الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

فائدة في بيان معنى الرب والإله


ال فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ في شرح كشف الشبهات :

( الله جل وعلا* ذكر الرب في مواضع ، وذكر الإله ، خذ مثلاً* سورة الناس ، يقول سبحانه وتعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ )

فما الفرق بين* رب الناس وإله الناس ؟ هل هما شئ واحد ؟ إذًا يكون الكلام مكرر !* أو هما شيئان ؟ فلابد من معرفة الفرق بينهما .. 

وكذلك في القرآن كثيرًا مايأتي ذكر الرب ، كقوله تعالى : (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * ) .. ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ ) الآية 

** والإله .. ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) وقوله تعالى (* إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ )

تكرر لفظ الرب ، وتكرر لفظ الإله .. فمامعنى كل منهما ؟ هل هما بمعنى واحد ؟ أما لكل منهما معنى مستقل ؟


لا .. لكل واحد منهم معنىً مستقل ، وليسا بمعنى واحد ، وإلا كان تكرارًا* ..
الرب معناه المربي* .. المربي لخلقه بنعمه ، ومغذيهم* برزقه ، تربية جسمية بالأرزاق والطعام والشراب ، وتربيةً قلبية روحية* بالوحي والعلم النافع ، وإرسال الرسل ، تربية حسية ، وتربية معنوية .. هذا من معاني الرب سبحانه وتعالى ، أنه مربي لعباده ، ومن معاني الرب المالك ، رب السموات والأرض* ومالكهما .. المنفرد بملك السموات والأرض ، كما تقول رب الدار .. يعني مالك الدار .. رب الإبل معناه مالك الإبل .. أليس كذلك ؟
رب الشئ مالكه ومتصرف فيه ، ومن معاني الرب المصلح الذي يصلح الأشياء ، ويدفع عنها مايفسدها ، وهو الله ـ سبحانه وتعالى ـ هو الذي يصلح هذا الكون* ، وينظمه على مقتضى* إرادته وحكمته سبحانه وتعالى* " لو كان فيهم آلهة إلا الله لفسدتا " لو كان في السموات والأرض آلهة غير الله أو مع الله لفسدتا ، ولكون السموات والأرض لم تفسدا* دليل على أن الله هو الذي يتولى شؤونهما وحده لاشريك له .. هذا من معاني الرب ، المصلح* المدبر للملكوت*
ومن معاني الرب السيد* الذي تخضع له الكائنات ، وتنقاد له ، فهو سيدها ـ سبحانه وتعالى ـ* هذه معاني الرب ..
تدور على هذه المعاني : المربي ، المالك ، المصلح ، السيد ، هذه معاني الرب ..



أما الإله معناه المعبود ، من أله يأله ، بمعنى عبد ، عبد يعبد ، فإله معناه معبود ، وليس معناه الرب ، وإنما معناه المعبود* ، والإلهية هي العبادة ، من أله يأله بمعنى عبد يعبد ، والوله هو الحب ، لأنه سبحانه وتعالى يحبه عباده المؤمنون* ويخافونه ويرجونه ، ويتقربون إليه ، هذا هو معنى الإله ، معناه المعبود ، وليس معناه الخالق المالك ، الإله معناه المعبود المرجو الذي يُخاف ويُرجى ويتقرب إليه ويتورع إليه بالعبادة ، هذا هو معنى الإله .. 


فظهر لنا الفرق بين معنى الرب ومعنى الإله ، وأنهما ليس بمعنى واحد 
، ومن قال بأنهما بمعنى واحد فقد غلط ، نعم يقولون إذا ذُكرا جميعًا صار الإله له معنى والرب له معنى ، لكن إذا ذُكر واحد منهما دخل فيه الآخر ، إذا ذُكر الرب فقط دخل فيه معنى الإله ، وإذا ذُكر الإله دخل فيه معنى الرب .. أما إذا ذُكرا جميعًا مثل مافي سورة الناس ، فإنه يكون للرب معنى وللإله معنى آخر .... 
ــ
ــ
ــ
إلى أن قال ـ حفظه الله ـ
ومن هنا نعرف أيضًأ الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ، إذا عرفنا معنى الرب ، وعرفنا معنى الإله ، عرفنا معنى توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية
فتوحيد الربوبية الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت ، الإعتراف بأفعال الله ـ سبحانه وتعالى ـ
وتوحيد الألوهية معناه إفراد الله بأعمال العباد التي يتقربون بها إليه بما شرعه ، هذا معنى توحيد الألوهية ، يألهونه بمعنى يعبدونه ويتقربون إليه بأنواع العبادة التي شرعها لهم ..

فهناك فرق بين توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية وليسا بمعنى واحد ) أ هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد