :

أيها الأخوة ، "البارئ" اسم ذات ، نحن تعلمنا أن هناك اسم ذات ، وهناك اسم صفة ، وهناك اسم فعل ، وهناك اسم تنزيه ، وهناك اسم تعظيم ، "البارئ" اسم ذات من الفعل اللازم برأ من كل نقص وعيب ، فهو "البارئ" هذا من أسماء التنزيه ، أما اسم فعل من فعل أبرأ أي وهب الحياة للأحياء ، بل خلق الأشياء صالحة ومناسبة للغاية التي أرادها ، أي أظهر المقدور وفق سابق التقدير ، "البارئ" هو الخالق على صفة تناسب علة وجود المخلوق ، هذا الحديث طويل .
يعني الأوعية الشريانية عميقة ، ضغطها عالٍ جداً ، حدثني طبيب جراح قال   لي : مرة فتح معي شريان وصل الدم إلى السقف ، الشرايين عميقة ، والأوردة تعيد الدم إلى القلب ، الضغط فيها ضعيف خارجية ، لو الآية عكست الرحم يتقلص تقلصاً لطيفاً قبل الولادة بعد الولادة يتقلص تقلصاً مفاجئاً عنيفاً جداً ، فيصبح الرحم كالصخرة ، فيه عشرة آلاف وعاء دموي انقطعت ، لئلا يقع النزيف بهذا التقلص الحاد يوقف النزيف ، لو الآية عكست لمات الجنين بالضغط ، وماتت الأم بالنزيف ، معنى "البارئ" خلقه على نحو مناسب جداً .
الطفل الآن ولد الثقب بين الأذنين يغلق ، تأتي جلطة تغلقه ، "البارئ" في معنى الخلق على صفة كاملة ، على صفة تناسب المخلوق ، يعني المخلوق الآن ولد ، وما في قوة في الأرض تعلمه كيف يمص ثدي أمه ، مزود بمنعكس آلي ، ما إن يولد الجنين وتلامس إصبع الممرضة فمه حتى يمصها ، من علمه منعكس المص ؟ "البارئ" خلق الشيء على نحو يناسب علة وجودك ، ولو ما كان في منعكس مص لما كان في درس ، ولا كان في إنسان على وجه الأرض .
هذه البويضة تمشي في أنبوب فالوب ، من المبيض إلى الرحم ، كيف        تمشي ؟ ألها أرجل ؟ لا ، كرة هي ، كرة كذرة الملح ، كيف تمشي في قناة فالوب ؟ قال في أرضية القناة أشعار تتحرك هكذا ، لولا هذه الأشعار لما كان هذا الدرس ، لا يصبح حمل المبيض فيه بويضة ، ما الذي ينقلها إلى الرحم ؟ أرجل ما في ، البويضة حجمها تقريباً كحجم ذرة الملح ، لكن أرضية هذا الأنبوب فالوب في أشعار تتحرك هكذا باستمرار ، تنتقل .

خلق الله عز وجل  الإنسان و الحيوان و النبات :

معنى "البارئ" خلق الإنسان ، والحيوان ، والنبات ، على نحو يناسب علة وجودك ، الشجر إن لم تسقه ما الذي يحصل ؟ كان من الممكن أن يأخذ ماء الجذر ، بعد يومين تموت النباتات كلها ، إذا ما في مطر ، لكن الله سبحانه وتعالى لأنه "البارئ" النبات يستهلك ماء الأوراق ، وتذبل ، وكأن الأشجار تناديك ، أنا عطشى ، بعد ماء الأوراق تستهلك ماء الأغصان ، بعد ماء الأغصان تستهلك ماء الفروع ، بعد ماء الفروع تستهلك ماء الجذع ، بعد ماء الجذع تستهلك ماء الجذر ، بعني بعد شهر شهرين حتى تموت ، لو الله عكس الآية بعد يوم أو يومين تموت الشجرة ، خلقها على نحو تحقق علة وجودها ، الله عز وجل "البارئ" .
بعضهم صاغ هذه المعاني شعراً قال :

التفكر في آيات الله في الآفاق من خلال :

1 – التفكر في النفس :
لله فـــــي الآفاق آيات                    لعل أقلها هـو ما إليه هداك
ولعل ما في النفس من آياته                    عجب عجاب لو ترى عينـاك
                                  * * *

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ .
( سورة يونس الآية : 101 ) .
ولــعل ما في النفس من آياته               عجب عجاب لو ترى عينـــاك
                                  * * *
2 ـ التفكر في الكون :
والــــكون مشحون بأسرار        إذا حاولـــت تفسيراً لـها أعياك
قــل للطبيب تخطفته يد الردى            مـــــن يا طبيب بطبه أرداك ؟
قل للمريض نجا وعوفي بـعدما          عجزت فنون الــطب من عافاك  ؟
                                 * * *
3 ـ التفكر في خلق الإنسان :
قـل للصحيح يموت لا من علة           بل بالمـــــنايا يا صحيح دهاك
قــل للبصير وكان يحذر حفرة            فهو بها مـــــن ذا الذي أرداك
بل سأل الأعمى خطا بين الزحام         بلا اصطدام مــــن يقود خطاك
                                  * * *
الإنسان إذا فقد حاسة عوضه الله قدرات استثنائية .
قــل للجنين يعيش معزولاً         بلا راع ومرعىً من الذي يـرعاك؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكا             لدى الــولادة من الذي أبكــاك؟
                                 * * *
حينما يبكي سد ثقب بوتال بين الأذنين .
4 ـ التفكر في المخلوقات :
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه             فسألـــه من ذا بالسموم حشاك
                                * * *
لماذا لدغة الثعبان تميت الإنسان ؟ لأنها تهبط الضغط للصفر ، أكثر أدوية الضغط مأخوذة من سم الثعبان .
واسأله كيف تعيش يا ثــعبان            أو تحيا وهذا السم يملأ فــــاك
                                * * *
المعدة أليست لحماً ؟ ألا تأكل اللحم أيها الإنسان ؟ فكيف يُهضم اللحم والمعدة لا تهضم نفسها ، ألا تأكل أحياناً أمعاء ؟ سجق ؟ لحم ؟ لماذا المعدة لا تهضم نفسها ؟ .
واسأل بطون النحل كيف تقاطر          شهداً وقـــل للشهد من حـلاك؟
                                 * * *
يعني الفواكه كلها حلوة ، لكن تستطيع أن توصف لي حلاوة المشمش من دون أن تذكر كلمة مشمش ؟ غير الدراق ، غير التفاح ، غير الأجاص .
5 ـ التفكر في عظمة الله عز وجل :
بل اسأل اللبن المصفى كان              بين دم وفرث مـا الذي صفــاك؟    
                                * * *
الغدة الثديية فوقها في شبكة أوعية ، تختار من الدم :
﴿ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ ﴾ .
( سورة اللحم ) .
كيف اختارت هذه الخلية الغير عاقلة الغذاء الكامل للإنسان ؟ .
وإذا رأيت الــحيّ يـخرج           من حنايا ميت فاسأله مــن أحيـاك؟
            قــل للهواء تحسه الأيدي            ويخفى عن عيون الناس من أخـفاك ؟                        
                                * * *
6 ـ التفكر في الهواء :
هذا الهواء لا نراه اليوم ، يحمل طائرة وزنها 350 طن ، هذه الجانبو 380 يمكن أضعاف وزنها ، تحمل ألف راكب ، ما الذي يحملها ؟ الهواء ، ولا تراه أنت ، لطيف  تمشي خلاله ، لكن يحمل طائرة :
قــل للهواء تحسه الأيدي                 ويخفى عن عيون الناس من أخفاك؟                         
قـل للنبات يجف بعد تعهد                 ورعاية مـــن بالجفاف رمـاك ؟
                  وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو وحده
 * * *
7 ـ التفكر في النبات :
في نبات في الصحراء يعطيك ماء لأن الماء مادة أساسية في الصحراء ، نبات يعطياك بضعة مترات من الماء إذا جرحته ، يعني إسعاف ماء إسعاف .
 وإذا رأيت النبت فـي الصحراء          يربو وحده فاسأله مــن أرباك؟
وإذا رأيت الــبدر يسري ناشراً           أنواره فاسأله مــــن أسراك؟
واسأل شعاع الـشمس يدنو وهي        أبعد كل شيء مــا الذي أدناك؟
       * * *
8 ـ التفكر في الكون :
بعد الشمس عنا 156 مليون كم ، وأنت الآن تجلس في الشمس تشعر بالدفء الأثر واصل من 156 مليون كم .
واسأل شعاع الـشمس يدنو وهي        أبعد كل شيء مــا الذي أدناك ؟
قــل للمرير من الثمار من الذي          بالمـــر من دون الثمار رداك؟ 
                                  * * *
أحياناً تأكل خيارة مرة ، من أجل أن تعرف قيمة الخيارة الثانية ، من وضع المرار بهذه الفاكهة .
9 ـ التفكر في النخل :
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى          تسأله من يا نخــل شق نواك؟
                                 * * *
النخل يعيش ستة آلاف سنة ، هناك نخل أكل منه النبي عليه الصلاة والسلام ويأكل منه الآن أهل المدينة ، أطول شجرة النخلة ، ستة آلاف سنة من عهد الفراعنة .
10 ـ التفكر في كل شيء في الطبيعة من نار و نهر و بحر و جبل :
وإذا رأيت النار شبّ لـهيبها              فاسأل لـهيب النار من أوراك ؟
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً            قمم الساحب فاسأله من أرساك؟
                                * * *
من جعل الجبل ثلثه فوق الأرض ، وثلثاه تحت الأرض ، الجبال أوتاد .
وإذا ترى صخراً تفجر بالمـاء            فاسأله من بالماء شقّ صفـاك؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال           جرى فاسأله من الذي أجـراك ؟
                                * * *
نبع الفيجة يعطي 16 متر بالثانية ، تكفي أهل دمشق ، مستودعات هذا النبع تصل إلى حمص ، وإلى سيف البادية ، وتحت لبنان ، تغذي هذه المدينة .

﴿ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ .
( سورة الحجر ) .
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال           جرى فاسأله مـن الذي أجـراك ؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج           طغى فاسأله مـن الذي أطـغاك ؟
                                  * * *
من جعله مالحاً ؟ وإلا فسد .
وإذا رأيت الليل يغشى داجياً                     فاسأله من يا لــيل حاك دجاك ؟
                                 * * *
سبحان الله ! أين النهار إذا جاء الليل ؟ لا ترى شيئاً ، أين الليل إذا جاء      النهار ؟ .
وإذا رأيت الصبح يسفل ضاحياً          فاسأله من يا صبح صاغ ضحاك ؟
ستجيب ما في الكون مـن آياته          عجب عجاب لــو ترى عيناك ؟
                                * * *

طريق الإيمان بالله التفكر في خلق السماوات والأرض :

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ .

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي      الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ .
( سورة آل عمران ) .
ربي لك الحمد الـعظيم لذاتك              حمداً وليس لــــــواحد إلاك
الحمد لله يا مـدرك الأبصار        والأبصار لا تدري له ولكونه إدراك
إن لـم تكن عيني تراك فإنني             فــــي كل شيء أستبين علاك
                                * * *
هذا اسم "البارئ" يعني برأ الشيء على نحو يحقق الغاية من وجوده .

من ازداد تفكراً في عظمة الله عز وجل ازداد طاعة له و خشية منه :

الآن الصوص في البيضة ، كيف يخرج ؟ ما في طريقة ، ينمو له نتوء مؤنف دقيق مدبب على منخاره ، هذا النتوء يقذفه ، ويكسر القشرة ، ويخرج ، بعد حين هذا النتوء يضمر ويتلاشى .
العين أنسب مكان لها بالمحجر ، الدماغ بالجمجمة ، والنخاع الشوكي بالعمود الفقري ، والقلب بالقفص الصدري ، والرحم بعظم الحوض ، ومعامل كريات الدم الحمراء في نقي العظام ، شيء مدهش .
أيها الأخوة ، باب التفكر لا ينتهي ، وكلما ازددت تفكراً في عظمة الله عز وجل  ازددت له طاعة ، وخشية وحباً

التفكر أقصر طريق إلى الله عز وجل :

اسم "البارئ" يعني خلق المخلوقات على نحو يحقق سلامة وجودها ، والغاية من خلقها ، في خصائص ، خلق يد بلا مفصل ، خلق يد بأربطة ضعيفة ، فإذا حمل الأب ابنه خلع يد ابنه .

﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ .
( سورة النمل الآية : 88 ) .
أيها الأخوة ، كلما ازددت فكراً ازددت تعظيماً لله عز وجل ، بل إن طريق الإيمان بالله التفكر في خلق السماوات والأرض ، وهذا التفكر هو أقصر طريق إلى الله وأوسع باب ندخل منه على الله ، لأنه يضعنا وجهاً لوجه أمام عظمة الله .

أيها الأخوة الكرام ، لا زلنا في اسم "البارئ" ، ولا بد من الإشارة إلى أنه قد جرت عادة العلماء الذين شرحوا أسماء الله الحسنى أن يشرحوا اسم الخالق ، والبارئ  والمصور معاً ، لأن بين هذه الأسماء علاقة ترابطية كبيرة جداً .
على كلٍ نحن بدأنا بالخالق وقد ثنينا بالبارئ ، وسوف ننتقل إن شاء الله في درس قادم إلى المصور .

الخالق و البارئ :

هذا الاسم بادئ ذي بدء شرحته آية كريمة في القرآن الكريم ، عندما قال الله عز وجل  :

﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ﴾ .
( سورة الأعلى )
لذلك "البارئ" أن الله عز وجل  خلق ، هو الخالق ، على نحو خاص ، لصالح هذا الشيء ، لتحقيق الهدف ، الفرق بين الخالق و البارئ أن الخالق خلق كل شيء من لا شيء على غير مثال سابق ، لكن البارئ خلق على نحو معين لتحقيق مصلحة راجحة ، هذا هو الفرق ، الآية واضحة جداً : ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ﴾ ، هذا الذي خلقه سواه مع وظيفته ، فجاءت وظيفته بأعلى درجة من الكمال ، لأن هذا الذي خلق قد سواه الله مع هذه الوظيفة .

من معاني البارئ :

1 ـ الله عز وجل  خالق بارئ برأ الكون على نحو متحرك :
الآن نبدأ من الكون ، عندنا كواكب ، وعندنا نجوم ، الكوكب منطفئ ، النجم ملتهب ، نسمي الكواكب والنجوم معاً الأجرام السماوية ، الأجرام السماوية تتحرك ، كل نجم في السماء ، وكل كوكب يتحرك ، يتحرك بمسار مغلق حول كوكب آخر ، لماذا خصّ الله خلق الكون بحركة دائمة ، طبعاً الآية الكريمة :

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾ .
( سورة الطارق ) .
فُهمت في وقت ما على أن السماء ترجع بخار الماء مطراً ، يصعد بخار الماء إلى السماء يرجع مطراً ، وفُهمت في وقت آخر على أن الأمواج الكهرطيسية تردها طبقة في الجو اسمها الأثير ، ترجعها إلى الأرض ، ثم فُهمت على أن كل جرم سماوي كوكباً كان أم نجماً يتحرك بمسار مغلق ، ويرجع إلى مكان انطلاقه الآخر .
إذاً في حركة خلق الكون على نحو متحرك ، لأنه لو أنه خلقه على نحو ساكن وبحسب قانون الجاذبية لاجتمع الكون كله في كتلة واحدة ، لأن الكتلة الأكبر تجذب الأصغر  الكون بلا حركة يجتمع في كتلة واحدة ، الحركة ماذا تفعل ؟ ينشأ من الحركة قوة نابذة  أوضح شيء الآلة التي تنشف الغسيل ، على مبدأ القوة النابذة ، الدوران يطرد الماء نحو المحيط ، فبالدوران في قوة نابذة ، فالقوة النابذة التي تصنعها حركة النجم تكافئ القوة الجاذبة يبقى الكون بهذا التوازن الرائع .
إذاً الله عز وجل خالق بارئ ، برأ الكون على نحو متحرك ، ولو خلقه على نحو ساكن لاجتمع الكون كله في كتلة واحدة ، هذه من معاني "البارئ" .
2 ـ الله عز وجل  برأ الأرض على نحو أنها تدور على محور مائل :
شيء آخر ، الآن دققوا : الأرض تدور ، لو أنها تدور حول محور يوازي مستوى دورانها حول الشمس يعني الشمس هنا الأرض تدور هكذا ، الحياة انتهت ، لأن الوجه المقابل للشمس فيه النهار إلى أبد الآبدين ، والوجه الآخر فيه الظلام إلى أبد الآبدين  الوجه 350 تحت الصفر ، الوجه 270 تحت الصفر ، الحياة انتهت ، لو أن الأرض تدور  ولكن تدور على محور يوازي مستوي دورانها ، هذه الشمس ، الأرض تدور هكذا ، هنا نهار أبدي ، هنا ليل أبدي .
إذاً الله "البارئ" خلق دورة الأرض على نحو ننتفع بها ، الآن لو أن الأرض تدور على محور متعامد على مستوى دورانها ، مستوى الدوران هكذا ، تدور على محور متعامد مع مستوي دورانها ، لألغيت الفصول الأربعة ، الشمس هنا ، والأشعة هنا عمودية إلى أبد الآبدين صيف أبدي ، هنا شتاء أبدي ، هنا ربيع أبدي .
إذاً الله عز وجل "البارئ" جعل الأرض تدور على محور لا يوازي مستوي دورانها ، عندئذٍ تلغى الحياة ، وليس عمودياً على مستوى دورانها عندئذٍ تلغى الفصول الأربعة ، ولكنه برأها على نحو أنها تدور على محور مائل ، فالمحور المائل هكذا ، الشمس تأتي إلى القسم الشمالي عمودياً هنا صيف ، وتأتي إلى قسمها الجنوبي مائلة شتاء ، فإذا دارت الأرض حول الشمس انعكست الآية ، فجاءت الأشعة عمودية في قسمها الجنوبي ، ومائلة في قسمها الشمالي ، تبدلت الفصول .
"البارئ" خلق على نحو معين يحقق مصلحة الشيء .
3 ـ  البارئ هو من خلق الكون على نحو بعض أجرامه ملتهبة وبعضها منطفئة :
أيها الأخوة ،  شيء آخر : لو أن الأجرام السماوية كلها منطفئة ، ما في حياة  صفر مطلق ، يعني 270 نحن الصفر ، وفي هذا الصفر المطلق تقف حركة الذرات ، تنعدم المادة ، لو أن الأجرام السماوية كلها ملتهبة ما في حياة ، الشمس مثلاً أحد الأجرام الملتهبة وهي جرم متواضع جداً ، الحرارة على السطح ستة آلاف درجة ، في العمق عشرين مليون درجة ، لو ألقيت الأرض في الشمس لتبخرت في ثانية واحدة ، وأنت في الصيف تقف في الشمس فلا تحتمل ، وبعدها عنك 156 مليون كم ، وقد يصاب الإنسان بضربة شمس فيموت ، والشمس بعدها عنا 156 مليون كم .
إذاً تصور أن الكون كله أجرامه ملتهبة ما في حياة ، كل أجرامه منطفئة ما في حياة ، من صمم الكون ؟ من خلق الكون على نحو بعض أجرامه ملتهبة ، وبعض أجرامه منطفئة ، "البارئ" ، هو :

﴿ الْخَالِقُ الْبَارِئُ ﴾ .
( سورة الحشر الآية : 24 )
4 ـ  الخالق البارئ جعل لكل عنصر درجة انصهار و درجة تجمد معينة لحكمة منه :
الآن الماء يتجمد بدرجة الصفر ، بعض المعادن ينصهر بدرجة مئة ، الرصاص الحديد 1500 ، كل عنصر في الأرض له درجة انصهار ، ودرجة تجمد ، تصور أن كل هذه العناصر تتجمد في جو واحد ، وتنصهر في درجة واحدة ، ما الذي يحصل ؟ الكون كله إما أنه غار ، أو سائل ، أو صلب ، لو أن عناصر الأرض تنصهر في درجة واحدة ، أما أنت تشرب كأس ماء سائل ، تستنشق الهواء غازاً ، تجلس على كرسي أمامك طاولة صلبة ، يوجد بحياتنا شيء صلب ، شيء لين كالإسفنج ، شيء لزج كالقطر ، شيء سائل ، شيء غاز ، ما الذي جعل هذه العناصر متفاوتة ؟ أن كل عنصر له درجة انصهار خاصة به ، من صمم أن كل عنصر له درجة انصهار خاصة به ؟ طبعاً صخور البازلت من أقسى الصخور ، وتنصهر بآلاف الدرجات ، لو تنصهر بدرجة مئة ، أما أنت بحاجة إلى معدن ، الفكرة دقيقة .
أنت عندك محل تجاري ، له غلق ، و أرضية المحل من حجر ، كيف تعامل هذا الغلق مع الحجر ؟ تحتاج إلى قطعة حديد مغروسة بالحجر ، كيف يثبت الحديد بالحجر ؟ ما في حل ، إلا بمعدن وسيط ، ينصهر بدرجة مئة ، وإذا تجمد ازداد حجمه ، أكثر حشوات الأسنان رصاص ، تنصهر بسهولة ، وتتجمد مع التمدد ، فيكون الفراغ على شكل إجاصة ، يسكبون الرصاص فإذا برد الرصاص زاد حجمه ، عندئذٍ ما في قوة تنزع قطعة الحديد من الحجر ، في معادن تنصهر بألف وخمسمئة  ، بألفين ، بثلاثة آلاف ، أما الرصاص بمئة ، أحياناً يسخن على نار عادية ، يسيح الرصاص ، كل معدن له درجة انصهار ، كل شبه معدن له درجة انصهار ، كل عنصر له درجة انصهار ، شيء يحير الألباب .

اختلاف الكثافات :

أيها الأخوة ، أحياناً الكثافة تختلف ، تجد الخشب يطفو ، كثافته أقل من كثافة الماء ، الكثافة نسبة الحجم للوزن ، الخشب يطفو ، الحديد يغوص ، لأن الحديد كثافته أشد   من صمم الكثافات ؟ أحياناً تجد مصعداً ، حركة سهلة جداً لأنه قابله أوزان ثقيلة ، من أين يؤتى بهذه الأوزان الثقيلة ؟ من الإسمنت ، أو الحديد .
 تجد مصعداً (غرفة كبيرة) فيها سبعة أشخاص يقابلها بعض الصفائح من الحديد  وزن هذه الصفائح كوزن هذه الغرفة ، فالحركة تكون سهلة ، من صمم الكثافات ؟ والماء اعتبر وحدة الكثافة ، واحد .

خلق الله عز وجل  كل شيء على نحو معين :

الآن في عنا نقطة دقيقة جداً ، أن الماء يتجمد ، وإذا تجمد بحسب قانون مطلق شمولي ينكمش ، وإذا انكمش يعني حجمه قلّ ، مع الوزن الثابت يعني تزداد الكثافة ، فإذا زادت كثافة الماء المجمد يجب أن يغوص ، عنصر وحيد في الكون ، له خاصة يتميز بها أن الماء إذا تجمد زاد حجمه ، فقلت كثافته ، فطفا على سطح الماء ، ولولا هذه الخاصة لما كانت حياة على سطح الأرض .
لو أن البحار تجمدت ، فغاصت القطع الجليدية في أعماق البحار ، بعد حقبة من الزمن تتجمد جميع البحار ، وينعدم التبخر ، وتنقطع الأمطار ، ويموت النبات ، ويموت الحيوان ، ويموت الإنسان .
حياتنا جميعاً ، حياة ستة آلاف مليون إنسان على خاصة بكأس ماء بدرجة زائد أربعة بدل أن ينكمش الحجم يزداد الحجم ، فإذا زاد قلت الكثافة فطفا الجليد على سطح الماء  تبقى البحار دافئة ، فيها حياة ، والجليد طبقة سطحية ، ﴿ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ﴾ ، ﴿ الْخَالِقُ الْبَارِئُ ﴾ يعني خلق على نحو معين .
5 ـ الخالق البارئ هو من خلق الجاذبية ليأخذ كل شيء وزناً :
الآن لو أن حجم الأرض كان ضعف حجمها الحالي ، الأخ الذي وزنه 80 يصبح وزنه 160 الحركة صعبة ، لو كان حجمين صار وزنه 240 كغ ، من جعل حجم      الأرض ؟ ﴿ خَلَقَ فَسَوَّى ﴾ يجعل وزنك معقولاً ، الآن الإنسان على القمر وزنه عشر ، إذا كان ستين وزنه بالأرض بالقمر وزنه 6 ، هذه قضية الجاذبية من نعم الله العظمى ، في منطقة بين الأرض والقمر ما في جاذبية ، ما في وزن ، تمسك الشيء ما في وزن ، رواد الفضاء ينامون بالمركبة ، يستيقظون في سقف المركبة ، ما في وزن ، أنت تتمتع بميزة الوزن تضع الطاولة هنا تبقى ، لماذا تبقى ؟ من وزنها ، ما معنى الوزن ؟ يعني انجذابها إلى    الأرض .
﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾ .
( سورة النمل الآية : 61 )
من ثبت الشيء على الأرض ؟ الوزن ، الوزن يعني الجاذبية ، هذا القانون  قانون الجاذبية ، الإنسان بلا وزن مشكلته مشكلة ، وبوزن لا يحتمل مشكلته أكبر ، من خلق الجاذبية ليأخذ كل شيء وزناً ؟ الله عز وجل  ، ﴿ خَلَقَ فَسَوَّى ﴾ ، ﴿ الْخَالِقُ الْبَارِئُ ﴾ .
6 ـ الخالق البارئ جعل دورة الأرض حول نفسها تتناسب مع طاقة الإنسان :
تصور الأرض تدور حول نفسها كل سنة دورة واحدة ، فالنتيجة عندنا كل ستة أشهر نهار ، وستة أشهر ليل ، الشمس مستمرة ترتفع الحرارة ، غير ارتفاع الحرارة طاقتك ثماني ساعات ، تعمل أنت بحاجة إلى أن تنام في النهار ، فلان يعمل وأنت نائم أيقظك ، ما في تناسب ، الحياة لا تحتمل لو كان الليل ستة أشهر ، أساساً القطب في هذه الحالة ، الليل ستة أشهر ، والنهار ستة أشهر ، بالليل ينامون ، ويستيقظون ، بالنهار كذلك ، من جعل دورة الأرض حول نفسها تتناسب مع طاقة الإنسان ، ﴿ خَلَقَ فَسَوَّى ﴾ ، ﴿ الْخَالِقُ الْبَارِئُ ﴾ .
تجد بالليل في سكن ، أشد الأمكنة ازدحاماً بالليل لا يوجد أحد ، الكل نائم ، الليل والنهار طوله يتحدد من زمن دورة الأرض حول نفسها .
7 ـ الخالق البارئ جعل أربعة أخماس الأرض بحاراً :
الآن لو مساحات البحار أقل ، البحار مساحتها أربعة أخماس الأرض ، القارات الخمس ، يعني أمريكا الشمالية والجنوبية ، أوربا ، وآسيا ، وإفريقيا ، وأستراليا ، مجموع مسحات البر خمس مساحة البحر ، لولا هذه النسبة والتناسب بين مساحة البر والماء ما كان في أمطار ، حتى تكون مساحات كافية لتبخير الماء و أمطار تغطي حاجة اليابسة ، لا تظن القضية عشوائية ، أنه أربعة أخماس الأرض بحاراً لولا هذا التناسب لما كانت أمطار أساساً ، إذاً ﴿ خَلَقَ فَسَوَّى ﴾ ، هو ﴿ الْخَالِقُ الْبَارِئُ ﴾ .
7 ـ الخالق البارئ صمم الهواء ليحمل بخار الماء لأن حياتنا متوقفة على هذه الخاصة :
الآن في شيء دقيق جداً أنه لو الأرض كلها في درجة حرارة واحدة ، ما في هواء إطلاقاً ، الهواء لا يتحرك ، الهواء يتحرك في حالة واحدة ، بالأماكن الباردة يكون ضغطه عالٍ ، بالأماكن الحارة ضغطه منخفض ، يقول لك : منخفض جوي ، أي عندنا كتلة هوائية ضغطها مخلخل ، ضغطها منخفض ، تنجذب إلى الضغط العالي ، أو بالعكس  لولا وجود منطقة استوائية حارة ، ومنطقة قطبية باردة ما كان في رياح أساساً ، والرياح تسوق السحاب ، والسحاب معه الأمطار ، لولا تفاوت الدرجات ما كان في رياح ، وما كان في أمطار تنتقل من مكان إلى مكان ، ﴿ خَلَقَ فَسَوَّى ﴾ .
من صمم أن الهواء يحمل بخار ماء ، لو أن الهواء لا يحمل بخار ماء ما في حياة إطلاقاً ، أيضاً حياتنا متوقفة على هذه الخاصة أن الهواء يحمل بخار ماء ، لا يكفي أنه يحمل ، يجب أن يحمل بخار ماء متفاوت مع حرارة الماء والهواء ، أي عندما يحمل بخار ماء بدرجة عالية يحمل كمية كبيرة ، يصل لمنطقة باردة يتخلى عن الكمية الزائدة ، قوانين دقيقة جداً  من قننها ؟ من صممها ؟ هو ﴿ خَلَقَ فَسَوَّى ﴾ .

التفكر في خلق السماوات والأرض أقصر طريق لمعرفة الله :

أيها الأخوة ، إذا قرأت اسم "البارئ" يعني خالق خلق الشيء على نحو رائع  بحيث ينتفع الشيء من خصائصه .
مرة ذكرت لكم أن هذا الصوص كيف يخرج من البيضة ؟ ما في طريقة ، إلا أنه ينمو له نتوء على منقاره نتوء كالإبرة تماماً ، مؤنف ، بهذا النتوء يكسر قشرة البيضة ، بعد أن يخرج خلال أيام يضمر هذا النتوء ويعود المنقار كما كان عليه ، ذلكم الله رب العالمين .
أيها الأخوة ، أنا أرى أن التفكر في خلق السماوات والأرض أقصر طريق لمعرفة الله ، وأوسع باب ندخل منه على الله .

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي      الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ .
( سورة آل عمران )
الإنسان يعود نفسه أن يتفكر ، يعود نفسه لا يتعامل مع الأشياء تعاملاً بسيطاً   أكلنا ، شربنا ، نمنا ، في إنسان أعرفه لا ينام إطلاقاً ، أنا أقسم لكم بالله لو يملك مليار يدفعه فقط أن ينام ليلة واحدة ، نعمة النوم قليلة ؟ نعمة الحركة قليلة ؟ نعمة الذاكرة قليلة ؟

على كل إنسان أن يتفكر في دقة خلق الله عز وجل :

الله عز وجل والله لو أمضينا كل حياتنا نتفكر في دقة خلق الله ، وحكمة خلق الله ، وعظمة خلق الله اكتفِ بجسمك

﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ .
( سورة الذاريات ) .
بطعامك وشرابك ، الماء ، بهذه الفواكه ، بهذا الحليب الذي تشربه .

﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ ﴾ .
( سورة النحل الآية : 5 ) .
فلذلك أيها الأخوة ، "البارئ" هو الخالق على نحو معين ، تحقق بهذا النحو مصلحة الاسم .

والحمد لله رب العالمين

كتاب خادم افريقيا


السلام عليكم

الهمة ياشباب
ابني حياتك الاخرة
اقرأ لعلك تتحرك
http://www.labaik-africa.org/africabook.pdf

عبدالرحمن سميط





موقع لبيك افريقيا



اللهم اغفر له وارحمه
اللهم اشفيه وتجاوز عن سيئاته كما فعل الخير ونشر الدين

مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد