الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

رحلة في أعماق العشر الأوائل من ذي الحجة










وروى ابنُ عمرَ- رضي الله عنهما- أنَّ رجلاً جاء إلى النبيّ، فقال: يا رسولَ الله، أيُّ الناسِ أحبّ إلى الله؟ وأيّ الأعمالِ أحبُّ إلى الله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الناسِ إلى الله تعالى أنفعُهم للنّاس، وأحبّ الأعمال إلى الله سرورٌ يدخِله إلى مسلمٍ، أو يكشِف عنه كربةً، أو تقضِي عنه دينًا، أو تطرُد عنه جوعًا، ولأن أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ أحبّ إليَّ مِن أن أعتكِفَ في هذا المسجد- يعني مسجدَ المدينة- شهرًا، ومن كفَّ غضبَه سترَ الله عورته، ومن كظمَ غيظَه، ولو شاء أن يمضيَه أمضاه؛ ملأَ الله قلبَه رجاءً يومَ القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى تتهيّأ له أثبتَ الله قدمَه يوم تزول الأقدام، وإنَّ سوءَ الخلُق ليفسِد الدّين كما يفسِد الخلُّ العسل" (حديث رواه الطبرانيّ في الكبير، وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج وغيرهما، وحسنه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة).


إن كثيرًا من المسلمين وهم يتناولون العمل الصالح يظنون أنه مسبحة، يسبحون عليها، أو مصلاة يذهبون إليها، أو صيام يصومونه، أو قرآن يتلونه، وهذا كله من الأعمال الطيبة التي يتقرب بها العبد بها إلى الله؛ ولكن مردودها على العبد كمن يذهب إلى العمرة أكثر من مرة في السنة، دون أن يتأثر بها، أو يحج دون أن يفقه مراد الله من الحج وهكذا؛ فيجب علينا أن ننظر إلى الأعمال الصالحة، وعلاقتها بالمجتمع حتى ننتقل من خلالها بأنفسنا وبالآخرين نقلة يرضى بها الله عنا، ونغيّر ونؤثّر في مجتمعنا؛ فمن هذه الأعمال:






وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (من سرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا؛ فليحافظ على هذه الصلوات؛ حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتَى به يهادَى بين الرجلين حتى يقام في الصف)، فتأمل معي أخي الحبيب، وانظر مدى حرص الصحابة على صلاة الجماعة؛ حتى إن المريض الذي معه عذره كان يحمل حملاً حتى يأخذ مكانه في الصف!!.


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "‏مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟" قَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ‏أَنَا، قَالَ: "فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟" قَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ‏أَنَا، قَالَ: "فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟" قَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ‏أَنَا، قَالَ: "فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ‏ ‏مَرِيضًا؟" قَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ‏أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "‏مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّة" (رواه مسلم).




وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنَّيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت غلامًا شابًّا، وكنت أنامُ في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أُناسٌ قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر، فقال لي: لم تُرَع؛ فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "نِعْم الرجل عبد الله لو كان يُصلي من الليل"، فكان بعدُ لا ينام من الليل إلا قليلاً. (رواه البخاري).



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عزَّ وجلَّ يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه؛ أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي" (رواه مسلم).









"خير دينار ينفقه المرء ينفقه على أهله"، وقال تعالى: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)﴾ (الطلاق)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجر الذي أنفقته على أهلك" (رواه مسلم).













مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد