الأربعاء، 10 أبريل 2013


مصر تنادينا (منبر الجمعة)

[09-04-2013][22:14:3 مكة المكرمة]

إعداد: عكاشة عباد
الحمد لله رب العالمين الذي شرف بلدنا العزيز مصر بالذكر خمس مرات في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: (ادخُلوا مِصْرَ إِنَّ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) (يوسف: 99).

وأشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه الذي قال: "إنَّ قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها" (1).

أما بعد..

أيها المسلمون .. إن مصر اليوم تنادينا، هلموا أعطوني فقد أخذ من الكثير، مدوا إليَّ يد العون فقد مُنعت عني كثيرًا، يا أبنائي ألا ترون ما يمر بي، لقد وصَّى بي حبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم فقال: "إنكم ستفتحون أرضًا يُذكر فيها القيراط (2)، فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحمًا" (3).

أخي المسلم.. إن مصر تمر حاليًّا بأزمات، منها أزمة الطاقة، وأزمات الطاقة متعددة منها الكهرباء، والسبب غياب الصيانة ونقص الوقود وتأخر عمل مشروعات جديدة لمحطات التوليد، وأيضًا تعديات الأهالي وسرقة الكهرباء.

أيها المسلم.. أننا ننتج حوالي 20000 ميجا وات والمطلوب 25000 ميجا وات، أي هناك عجز في5000 ميجا وات، وسيتم دخول محطتين جديدتين بقدرة 2300 ميجا وات أي مازال هناك 2500 ميجا وات عجز، فعلينا أن نعوض هذا العجز بالتالي:

1: ترشيد الاستهلاك المنزلي الذي يستهلك 40% من الطاقة المنتجة عن طريق استبدال اللمبة الموفرة باللمبة العادية ، فلو استبدل كل مشترك وعددهم 28 مليون لمبة عادية 100وات بلمبة موفرة 50 وات سنوفر 1400 ميجا وات.

2: التبليغ عن كل سارقٍ للكهرباء؛ حيث يتم سرقة 15% من الطاقة المنتجة.

3: عدم تشغيل الغسالات الكهربائية والسخانات والمكواة وقت الذروة التي تبدأ مع أذان المغرب.

4: إطفاء الديب فريزر لمدة ساعة وقت الذروة.

5: ترشيد الكهرباء داخل المساجد فينظم عمل التكييفات فتطفأ خارج أوقات الصلاة وتضبط درجة التبريد إلى 26 درجة مئوية، واستبدال لمبات موفرة باللمبات العادية، وعدم إضاءة المآذن وزينات رمضان.

6: المدارس والمحليات والإدارات الحكومية والجامعات وغيرها من الأماكن العامة، فعلى القائمين عليها أن يتقوا الله في مصر، ويأخذوا كل الطرق والوسائل لترشيد الكهرباء بتلك الأماكن.

أيها المسلم: تذكر دائمًا أن الذي أنقذ مصر بل والعالم من حولها هو ترشيد الاستهلاك، قال تعالى على لسان مَن أنقذ الله به البشرية سيدنا يوسف: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)) (يوسف). النجاة كانت في (إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ) يقول القرطبي: هذه الآية أصل في القول بالمصالح الشرعية التي هي حفظ الأديان والنفوس والعقول والأنساب والأموال؛ فكل ما تضمن تحصيل شيء من هذه الأمور فهو مصلحة، وكل ما يفوت شيئًا منها فهو مفسدة، ودفعه مصلحة (4).
-----------------
* الهوامش:
(1) تخريج السيوطي. عن أنس- رضي الله عنه- تحقيق الألباني (صحيح) انظر صحيح الجامع.
(2) القيراط.. كان قبط مصر يسمون أعيادهم وكل مجمع لهم القيراط يقولون نشهد القيراط
(3) رواه مسلم في صحيحة عن أبي ذر رضي الله عنه.
(4) تفسير القرطبي.. سورة يوسف.. الآية 47
 --------------
* ملاحظة: لا مانع من الاستعانة بورقة مكتوبة في تلك الخطبة لأهمية ذكر الأرقام للمستمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد