الخميس، 3 يونيو 2010

شهداء اسطول الحرية .. ألف سلام و تحية

شهداء اسطول الحرية .. ألف سلام و تحية


د ممدوح المنير


5/31/2010
اكتب هذا المقال و لا تزال مياه البحر الأبيض المتوسط تصطبغ بلون الدم الأحمر القانى ، دماء زكية نقية طاهرة ، أبت أن تعيش إلا على أنفاس الحرية ،هى دماء فصيلتها موجب – إيجابية - حرية ، فى عملية تبرع بالدم عاجلة يحتاجها جسد أمة مثخن بالجراح .



كان لابد من هذه العملية العاجلة ، حى يفيق الجسد من غيبوبته و تعود له وظائفه الحيوية مرة أخرى من جديد ' فقد تعلمنا أن شجرة الحرية لا ترويها إلا الدماء ، و لا تورق إلا بالتضحيات .



إن الكيان الصهيونى أثبتت بفعلتها هذه أنه يتحلى بأكبر قدر من الغباء السياسى المنقطع النظير ، فالتعرض لأسطول الحرية بهذا الشكل الهمجى الأرعن ، يدل على سطحية بالغة فى التفكير ، ربما يكون سببه أن إسرائيل تعتبر أن حياة الإنسان هى هدف فى حد ذاتها و أنه لا يوجد قيمة و لا هدف أسمى من الحياة أى حياة ، فظّنت أنها عندما تقتل بعض أفراد القافلة ، سيصاب الجميع بحالة من الهلع و الخوف و بالتالى يخشى الجميع من تكرار الفعلة !! .



لكن ما لا يعلمه الكيان الصهيونى و لا يفهمه قادتها أن حياة الإنسان لدى أصحاب الدعوات و الرسالات و المبادىء ، ما هى إلا وسيلة وليست غاية لذاتها ، أو بمعنى آخر أن قيمة الحياة تتضائل و تنزوى إذا كان ذلك فى سبيل الله ثم فى سبيل القيم و المبادىء السامية ، لذلك أقول لقادة الكيان الصهيونى أنكم بغبائكم و بلاهتكم قد قدمتم أكبر دعم للقضية الفلسطينية و حوّلتم بغبائكم القضية من قضية إقليمية إلى قضية دولية شعبية بكل ما تعنيه الكلمة ، ليس هذا فحسب بل أصبح هناك ثأر و مخزون كراهية كبير لدى العديد من شعوب العالم على الشهداء و الضحايا الذين سقطوا .



إن ما حدث يوصل عدة رسائل و واجبات إلى كل من يهمه الأمر :





أولا ) أن السكوت على ما يحدث من حصار إجرامى على قطاع غزة ، لن يمر مرور الكرام و أن هناك الكثيرين من أحرار العالم الذين لم ولن يقبلوا بهذا الضيم ، و ستظل قوافل فك الحصار تتوالى و ستظل جبهات المعارضة للحصار تتشكل حتى ينكسر الحصار بإذن الله .



ثانيا ) أن الكيان الصهيونى غير عابىء نهائيا بأى قوانين دولية أو أعراف ، بل غير مهتم بغضب أو سخط أى دولة فى العالم ، و أنه يتصرف بغطرسة بالغة و بلطجة بدرجة مسجل خطر ، فلم يهتم كثيرا بغضب حكومات الضحايا الذين سقطوا .



ثالثا ) أن كسر الحصار لن يتم بالكلام و بلا بالخطب الرنانة و لكن بالمواقف العملية على الأرض ، فلولا أن هؤلاء الأبطال تحركوا ، لظل الحصار شىء إعتيادى و خبر تقليدى فى حياة الناس، أعلم جيدا أنه ليس بالضرورة أن اسطول الحرية هو من سيحرر غزة و لكنه بالتأكيد خطوة مهمة و معتبرة على الطريق .



رابعا ) يجب أن ندرك كذلك أن وجود دولة حاضنه لهذه التحركات الإحتجاجية هو أمر بالغ الأهمية ، فالدور التركى كان حيويا للغاية فى تسيير القافلة و تذليل العقبات أمامها ، لذلك يجب أن نعمل بكل جدية على دعم هذا الجهد و تثمينه و إعطاءه حقه من الحفاوة و التقدير ، خاصة بعد أن خذل العرب قضيتهم و نفضوا أيديهم عنها و كانوا جزء من المشكلة و ليس جزء من الحل .



خامسا ) يجب أن نأخذ حذرنا جيدا فربما نجد أن الكيان الصهيونى قد قام بهذه العملية رغم إدراكه لتداعياتها للتغطية على كارثة أكبر تتم أثناءها ، لذى لا بد أن نظل يقظين منتبهين حتى لا يتم إستغفالنا دون أن ندرى ، لذلك لابد أن تكون أعيننا مفتوحة عن آخرها و خاصة نحو القدس .



سادسا ) أثبتت التجربة أن التحرك الشعبى الدولى أكثر تأثيرا من التحركات المحلية ، و أن التعاون بين المنظمات و الجمعيات الأهلية على مستوى العالم يخدم القضية أكثر ، لذلك لا بد من زيادة التعاون و الترابط بين هذه المؤسسات لدعم قضايانا المختلفة .



سابعا ) لابد من تحرك عربى و إسلامى شعبى يستغل الحدث فى التوعية بالقضية و إبراز الدور الإسرائيلى القذر الذى لا يراعى أى إعتبارات لحياة البشر أو لحقوق الإنسان الأساسية .



ثامنا ) لابد من الإحتفاء بشهداء أسطول الحرية و إبرازهم تضحياتهم حتى يكونوا نبراسا لغيرهم و حتى لا تضيع دمائهم هباءا ، فيكونوا شعلة نور تضىء ظلام أوضاعنا المقفرة .



تاسعا ) لابد من تحرك نقابات المحامين العربية و منظمات حقوق الإنسان لمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمى حرب على هذه الفعلة ، فقطاع غزة المفروض أنه لا سلطة ( نظريا ) للإحتلال عليه ، لأن الإحتلال قال أنه إنسحب منه ، و بالتالى فأسطول الحرية دخل إلى المياه الإقليمية الفلسطينية و التى من المفروض قانونيا أنه لا يملك أى صلاحيات أو مسوغات قانونية للتواجد فيها أو إعتراض أى سفن مارة بها ، فتصبح جريمته هذه جريمة حرب بإمتياز يستحق العقاب عليها .



عاشرا ) للقادة العرب أقول لهم بإختصار عار عليكم و أىّ عار ، و لرجال و نساء أسطول الحرية الأحياء و الشهداء ، فألف سلامة و تحية ، فلقد رفعتم رؤوسنا ، و أحرجتم زعمائنا ، و فتحتم لشعوبنا نافذة أمل فى حاجة إلى الكثير من العمل .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدونة الارض لنا " كل ما يخص المسلم صاحب الهم والدعوة"

قناة الاقصي وتردد جديد