الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

فتوى فضيلة الشيخ الدكتور أسامة عبد العظيم أستاذ أصول الفقه في الدستور


فتوى فضيلة الشيخ الدكتور أسامة عبد العظيم أستاذ أصول الفقه ورئيس قسم الشريعة سابقًا بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر وأحد كبار مشايخ المنهج السلفي في مصر.
سئل فضيلة الشيخ أسامة عبد العظيم عن حكم الذهاب للاستفتاء على الدستور، وبماذا يتم التصويت بنعم أم بلا؟ فماذا كانت إجابته؟
الجواب: هذا السؤال مهم والله المستعان، الكلام الآن على ما أسموه الدستور الذي هو فعل البشر وهذا يعني حمله لخصائصه وخصائص البشر الضعف والجهل والعجز فلابد أنك سوف ترى هذه الخصائص (الضعف والجهل والعجز) في الدستور أو في أي عمل بشري واشتماله على العيوب أمر مسلم.
أما طريقة الحساب فالنظر إلى المآل لو أن الناس صاروا فريقين وصار أحد الفريقين أتباع القسيس الجديد الذين هم عباد الصليب وصار في صفهم الملحدون والفاسقون وأهل المعاصي أجمعون فليس يتصور أن يختار أحد صف أولئك الكفار والفاسقين والماجنين، هذا أمر لابد من حسابه.
والأمر الثاني من النظر في المآل أن هذا الدستور -والذي وإن كان فيه من العيوب ما فيه- ترى القائمين عليه يغلب عليهم وصف الدين وترى عددا وفيرا من الملتزمين بالسنن وتراهم يقطعون ما هم فيه لينزلوا إلى الصلاة ويعظموا أمر الله عز وجل وهذه ظواهر لم تحصل في تاريخ بلادنا ولو قلت في تاريخ البلاد الأخرى لما بعد كلامك، وكذلك لو أن بحكمة الله تعالى لم يحصل اقرار ذلك الذي اصطلحوا عليه أو اختاروه فظنك أن يكون ذلك سبيل استقرار؟
أو الظن أنه يترتب على فوت هذا الأمر من الفوضى أو الفساد ما لا يعلم قدره ؟
فتظن أن تسلم في هذه الفوضى و الفساد الأرواح ؟
أو تظن أن تسلم الأعراض ؟
وسئل فضيلته: تظن لو قدر الأمر الآخر يكون في ذلك الاستقرار ودفع الفوضى ؟ أو يكون ذلك مزيدا من الفوضى ؟
فاجأب: النتيجة لو لم يتم الموافقة على الدستور سيتم عمل لجنة تأسيسية أخرى وهذه اللجنة تحتمل معارضة الآخرين وإلى أن تنتهي هذه اللجنة من عملها تظل أمور الأمن غير مكتملة ويظل الناس في التناحر والتنازع فلو غلبك على ظنك أن فوت اقرار هذا الذي اصطلحوا عليه سيؤدي إلى هذه الفوضى فقد علمت حكم دفع هذه الفوضى وأن ذلك متعين لازم يعكر على الكلام أن تقول: ما اشتمل عليه الدستور من المخالفات أو ربما الألفاظ والشركيات
الجواب: أن ذلك فيما يخصنا نحن لا ضرر منه، قولوا ما تقولون اصنعوا دستورا و غيروه في أي وقت شئتم افعلوا ما تقدرون عليه اننا في قبضة الله لا في قبضتكم أننا بشرع الله لا بقوانينكم و لا دساتيركم، ما تصنعونه لا يمس أهل الدين في شيء و لن يمنع أحد أن يصلي أو يصوم أو يبكي لله تعالى و هذا ما يخصنا، فنحن نحيا في الدنيا لا حاجة لنا إلا ذلك: أن نصوم وأن نصلي و أن نبكي لله تعالى ونخضع ليس هناك شيء آخر ما اشتمل عليه هذا الدستور من المنكرات فأنت منكر لها بقلبك وأنت غير موافق عليه فترى ذلك من صنع البشر وتعتذر عما صنع هؤلاء لكن أن تكون في صف عباد الصليب واتباع القسيس وأن تكون في صف عمرو موسى والبرادعي، هذا ما لا أظنك تختاره.
كأن هذه المسألة بذلك استغنت عن الافاضة، والله أعلم والحمد لله رب العالمين
الجمعة 23 محرم 1434
7 ديسمبر 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد