الاثنين، 6 ديسمبر 2010

بناء المساجد

كم من الوقت يستغرق الإنسان في بناء بيتٍ في الدنيا? وكم من المال الكثير سينفق على البناء والتشييد؟ وكم من الجهد والتفكير سيبذل في التخطيط والتعديل؟ وكم من الأمور سوف تتم ليخرج هذا القصر إلى حيز الوجود؟

سبحان الله هذا بيتٌ بناؤه من تراب وأسمنت وحديد، وهو إلى الزوال قريب، وأعجب من ذلك أنه تجري تحته مجاري وقاذورات البشر، وبداخله دورات للمياه، والذي يملكه ويسكنه لا يكاد يمر عليه يوم إلا ويحصل له وبه نكد وتكدير، بما جبلت عليه هذه الدنيا الفانية.

لكنك أخي المسلم تستطيع أن تحصل على بيتٍ لا تعتريه العوارض، ولا تُكدِّره المُكدِّرات، ولا يُكلٍّف مالاً، ولا سنوات، وهو باق على نظرته وجماله، وأنسه دائم ما دامت الأرض والسموات.
بناؤه يسر الناظرين، لبنة من ذهب ولبنة من فضه، بلاطه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ، وحشيشه الزعفران، والأنيس فيه حور مقصورات في الخيام، كأمثال اللؤلؤ المكنون، لو أطلت امرأة من نساء الجنة على هذه الدنيا لملأت الدنيا نوراً وعطراً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها، نعيم مقيم وقرة عين لا تنقطع أهلها يأكلون ويشربون ويحيون ولا يموتون ويزورون ربهم ويستمعون إلى خطابه ويسعدون برؤية وجهه الكريم قال الله تعالى عنهم: (وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة).
فإن سألت يا عبد الله: كيف أحصل على هذا البيت، وما هي الأفعال والأقوال، التي بها تُنال الآمال، ببيوت وارفة الظلال في جنة جلّت عن مثل ومثال، وتعالت عن حيز الفكر والخيال، بإذن الله الكبير المتعال... وإليك هذه الأعمال.


بناء مسجد لله ولو كمفحص قطاة: ولم لا؟! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من بني لله مسجداً ولو كمفحص قطاة أو أصغر بني الله له بيتاً في الجنة» [صحيح الجامع: 6128] (ومفحص قطاة: يعني الحفرة التي تضع فيها القطاة بيضها، والقطاة نوع من اليمام.
ويدخل في الأجر من تصدَّق ولو بلبنة أو بثمنها لبناء بيت الله، والله أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد