الأحد، 1 مايو 2011

سخيمة القلب


بسم الله الرحمن الرحيم


كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوويقول:
((رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصرعلي، وامكرلي ولا تمكرعلي،واهدني ويسرلي الهدى،وانصرني على من بغى علي، اللهم اجعلني لك شاكرا،لك ذاكرا، لك راهبا، مطواعا إليك مخبتا أو منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي،وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي.))



قال الشيخ الألباني: صحيح.

معنى واغسل حوبتي:
أي امح إثمي، والحوب الإثم، ومعنى
واسلل سخيمة قلبي:
أي غشه وغله وحقده وحسده ونحوها بما ينشأ من الصدر ويسكن في القلب من مساوئ الأخلاق.

هذه الأخلاق التي نتمنى ان نتخلق بها ونطهر قلوبنا من نزغات الشيطان والحقد والبغض ونصون ألسنتنا عن الغيبة والوقوع بأعراض أخوة وأخوات لنا

لكن هل الشيطان يتركنا نحفظ القلب ونصون اللسان ؟
الله المستعان طبعاً لا....سيسعى الشيطان ويسعى ولن يمل ويكل لكن سلاحنا الدعاء
ومراقبة الله والتضرع إليه ان ينجينا ويحفظ لنا القلب ليحيى بحبه وذكره ويستقيم اللسان تبعا للقلب
فالصدق الصدق والمجاهدة المجاهدة وعند الزلل المسارعة بالتوبة والاستغفار
فهل حرصنا على قلوبنا ؟؟ كما نحرص على أمور قد لا تساوي شيئا بجانب قلبي وقلبك !!!!!!


قال اللهُ تعالى:
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)

و قال تعالى:
(والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غِلآ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم )

اللهم اسلل سخيمة قلبي اللهم جــدد الإيمان فى قلوبنا بـ لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم إنى أسألك قلبآ سليمآ

يقول الامام المباركفوري في تحفة الاحوذي شرح جامع الترمذي:

( رَبِّ أَعِنِّي ):أَيْ عَلَى أَعْدَائِي فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا مِنَ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ.

( وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ ):قَالَ الطِّيبِيُّ : الْمَكْرُ الْخِدَاعُ وَهُوَ مِنَ اللَّهِ إِيقَاعُ بَلَائِهِ بِأَعْدَائِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ
، وَقِيلَ هُوَ اسْتِدْرَاجُ الْعَبْدِ بِالطَّاعَةِ فَيَتَوَهَّمُ أَنَّهَا مَقْبُولَةٌ وَهِيَ مَرْدُودَةٌ ، وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ :الْمَكْرُ الْحِيلَةُ وَالْفِكْرُ فِي دَفْعِ عَدُوٍّ بِحَيْثُ لَا يَشْعُرُ بِهِ الْعَدُوُّ ، فَالْمَعْنَى :( اللَّهُمَّ اهْدِنِي إِلَى طَرِيقِ دَفْعِ أَعْدَائِي عَنِّي وَلَا تَهْدِ عَدُوِّي إِلَى طَرِيقِ دَفْعِهِ إِيَّاهُ عَنْ نَفْسِهِ )كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ.

( وَاهْدِنِي ):أَيْ دُلَّنِي عَلَى الْخَيْرَاتِ.

( وَيَسِّرْ لِي الْهُدَى ):أَيْ وَسَهِّلِ اتِّبَاعَ الْهِدَايَةِ أَوْ طُرُقَ الدَّلَالَةِ حَتَّى لَا أَسْتَثْقِلَ الطَّاعَةَ وَلَا أَشْتَغِلَ عَنِ الطَّاعَةِ.

( وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ ):أَيْ ظَلَمَنِي وَتَعَدَّى عَلَيَّ.

( رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا ):أَيْ كَثِيرَ الشُّكْرِ [ ص: 378 ]عَلَى النَّعْمَاءِ وَالْآلَاءِ ، وَتَقْدِيمُ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِلِلِاهْتِمَامِ وَالِاخْتِصَاصِ أَوْ لِتَحْقِيقِ مَقَامِ الْإِخْلَاصِ

( لَكَ ذَكَّارًا ):أَيْ كَثِيرَ الذِّكْرِ.

( لَكَ رَهَّابًا ):أَيْ كَثِيرَ الْخَوْفِ.

( لَكَ مِطْوَاعًا ):بِكَسْرِ الْمِيمِ مِفْعَالٌ لِلْمُبَالَغَةِ أَيْ كَثِيرَ الطَّوْعِ وَهُوَ الِانْقِيَادُ وَالطَّاعَةُ.

( لَكَ مُخْبِتًا ):أَيْ خَاضِعًا خَاشِعًا مُتَوَاضِعًا مِنَ الْإِخْبَاتِ قَالَ فِي الْقَامُوسِ : أَخْبَتَ خَشَعَ.

( إِلَيْكَ أَوَّاهًا ):أَيْ مُتَضَرِّعًا فَعَّالٌ لِلْمُبَالَغَةِ مِنْ أَوَّهَ تَأْوِيهًا وَتَأَوَّهَ تَأَوُّهًا إِذَا قَالَ أَوْهُ أَيْ قَائِلًا كَثِيرًا لَفْظَ أَوْهُ وَهُوَ صَوْتُ الْحَزِينِ .أَيِ اجْعَلْنِي حَزِينًا وَمُتَفَجِّعًا عَلَى التَّفْرِيطِ أَوْ هُوَ قَوْلُ النَّادِمِ مِنْ مَعْصِيَتِهِ الْمُقَصِّرِ فِي طَاعَتِهِ وَقِيلَ الْأَوَّاهُ الْبَكَّاءُ.

( مُنِيبًا ):أَيْ رَاجِعًا قِيلَ التَّوْبَةُ رُجُوعٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ إِلَى الطَّاعَةِ ، وَالْإِنَابَةُ مِنَ الْغَفْلَةِإِلَى الذِّكْرِ وَالْفِكْرَةِ ، وَالْأَوْبَةُ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْحُضُورِ وَالْمُشَاهَدَةِ قَالَ الطِّيبِيُّ :وَإِنَّمَا اكْتَفَى فِي قَوْلِهِ أَوَّاهًا مُنِيبًا بِصِلَةٍ وَاحِدَةٍ لِكَوْنِ الْإِنَابَةِ لَازِمَةً لِلتَّأَوُّهِ وَرَدِيفًا لَهُ فَكَأَنَّهُ شَيْءٌ وَاحِدٌ وَمِنْ قَوْلِهِ :إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ

( رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ):أَيْ بِجَعْلِهَا صَحِيحَةً بِشَرَائِطِهَا وَاسْتِجْمَاعِ آدَابِهَا فَإِنَّهَا لَا تَتَخَلَّفُ عَنْ حَيِّزِالْقَبُولِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ .

( وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ):بِفَتْحِ الْحَاءِ وَيُضَمُّ أَيِ امْحُ ذَنْبِي.

( وَأَجِبْ دَعْوَتِي ):أَيْ دُعَائِي.

( وَثَبِّتْ حُجَّتِي ):أَيْ عَلَى أَعْدَائِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْعُقْبَى وَثَبِّتْ قَوْلِي وَتَصْدِيقِي فِي الدُّنْيَا وَعِنْدَ جَوَابِ الْمَلَكَيْنِ.

( وَسَدِّدْ لِسَانِي ):أَيْ صَوِّبْهُ وَقَوِّمْهُ حَتَّى لَا يَنْطِقَ إِلَّا بِالصِّدْقِ وَلَا يَتَكَلَّمَ إِلَّا بِالْحَقِّ.

( وَاهْدِ قَلْبِي ):أَيْ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.

( وَاسْلُلْ ):بِضَمِّ اللَّامِ الْأُولَى أَيْ أَخْرِجْ مِنْ سَلَّ السَّيْفَ إِذَا أَخْرَجَهُ مِنَ الْغِمْدِ .

( سَخِيمَةَ صَدْرِي ):أَيْ غِشَّهُ وَغِلَّهُ وَحِقْدَهُ .

أشهدوا أن لا اله الأ الله وأشهدوا أن محمد رسول الله
اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله وصحبه وسل

مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد